الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

خبير آثار: تسجيل اليونسكو لسانت كاترين يؤكد وجود جبل موسى بسيناء

خبير آثار: تسجيل
خبير آثار: تسجيل اليونسكو لمنطقة سانت كاترين تراث عالمى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ذكرى احتفالات عاشوراء المرتبطة بذكرى نجاة نبى الله موسى وشعبه وعبوره إلى سيناء وفى ظل الآراء التى تظهر من وقت إلى آخر تحاول نفى صفة القداسة عن سيناء بالادّعاء بوجود جبل موسى "وله عدة مسميات منها جبل الطور وجبل المناجاة وجبل الشريعة وجبل سيناء والجبل المقدس" فى مواقع أخرى بهدف الترويج السياحى لموقع آخر دون أى اعتبارات دينية>

يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة -لجنة التاريخ والآثار- لـ “البوابة نيوز” أن منطقة سانت كاترين أدرجت تراث عالمى استثنائى باليونسكو وفقًا لأربعة معايير الأول والثالث والرابع والسادس، ويتضمن المعيار السادس الممتلكات المرتبطة بأحداث تاريخية هامة أو أشخاص أو عقائد أو فلسفة، على أن يكون مقترنًا على نحو مباشر أو ملموس بأحداث أو تقاليد حية أو بمعتقدات أو بمصنفات فنية أو أدبية ذات أهمية عالمية بارزة، أو الممتلكات المرتبطة بفهم شخصيات تاريخية أو أحداث أو ديانات أو أشخاص لها استثنائية.

ويوضح الدكتور ريحان أن هذا المعيار قد تجسّد فى شهرة دير سانت كاترين  كملتقى للسلام العالمى يحمل فى طياته رسائل سلام ومحبة تنطلق من تاريخ المنطقة ودورها الحضارى كملتقى للأديان والثقافات والحضارات عبر العصور حيث ارتبط  بناء الإمبراطور جستنيان للدير فى القرن السادس الميلادى ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة جبل موسى منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة وهى المنطقة الوحيدة فى العالم الذى تجلى فيها سبحانه وتعالى مرتين، تجلى نورًا عند شجرة العليقة المشتعلة ذات السر الخاص فهى نوع من العليق الوحيد فى سيناء أوراقها خضراء طوال العام وليس لها ثمرة، وقد فشلت محاولات زراعتها فى أى مكان فى العالم وقد أكدت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين وجود الشجرة فى موقعها الحالى حين تباركت بها وبنت كنيسة صغيرة بجوارها فى القرن الرابع الميلادى وهى الكنيسة الذى أدخلها الإمبرطور جستنيان داخل أسوار الدير فى القرن السادس الميلادى ومن يدخلها حتى الآن يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى، وفى المرة الثانية تجلى سبحانه وتعالى خشوعًا فدك الجبل،  كما ناجى نبى الله موسى ربه مرتين، مرة أمام شجرة العليقة المشتعلة ومرة حين ذهب لتلقى ألوح الشريعة.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن جبل موسى بمنطقة سانت كاترين يواجه جبل التجلى حيث وقف نبى الله موسى على الجبل وأمامه جبل التجلى وهو الجبل الذى تجلى له سبحانه وتعالى فدكه، ويقع جبل التجلى إلى الشمال الشرقى لجبل موسى.

ويؤكد أن آيات القرآن الكريم واضحة بما لا يقبل الجدال فى إشارتها إلى وجود جبل طور سيناء فى الوادى المقدس طوى بسيناء  وأن الوادى المقدس طوى يوجد فى الموقع الذى ناجى فيه نبى الله موسى ربه عند شجرة العليقة المشتعلة "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" سورة طه آية 12 ثم يشير القرآن الكريم إلى موقع جبل الطور بجانب موقع المناجاة عند شجرة العليقة المشتعلة "وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا" سورة مريم آية 52، ثم يؤكد القرآن الكريم أن موقع جبل الطور بسيناء "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ"  سورة المؤمنون آية 20 وفى سورة أخرى بسينين "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ" سورة التين آية 1 ، 2، وسيناء أو سينين حيث جاءت تسميتها من خلال شكل جبالها المسننة خاصة فى منطقة سانت كاترين.

وينوه الدكتور ريحان إلى الدوائر التى تحاول سلب هذه القيمة الكبرى عن مصر الذى شرّفها سبحانه وتعالى بجبل الشريعة بالوادى المقدس طوى ومن أمثلة ذلك ما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أن نبى الله موسى قد كلم ربه فى الأردن عن طريق جبل نافو ، كما نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن العالم الإسرائيلى عمانويل أناتى ذكر أن الجبل الذى كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود فى صحراء النقب.

ويتابع الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الأغرب من كل هذا ما قام به الباحث أمريكى ران وايت ومساعدوه من عمل فيلم وثائقى يعد تزويرًا لتاريخ رحلة خروج بني إسرائيل تحت عنوان " الأرض المسطحة: كشف جبل الطور شاهد بقايا جيش فرعون أين؟" مدعيًا أن جبل موسى وعيون موسى ومكان عبادة العجل بالسعودية، وأن عبور بنى إسرائيل تم عن طريق خليج العقبة عند منطقة نويبع معتمدًا على أدلة واهية وتخيلات ليس لها أساس علمى،  منها الادّعاء بعبور 3 ملايين شخص من بنى إسرائيل وادى وتير الممتد من النقب إلى نويبع، ثم عبروا خليج العقبة إلى شاطئ السعودية، مع أن وادى وتير هو وادى ضيق جدًا وملتو ومجرى سيل، وكان طريقًا للعبور بالسيارات إلى ميناء نويبع وتم إغلاقه حاليًا لخطورته، فكيف بطريق كهذا يتسع لعبور 3 ملايين شخص كما يدّعى وايت؟.

وهل انتظر فرعون وجيشه عبورهم كل هذا الطريق 100كم حتى ينقضوا عليهم؟، فلو عبروا هذا الطريق لتم القضاء عليهم من البداية، كما استند الباحث الأمريكى فى أدلته على عامود حجرى بمدينة نويبع، وادّعى أن عبورهم كان بجوار عامود أثرى من حجر الجرانيت بناه نبى الله سليمان ليحدد مكان عبور بنى إسرائيل عن طريق خليج العقبة عند منطقة نويبع، وقد قام الباحث الأمريكى بتصوير هذا العامود ونشره مع الخبر الخاص بالفيلم وهو أكبر تزوير حيث أن هذا العامود اكتشف عام 1978حين احتلال إسرائيل لسيناء، وكان فى الماء ثم أقامته سلطة الاحتلال بالخرسانة المسلحة فى موقعه الحالى وهو موجود حاليًا بنويبع بصفته عامود حديث وغير مسجل كأثر وليست له قيمة أثرية ولا تاريخية ولا يحوى أى نقوش أثرية أو ملامح فنية مميزة وعمره أقل من مائة عام، كما قام بتصوير نقطة عسكرية متقدمة تعود إلى عام 1893م مكتشفة بنويبع ومسجلة كأثر وربط بينها وبين رحلة الخروج مما يؤكد أن الباحث أراد حبكة فنية فقط ربما أراد بها استغلال بعض من لا يعرفون جغرافية المنطقة ليوهمهم من خلال الإبهار بخيال سينمائى خصب يحمل فى طياته تزويرًا لكل الحقائق الدينية والتاريخية والأثرية المعروفة.

وفى النهاية يوضح ويحذر الدكتور ريحان بأن هذه الجهات لن تتوقف عن هذه الادعاءات وستستخدم كل الوسائل من دعاية سياحية ضخمة واستقدام زوار لمواقع وهمية بحجة إنها مرتبطة بتاريخ نبى الله موسى وبنى إسرائيل وهو التاريخ الذى لم تخرج أحداثه بعيدًا عن سيناء مما سيشكّل واقع سياحيًا ربما يتحول فى يوم من الأيام لواقعًا ثقافيًا من تقديم ملف لتسجيل أماكن غير حقيقية كمواقع استثنائية باليونسكو مما يمنحها شرعية دولية خاصة أن تسجيل جبل موسى بسيناء يقع ضمن منطقة سانت كاترين كلها وطبق عليه المعيار السادس الذى يتضمن عبارات عامة تخص الناحية الدينية وإن كانت تعطى تأكيدًا بوجود جبل موسى بهذه المنطقة لكنها لم تحدد اسم جبل موسى وشجرة العليقة المشتعلة والوادى المقدس طوى صراحة.

ومن هذا المنطلق يطالب الدكتور ريحان بإعداد ملف كامل لتقديمه لليونسكو لتسجيل جبل موسى وجبل التجلى وجبل سانت كاترين وشجرة العليقة المقدسة تراثًا عالميًا استثنائيًا باليونسكو يتضمن الحقائق الدينية والتاريخية والأثرية المرتبطة برحلة بنى إسرائيل فى مصر منذ دخول يوسف الصديق وأهله آمنين حتى ولادة نبى الله موسى وتربيته فى بلاط أحد ملوك مصر وخروجه الأول وحيدًا إلى مدين وعودته وخروجه الثانى مع بنى إسرائيل إلى سيناء ومسار نبى الله موسى بسيناء حتى الوصول إلى أعتاب المدينة المقدسة والمتضمنة جميعًا  فى كتاب الدكتور عبد الرحيم ريحان "التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى" إصدار در أوراق للنشر والتوزيع.

كما يطالب بخطة تسويق سياحى كبرى تواكب المشروع القومى التجلى الأعظم وما تبذله الدولة من مجهودات منذ توجيهات القيادة السياسية بانطلق المشروع فى يوليو 2020 لتفرض واقعًا سياحيًا حقيقيًا لمواقع حقيقية مؤكدة دينيًا وتاريخيًا وأثريًا .