الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عم عبد الباسط.. 40 عاما من العمل ولم يرفع راية الاستسلام ويحلم بشقة

عم عبدالباسط
عم عبدالباسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يتخل عن جلبابه الصعيدي، وعمامته البيضاء الفاقعة الحاضنة لرأسه، ولم يقع أسيرا لعلامات الشيب، التي سيطرت على ملامح وجهه، وتلك التجاعيد الكثيرة التي تحكي الكثير من المعاناة التي عاشها الرجل السبعيني في رحلته القاسية بتلك الحياة المريرة، ولكن حتى الآن لا يكل ولا يمل، من بذل الجهد، والعمل المتواصل، من أجل تحقيق حياة كريمة لنفسه، وتوفير متطلبات زوجته، التي رافقت دربه منذ بداية الرحلة.

عبدالباسط عبدالسلام، الرجل البالغ العمر 70 عامًا، اتخذ من الرصيف مكانًا لعمله، استأجر «كشكا» صغيرا، من الحي، بـ6 آلاف جنيه طوال العام، وبدأ رحلة عمله منذ 40 عامًا، يعمل الشاي والمشروبات الساخنة، ويتجول في الشوارع باحثًا عن قوت يومه.

ترك بلدته في صعيد مصر، بمحافظة سوهاج، منذ سنوات طويلة، وانتقل إلى المنيا، وانتهي به المطاف إلى منطقة الإمام الشافعي، في مصر القديمة، محطات كثيرة مر بها الرجل السبعيني، بداية من تلك الحرب القاسية التي عاصرها، سواء الاستنزاف، أو حرب أكتوبر  73، إلا أن الرجل ما زال مدينا لتلك الفترة الزمنية.

يقول الرجل السبعيني، إنه يبدأ في تجهيز عمله، من الساعة الثانية ليلا، وليس معه أحد يعاونه على تلك المهنة، ولكنه يعمل وحيدا، ويسعي للعمل طوال الوقت، يقول: «بجهز الشغل من الساعة 2 بعد منتصف الليل، واشتغل لحد العصر، مفيش نوم، ورغم كدة في أيام مبعملش فيها 40 جنيها، علشان كده بستغل أيام الأسواق، وأحاول أعوض الأيام اللي فاتت».

1000 جنيه يدفعها الرجل المسن شهريا، لإيجار شقة صغيرة، يقطن فيها، بمنطقة الإمام الشافعي، بخلاف المصاريف الكثيرة التي يتطلبها، الأمر الذي أنهك الرجل السبعيني، وجعله على وشك رفع راية الاستسلام، فيقول: «أنا معتش قادر، بدفع 1000 جنيه شهريا سكن، غير مصاريف البيت، نفسي في شقة حتى لو أوضة وحمام ومطبخ، لأني معتش قادر أشتغل، هو ده اللي بحلم بيه، ونفسي يتحقق، شقة صغيرة أكمل فيها بقية حياتي».

عم عبدالباسط، الذي أفنى حياته في العمل، حيث كان يعمل شيف بأحد المطاعم، وحينما تقدم به العمر، عمل على إنشاء مشروعه الصغير، الذي يجني منه قوت يومه، منذ أربعين عامًا، ينصح العديد من الشباب بالعمل، واستغلال تلك الفترة من العمر، وعدم الانسياق وراء المخدرات، وغيرها من الأشياء التي تدمر الحياة تمامًا.