الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"ذا هيل" ترصد العواقب الصحية لأزمة المناخ وموجات الحر الشديدة

موجات الحر في أوروبا
موجات الحر في أوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رصدت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية،العواقب الصحية لأزمة المناخ وموجات الحر في أوروبا، موضحة أن موجة الحر التي شهدتها أوروبا مؤخرا حطمت رقما قياسيا بينما اجتاحت حرائق الغابات الهائلة، أوروبا. 
وطالت درجات الحرارة القاسية أكثر من 900 مليون شخص في الصين، فيما عانى الملايين عبر مساحات شاسعة من جنوب آسيا خلال أسابيع من شهر أبريل الماضي الذي وصفته بالخانق والمميت. وفي حين تشير التقديرات الأولية إلى أن أكثر من 2000 شخص ماتوا بسبب الحرارة القاتلة خلال أسبوع في البرتغال وإسبانيا وحدهما، فإننا لن نعرف الخسائر الكاملة لذلك على الصحة لأشهر.
وأضافت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين- أنه سواء أعلن القادة السياسيون حالة طوارئ مناخية أم لا، فقد دفعتنا فترات الحرارة الشديدة التي لا هوادة فيها إلى قلب أزمة صحية عامة عالمية. ومع ذلك، هذا ليس الوضع الطبيعي الجديد فهو مجرد جزء صغير لما قد يبدو عليه المناخ الأكثر سخونة بعد عقود قليلة من الآن.
وحذرت الصحيفة من أنه إذا ما واصلنا مسيرتنا الحالية في استخدام الوقود الأحفوري القاتل، فإن التقارير الواردة من فريق دولي من علماء المناخ تشير إلى أن درجات الحرارة التي حطمت الأرقام القياسية ستصبح أكثر كثافة وتكرارا وأطول أمدا. مما يعني أنه يمكننا توقع المزيد من الأضرار الصحية والمزيد من المعاناة والمزيد من حالات الوفاة مع دخولنا في مناخ لم يتطور البشر لتحمله.
وأضافت أنه يمكن أن يؤدي فقدان الكثير من العرق الناتج عن الحرارة الشديدة إلى الجفاف، والذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى. كما يمكن أن يؤدي الجفاف والعمل المتزايد لضخ الدم إلى الجلد إلى إجهاد قلوبنا. وهذا هو السبب في أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية والوفاة عندما ترتفع درجة الحرارة.
و أوضحت "ذا هيل" أنه على الرغم من أن درجات الحرارة المرتفعة تشكل خطرا علينا جميعا، إلا أن كبار السن والأطفال الصغار للغاية والذين يعانون من حالات طبية وعقلية مزمنة هم الأكثر عرضة للخطر إلى جانب أي شخص يضطر إلى قضاء فترات طويلة في درجات حرارة عالية. هذا يعني بشكل عام أن الأشخاص في المجتمعات المهمشة هم أيضا الأكثر عرضة للمعاناة من أكبر الآثار المترتبة على ارتفاع درجات الحرارة.
فليست الوفاة الناتجة عن الحرارة فحسب هي ما يجب أن نقلق بشأنه. إذ ترتبط درجات الحرارة المرتفعة أيضا بارتفاع معدلات أعلى من العلاج في مستشفيات الصحة العقلية والمزيد من حالات الانتحار فضلا عن المزيد من العنف وانخفاض درجات الاختبار لدى الأطفال وانخفاض الإنتاجية لدى العمال. ومن ثم فإن حياة الأفراد فقط ليست ما يتعرض لخطر، بل مجتمعات بأكملها.
ومضت الصحيفة تقول إن إن مدى استعدادنا للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة له علاقة كبيرة بالمكان الذي نعيش فيه. إذ تحظى المناطق التي ينتشر بها استخدام أجهزة التكييف والمزيد من مظلات الأشجار والمساحات الخضراء، بحماية أكثر من المناطق التي لا تحتوي على هذه المرافق. أما المناطق الحضرية التي يجب أن تتعامل مع تأثير الحرارة - المناطق التي يوجد بها المزيد من الخرسانة وعدد أقل من الأشجار - يمكن أن تصل إلى 15 درجة فهرنهايت وتكون أكثر سخونة من المناطق المحيطة بها، ويمكن أن تعرض الناس لخطر أكبر للإصابة بالأمراض الناتجة عن الحرارة. 
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها بالقول إنه من أجل زيادة فرصنا في البقاء على قيد الحياة، يتعين علينا التكيف مع هذه الأوضاع. وكذلك ينبغي علينا التكيف بشكل مستدام حتى لا تؤدي استراتيجيات البقاء لدينا إلى زيادة الفوضى المناخية. فمثلما توضح لنا أحداث الحرارة الشديدة في جميع أنحاء العالم، لم يعد بإمكاننا التفكير في موجات الحرارة على أنها شذوذ طبيعي، ولكن كنافذة أوضح لمستقبلنا القائم على الوقود الأحفوري.