الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

بعد تدمير الجيش بؤر التكفيريين بسيناء.. إرهاب القاعدة ينتقل إلى العاصمة

تدمير الجيش بؤر التكفيريين
تدمير الجيش بؤر التكفيريين بسيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت مصر حادثاً إرهابياً مروعاً في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت 15 مارس حيث تعرض كمين الشرطة العسكرية بمسطرد لهجوم مسلح ما أسفر عن استشهاد 6 مجندين جراء قيام مجموعة من العناصر الإرهابية باقتحام كمين للجيش بشبرا الخيمة وإمطاره بوابل من الرصاص، وجميع الشهداء من المجندين.
وكشفت أجهزة البحث الجنائي بالقليوبية وجود أربع قنابل يدوية بداخل حقيبتين هاند باج بالوحدة العسكرية بمسطرد، مؤكداً أن خبراء المفرقعات اكتشفوا أنه يوجد شنطة أمام الوحدة العسكرية ويوجد بها قنبلتان، والأخرى توجد بداخل الوحدة العسكرية.

قواعد جديدة للمواجهة
ويعتبر هذا الحادث الإرهابي الثاني ضد رجال القوات المسلحة في قلب العاصمة خلال أقل من يومين حيث سبقه هجوم بالدراجات النارية على حافلة تقل جنوداً للجيش بمنطقة الأميرية ما أسفر عن استشهاد صف ضابط وإصابة 3 مجندين آخرين.
وتمثل هذه الحوادث تغيراً نوعياً في تحركات الإرهابيين الذين نقلوا فيما يبدو أنشطتهم الإجرامية من محافظة سيناء الحدودية مترامية الأطراف إثر الضربات الحاسمة التي وجهتها القوات المسلحة لأوكار الإرهاب إلى قلب العاصمة ما يفرض قواعد جديدة للمواجهات الأمنية خلال الفترة المقبلة مع الوضع في الاعتبار خطة إنهاك واستنزاف قوى الأمن العسكري والمدني في معارك مع الإرهابيين ليل نهار بهدف إضعاف رجال الأمن.
وتفتح هذه الحوادث الإرهابية صفحة جديدة لكشف مؤامرة نقل عواصم الإرهاب من تورا بورا بأفغانستان، وقندهار بباكستان، إلى محافظات مصرية عديدة، حيث لم تقتصر التفجيرات الإرهابية على سيناء فحسب، بل امتدت لتشمل محافظات: الإسماعيلية وبورسعيد والإسكندرية، والدقهلية وأخيراً العاصمة الكبرى.

ضحايا الإرهاب الأسود
وتشير الأرقام إلى سقوط 768 من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين ما بين شهيد ومصاب خلال الشهور الستة الماضية، وتحديداً منذ 30 يونيو، تاريخ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وأكدت المصادر أن 218 شخصا قتلوا فيما أصيب 550 آخرون على أيدي العصابات الإرهابية المتحصنة بجبال سيناء، والتي تمارس جرائمها بصورة يومية لتنفيذ مؤامراتها الدنيئة لتحويل المحافظة التي كانت تلقب بـ "أرض الفيروز" إلى بركة من دماء الأبرياء الذين يؤمّنون الحدود ضد أي غزو أجنبي.
ورغم الضربات الأمنية الناجحة التي سددتها القوات المسلحة لأوكار الإرهاب هذه، فإن المخطط الدولي والأطراف المعادية الداعمة لهذه التنظيمات، التي تقف وراء الإرهاب والتطرف الديني في كل أنحاء العالم وتستخدمه لتحقيق أهدافها، مثل القاعدة وطالبان والجهاد، جعل مسألة القضاء عليها نهائياً ليس بالمأمورية الهينة.
وتشير المعلومات إلى أن الشهور الأخيرة شهدت تدفقاً غير مسبوق للتكفيريين وزيادة عمليات تهريب الأسلحة من جميع عواصم الاضطرابات السياسية والإرهاب سواء أفغانستان أو باكستان أو حتى ليبيا وسوريا وتركيا التي تسعى لإغراق البلاد بالأسلحة والإرهابيين لإشعال حرب العصابات على النحو الذي يهدد باندلاع حرب أهلية، ما يعزز المخططات الإجرامية لفرض مزيد من الأزمات على مصر لإبعادها عن دورها الريادي على المستويين الإقليمي والدولي، الذي طالما تبوأته مصر منذ عقود طويلة كحامية ومدافعة عن العروبة والذود عن سلامة ووحدة أراضيه.

صواريخ وقنابل لضرب أمن مصر
بنظرة سريعة على أنواع وكميات السلاح التي يتم ضبطها أثناء تهريبها، بداية من الصواريخ العابرة للمدن ومضادات الطائرات ومدافع الجرينوف وقذائف الـ "آر بي جي"، سندرك على الفور حجم وأبعاد المؤامرة الخطيرة التي تحاك ضد مصر.
ومع تنوع أسماء التنظيمات الإرهابية مثل "بيت المقدس" و"أنصار الجهاد" أو "أنصار الشريعة" إلا أنها وليدة رحم تكفيري واحد هو تنظيم القاعدة، الذي كون خلايا إجرامية في أغلب أنحاء العالم، والذي يحاول فيما يبدو نقل مسرح جرائمه من "تورا بورا" في أفغانستان، و"قندهار" في باكستان، إلى "سيناء مصر"، لتحويلها إلى إمارة إرهابية تسعى لتقويض الأمن في البلاد وقتل العباد.
وكما يشير المحلل السياسي الدكتور مغازي البدراوي، المتخصص في شؤون روسيا ووسط آسيا، فإن هناك مخططا كبيرا لنقل مركز الإرهاب والتطرف العالمي إلى قلب الشرق الأوسط، وفي سيناء بالتحديد ليكون شوكة في ظهر مصر تحول دون نهوضها واستقلالها، وفي نفس الوقت يكون ضماناً لأمن إسرائيل، الذي وعدت جماعة الإخوان الأمريكيين بضمانه علناً وصراحة على لسان قادة الجماعة.
وليس هناك ضمان لأمن إسرائيل أكثر من زرع الإرهاب في سيناء وملئها بتنظيماته وفرقه مثل القاعدة وغيرها، هذه التنظيمات، التي مارست الإرهاب والقتل في معظم دول العرب والمسلمين، وفي أوروبا وغيرها، لكنها وعلى مدى عمرها الطويل لم تطلق ولا رصاصة واحدة على إسرائيل.

تصدير الإرهاب لمصر
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، واجه اليمين المحافظ في الولايات المتحدة الأمريكية أزمة كبيرة في تحقيق مخططاته العالمية، التي كانت تعتمد في الأساس على وجود عدو كبير يهدد العالم ويتيح لها شن الحروب، وبيع السلاح وزرع القواعد العسكرية في كل مكان.
ووجد داعمو الإرهاب ضالتهم الكبيرة هذه في الإرهاب الدولي، الذي ألبسوه أقنعة دينية مزيفة، وتصوروا أن هذا العدو الوهمي والمخفي المعالم والحدود، لن يقدر أحد على قهره وردعه، لكنهم تناسوا شيئاً مهمّاً للغاية، وهو أن هذا العدو الرهيب يحتاج إلى قوة وإمكانات كبيرة لدعمه وتمويله وضمان بقائه، خاصة وأنه يعمل من أجل المال والمصالح الخاصة، وليس من أجل الدين أو المبادئ والأوطان.
سيناء التي كانت على مر العصور مقبرة للغزاة، سوف تكون - بإذن الله - مقبرة للإرهاب الدولي، ولن تستطيع القوى الخفية التي صنعته ودعمته أن تحميه وتضمن له البقاء، خاصة في ظل الظروف والمتغيرات التي تحدث على الساحة الدولية، وتراجع النفوذ والقوة الأمريكية، وصعود قوى جديدة على الساحة، تعاني هي الأخرى هذا الإرهاب الدولي، ولن تتوانى عن دعم مصر للقضاء عليه.