الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«العِرق يمد للفراعنة».. كعك العيد وزيارة المقابر والإجازة.. طقوس الأجداد القدماء يتوارثها المصريون جيل بعد جيل.. و«العيدية» عادة فاطمية بدأت بتوزيع الملابس وانتهت بالنقود

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عادات العيد في مصر تملأها دائما الفرحة ومرتبطة بالعطاء وسخاء المصريين، وهي عادات متعارف عليها في تاريخ أجدادنا الفراعنة، توارثناها عنهم، وكانت على جدران معابدهم وفي كتب خلدت طقوسهم، ما بين الكعك وزيارة الموتى والملابس الجديدة والإجازة.

كحك العيد 

"يا كحك العيد يا احنا ده محدش حلو إلا إحنا" هكذا تغنى المصريون لكعك العيد أو كحك العيد وهم يصنعونه في بيوتهم وينقشونه ويضعونه في صواني مرصوصة، بصحبة كل الجيران والعائلة والتي تجتمع قبل العيد بأيام من أجل صنع "الكعك "، ثم مع الأيام أصبح "الكعك والبسكويت والبتي فور الغريبة".

كانت النسوة في مصر القديمة يصنعون الكعك أو القرص على هيئة قرص "الشمس" كدائرة منقوش عليها أشعة، ومكونة من عسل النحل الصافي، ويضاف معها السمن ويضعونه على النار ثم يضاف إليه بعض الدقيق ويقلب على النار حتى يتحول إلى عجينة يمكن تشكيلها بأي شكل ثم بعد ذلك يحشونه بالعجوة، وبعد الانتهاء يتم تزينه ببعض الفواكه.

بعد الانتهاء من صنعه يقومون بإهدائه إلى المعابد للآلهة والكهنة وسجلت هذه النقوش على مقبرة الوزير "رخميرع" في الأقصر، خلال الأسرة الثامنة عشر، والتي تشرح نموذجًا جميلا لصناعة الكعك. 

كما يشكل الكعك على هيئة عرائس، ومازال هذا التقليد متبعًا حتى اليوم في قرى الأقصر، حيث تصنع الأم عددًا من العرائس بعدد أطفالها.

قرص الرحمة

وفي أول يوم للعيد تحرص المصريات على تقديم كعك العيد إلى الفقراء، ففي معتقداتهن المتوارثة أن "ملاك الرحمة" يقوم بتعليقها في أحد فروع شجرة الحسنات.

حتى الآن هناك عدد من الأسر تقضي ساعات الصباح الأولى عقب صلاة العيد في المقابر لزيارة أمواتهم، وتوزيع "قرص النور والرحمة" على المحتاجين والفقراء في المقابر.

ورغم أن العيد فرحة إلا أن من يحرصون على استمرار عادة زيارة المقابر يرون إحياء ذكرى موتاهم بمثابة عادة في أعيادهم، وبالمناسبة فهي عادة فرعونية.

ففي الدراسة الصادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، أن من العادات لدى الفراعنة هي قضاء أول أيام العيد فوق مقابر الموتى فى صحبة من رحل من الأهل والأحبة.

وتقول الدراسة التي أعدها باحثات مصريات هن "شيرين النجار وياسمين حسين أبو زيد، وسارة عمر"، أن المصريون خاصة في الصعيد يحيون عادات الفراعنة ويبدأون أول أيام العيد بارتداء الملابس الجديدة ثم الصلاة والتكبير، ثم التوجه إلى مقابر القرية رجالا ونساءً وشبابًا وأطفالًا، ويجلسون في محيط قبور من رحلوا، فيستمع الرجال لقراءة القرآن الكريم، وتردد النساء بكائيات على موت الأعزاء ومن رحلوا صغارًا وشبانًا أو رحلوا فجأة أو رحلوا في بلاد الغربة.

إجازة العيد

وكان في مصر القديمة يأخذون أيام الأعياد عطلات رسمية كما تخبرنا وثائق مدينة العمال فى دير المدينة بغرب الأقصر، والتي تشير إلى أن الأعياد ذات أهمية كبيرة في مصر القديمة، حيث جعلها المصري القديم أيام عطلة رسمية لا يذهب فيها العمال إلى أعمالهم كما فى وقتنا هذا، وكان أيضا المصري القديم يقوم بتجميع العائلات والخروج بهم إلى أماكن التنزه والخضرة والنيل وأيضا الخروج لزيارة المقابر والمتوفي، كما نفعله اليوم في عصرنا الحديث.

"العيدية" 

العيدية بمسماها هي العادة الوحيدة التي لم تنسب إلى الفراعنة بل إلى الفاطميين.

ففي  أيام الدولة الفاطمية كان عيد الفطر يسمى عيد الحلل، وكان الخليفة يعطى الهدايا والكسوة للناس وكان اللبس يطرز، وكان هناك أشخاص مسئولين عنه وكان يكتب باسم الخليفة، وظهرت بعد ذلك فى عصر المماليك "الجمكيه" وهى العيدية.

وكل عام يقوم البنك المركزي المصري بتوفير النقود الجديدة بجميع فئاتها من 5 جنيهات و10 جنيهات و20 جنيها و50 جنيها و100 جنيه و200 جنيه لفروع البنوك العاملة في السوق المحلية قبل عيد الفطر المبارك، لتصبح العيدية جديدة.