الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

العزاوي: الصراع بالعراق بين طرف يريد الإصلاح وآخر يهدف للحفاظ على المصلحة السياسية

 الدكتور رائد العزاوي
الدكتور رائد العزاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية، إن الكثير يعتقد أن مسألة تأخير تشكيل الحكومة في العراق بسبب خلافات سياسية، ولكنها ليست كذلك بقدر ماهي صراع دولي، حيث إن هناك جبهتين جبهة تريد استعادة العراق وعودته إلى وضعه الطبيعي كدولة مستقرة وجبهة أخرى لا تريد أن يستقر العراق، وهذا الصراع بالعراق بين طرف يريد الإصلاح وآخر يريد الحفاظ على المصلحة السياسية والحزبية. 

أضاف العزاوي، في حديثه لقناة الحدث، أن إيران تريد التدخل بالشأن العراقي أو تريد لشركائها أن يعيدوا ذات الميكنة السياسية التي قادت العراق منذ عام 2003 وحتي الانتخابات أيام ثورة تشرين في عام 2019 وهذا كان مرفوضا من الشارع العراقي لأنه يريد أن يغير آليات إدارة الدولة العراقية، وذلك سبب ما طرح من سيناريوهات أن تعود مرة أخرى عمليات توزيع المناصب والوزارات على حسب النقاط كما جرت العادة منذ عام 2005 وحتى يومنا هذا. 

وتابع: هذا أصبح مرفوضا ليس فقط من قبل التيار الصدرى لكن هو مرفوض من جميع العراقيين ولهذا أنا أعتقد أن إيران لديها الآن نوع من الفهم بأنه ما تقوم به في العراق لن يحقق لها ما ترجوه، لهذا هي الآن في مرحلة صمت وانتظار لما سيجري بعد مرور 40 يوما وينتهي في 10 من مايو المقبل.

 وأوضح رئيس مركز " الأمصار " للدراسات السياسية، أن الانتخابات أنتجت بشكل واضح لمعسكرين، أحدهما يريد إعادة إنتاج نفس المنظومة السابقة بمكاسبها وقيادتها، ومنظومة أخرى تعتقد بأن بقاء السيناريو نفسه أو إعادة إنتاج نفس المنظومة السياسية سيؤدي إلى انهيار المنظومة السياسية في العراق، وكلا المعسكرين يتصارعان مما أدى إلى حالة عدم ثقة لدى الشارع بهذه المنظومات، وبالنهاية حتى السيناريو الثالث الذي عرض أعتقد بأنه سيناريو انتخابات مبكرة كسيناريو أيضا يوجد له مخاطر لكلا المعسكرين لأنه في النهايه فقدوا كثيرا من حاضرتهم الشعبية بسبب الجمود السياسي في العراق.

وبين العزاوي، أن هناك انشقاقا في البيت الشيعي وهو انشقاق قديم جديد من الأساس، ولم يكن طوال فترة ما بعد عام 2003 وحتى يومنا هذا البيت الشيعي متجانس، صحيح كان قاسم سليماني يستطيع أن يرتب هذا البيت، لكن الآن بعد الذي حدث في تشرين وما قدمته للناس وأظهرت بشكل واضح مساوئ هذا النظام السياسي ما عاد هذا النظام متماسك لأنه في النهايه الجانب الآخر يبحث عن مصالحه والصدر لديه مشروع حقيقي لإدارة الدولة وأنا أؤمن بهذا المشروع ولكن أدوات إذا استخدم هذا المشروع نفس الأدوات القديمة فإن مشروع الإصلاح سينهار، ويجب أن يكون هناك إصلاح حقيقي في إدارة المنظومات السياسية.

واختتم أستاذ العلاقات الدولية قائلًا؛ إن على هذه التحالفات إعادة رسمها على أساس الهوية الوطنية الجامعه لكل العراقيين بغض النظر عن الطائفة والعرق والمذهب والعشيرة والقبيلة، وأمر صحي للعراق وهذا ما يمكن أن نسميه إصلاحا لأنه لا يمكن أن تصلح منظومة سياسية حاكمة بنفس الآلية التي أنتجت وضعا استثنائيًا وصولا إلى اعادة الترتيب على أساس الهوية الوطنية وسيكون أمرا صحيا لإنقاذ العراق وإخراجه من أزماته، وماعاد المجتمع الدولي يريد أن يبقى على هذا الحال من التشرذم.