الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

عين على الغرب| الروائى «لانجستون هيوز» نهضة أصحاب البشرة السمراء فى أمريكا

لانجستون هيوز
لانجستون هيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نسلط فى هذا الباب الضوء على أبرز الإصدارات الحديثة فى الغرب، أو أبرز القضايا التى تدور فى الأوساط الثقافية الغربية.. ماذا يقرأون.. أحدث الإصدارات؟ وأبرز القضايا التى تشغل الوسط الثقافى الغربى كتاب ونقاد.

أمريكا

يعترف الأمريكيون بأن أصحاب البشرة السمراء من مواطنى الولايات المتحدة الأمريكية، والذين عانوا لقرون طويلة من العنصرية والتمييز صاحبهما تخويف وترهيب وقتل، ولكنهم رغم ذلك برعوا فى مجالات عديدة بدءًا من الرياضة والفن والثقافة والأدب والمسرح وغيرها من المجالات إلى حد جعل بعض النقاد يطلقون عليها نهضة أصحاب البشرة السمراء. 

«لانجستون هيوز» يعد واحدًا من هؤلاء الذين قدموا للمكتبة الأمريكية عشرات الكتب والروايات المهمة التى أثرت ولا يزال لها تأثير كبير على الكتاب فى الولايات المتحدة حتى اليوم.

«لاجستون هيوز» ‏ كاتب صحفى ومسرحى وروائى وشاعر وناشط اجتماعى، من مواليد فبراير ١٩٠٢، ترك ما يزيد على ٥٠ كتابا فى مختلف فروع الأدب من مسرح وشعر وروايات وقصص قصيرة قبل أن يرحل فى مايو عام ١٩٦٧. 

وفى مقال حديث لها تحدثت الكاتبة والروائية «سى أى ديفيدز» عن مجال تأثير «هيوز» فى أعمالها وتأثيره فى غيرها من الكتاب ليس فقط فى الولايات المتحدة ولكن أيضًا فى جنوب أفريقيا. 

تبدأ «ديفيدز» مقالها قائلة: تعرفت على «هيوز» ككاتب أثناء كتابة روايتى الثانية «كيف تكون ثوريًا»، وأتذكر أننى طوال عملية الكتابة كان «هيوز» الذى رحل عن عالمنا قبل أكثر من ٥٠ عامًا يطاردنى فى هذه الرواية ربما لأن موضوع الرواية يتقاطع بشكل ما مع المجالات والموضوعات التى تصدى لها «هيوز» طوال حياته. أثناء عملية البحث عن «هيوز» وأنشطته طوال حياته عثرت على مخطوطات عن زيارة له للصين فى الثلاثينيات، وكذلك وهى الجزء الأهم عن محادثات بينه وبين العديد من الكتاب والروائيين من جنوب أفريقيا ولاسيما الشباب منهم. 

وتمضى «ديفيدز» فى مقالها قائلة : ظهر شعر وكتابة «هيوز» خلال فترة زمنية أسطورية: نهضة هارلم عندما انبثقت موسيقى الجاز والفن والكتابة فى تيار جماعى يقوم به الأمريكيين من أصول أفريقية بدواعى التمرد على المجتمع ومناهضة العنصرية والتمييز.. «هيوز» كان غزير الإنتاج وانخرط فى العديد من المجالات الأدبية: الشعر والقصص القصيرة وكتب الأطفال والأوبرا والمحاضرات.

رغم غزارة إنتاجه الأدبى، لم يتمكن «هيوز» من كسب قوت يومه من مهنة الكتابة، لكن الموهبة والظروف خدمتاه فوصلت شهرته إلى جنوب أفريقيا، فى عام ١٩٥٣، عندما دعته مجلة «درام » الجنوب أفريقية للتحكيم فى مسابقة للقصة القصيرة كانت «درام» مطبوعة واسعة الانتشار تروى قصص الحياة الحضرية للسود فى ظل نظام الفصل العنصرى بكتابة ثاقبة وتصوير محدد للعصر. واستطاعت أن تستقطب أفضل الكتاب فى جنوب أفريقيا،. حكم لـ«لانجستون هيوز» مسابقة القصة القصيرة لمدة ثلاث سنوات. لقد كون علاقات مثمرة مع العديد من الكتاب الأفارقة.

تقول «ديفيدز» إن الرسائل التى تبادلها «هيوز» مع الكتاب الأفارقة قدمت نظرة ثاقبة على شخصية «هيوز» وكرمه مع الكتاب ولا سيما الشباب منهم، رغم تعرضه للإفلاس فى كثير من الأحيان، فقد أرسل هدايا وأموالا، والكتب والسجلات وحتى الملابس المستعملة إلى بعض أصدقائه الكتاب الأكثر فقرًا. كما أنه أراد أن ينشئ منصة للكتاب الأفارقة. وصف الأكاديمى «ستيفن جراى» هذه الجهود بأنها المشروع الذى قاده «هيوز» لوضع الأدب الأفريقى بشكل عام على خريطة ما بعد الحرب فى جميع أنحاء العالم كما أنه قدم دروسًا فى الكتابة والأدب من خلال هذه المراسلات.

ورغم ذلك وكثرة هذه الرسائل، تقول «ديفيدز» إن هناك حالة من الغموض حول آراء ومعتقدات «هيوز» السياسية، وتضيف: ما نعرفه هو أنه أحد أهم الكتاب السود، اختار «هيوز» تنمية علاقاته مع الكتاب السود. من موقع له بعض التأثير، استقطب كتابًا سود آخرين، لكنه شجع أيضًا على التبادل المتكافئ للأفكار والثقافة.