الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

الجزائر تحاصر "جهاديين"| الجيش يقضي على بؤر إرهابية.. والقضاء ينتظر استلام هارب

الجيش يوقف عناصر
الجيش يوقف عناصر إرهابية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشهد الجزائر نشاطًا متزايدًا فى تتبع البؤر الإرهابية بهدف القضاء عليها أو تحييدها للحفاظ على أمن البلاد والمواطنين، وخلال الأيام القليلة الماضية نفذ الجيش الجزائرى عمليات متنوعة بمختلف الولايات للحد من نشاط الجماعات الإرهابية، ونجح بدوره فى القضاء على عناصر خطرة وتوقيف قيادات صف أول، كما باشر القضاء نظر قضايا بعض المتهمين المنتمين لحركات تحظرها الجزائر مثل حركة رشاد الإخوانية والمصنفة منظمة إرهابية.
وعلى الجانب الدبلوماسى والسياسي، فإن الاتحاد الأفريقى أشاد بجهود رئيس الجمهورية، عبد المجبد تبون، بصفته منسق مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف فى أفريقيا، حيث عرض تقريرا على لسان وزير خارجيته، رمضان العمامرة، فبراير الماضي، تضمن وقوف الجزائر بجانب أى مقترح من شأنه إيجاد مقاربة شاملة ومتكاملة ضمن الاستراتيجيات الواجب اعتمادها بهدف وضع حد للإرهاب والجريمة ومكافحتهما على المستوى الوطنى والدولي.
وتلقى «العمامرة» إشادة من الجانب الصيني، خلال زيارة رسمية له فى بكين، ١٩ مارس الجاري، كون الجزائر بذلت مساعيها الحثيثة فى إطار تنفيذ عهدتها كمنسق الاتحاد الأفريقى للوقاية من الإرهاب والتطرف العنيف ومكافحة امتداد هذه الآفة الخطيرة فى أرجاء القارة.
العائدون من مدريد
أدانت محكمة جزائرية، الأربعاء الماضي، المتهم الدركى محمد عبد الله بعقوبة ٥ سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية تقدر بـ٣٠٠ ألف دينار جزائري، فى تهمة الانخراط فى جماعة إرهابية تقوم بأفعال تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية.
وهرب الدركى السابق محمد عبدالله إلى إسبانيا فى العام ٢٠١٩ بعد انضمامه إلى حركة رشاد الإخوانية التى تعمل ضد الجزائر من الخارج تحت قيادة الإرهابيين محمد العربى زيتوت، ومنسقها الإرهابى مراد دهينة، والموضوعين على قائمة الإرهاب الجزائرية.
ويواجه «عبدالله» مجموعة من التهم منها: الانضمام لجماعة إرهابية تستهدف أمن الدولة، وتمويل جماعة إرهابية، وغسيل أموال فى إطار جماعات إجرامية، ونشر وتسريب معلومات حساسة عن الأجهزة الأمنية. 
وحاولت «رشاد الإرهابية» الضغط على السلطات الإسبانية لمنع تسليمه إلى الجزائر، من خلال أبواقها الإعلامية فى مختلف البلاد، إلى جانب جمع توقيعات من شخصيات حقوقية حول العالم، وتنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بتسليمه، وباء كل ذلك بالفشل بعدما أعلنت مدريد تسليم الدركى الهارب إلى السلطات فى الجزائر.
وينتظر هارب آخر موقفه بعدما أوقفته السلطات فى إسبانيا، وهو محمد بن حليمة، المُدان قضائيا بحكم غيابى ١٠ سنوات فى قضية نشر معلومات كاذبة، حيث أوقفته الجهات الأمنية بعد صدور مذكرة توقيف دولية فى حقه من طرف العدالة الجزائرية.
ومن جانبها، لم تعترف حركة رشاد الإرهابية بانتماء الدركى عبدالله أو بن حليمة لصفوفها، لكنها ساندتهما بقوة، وضغطت فى سبيل عدم تسليمهما للجزائر، وبدوره نشر زعيم الحركة الإخوانى الهارب محمد العربى زيتوت ساند فيها «عبدالله» وهاجم السلطات ونفى صحة أى اعترافات يدلى بها وتخرج، وذلك فى حركة استباقية وتزامنا مع محاكمته.
أما المنسق العام للحركة الإرهابي، مراد دهينة، فقد نشر فيديو على صفحة الفيسبوك للحركة ساند فيها » بن حليمة» الذى ينتظر مصيره من قبل السلطات الإسبانية.
مقتل ٨ عناصر خطرة وتوقيف ٧ قيادات إرهابية
أصدر الجيش الجزائرى بيانا، الأربعاء الماضي، جاء فيه أنه استكمالا للعملية النوعية التى نفذها وأسفرت عن مقتل ٨ عناصر خطرة، وإلقاء القبض على ٧ آخرين، إلى جانب العثور على كميات من الأسلحة والذخيرة، ما جعل الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش، يزور منطقة العمليات مشيدا برجال الجيش وبالعمل البطولى الذى قاموا به حيث التصدى للإرهاب، كما نقل بدوره تحيات الرئيس تبون لهم. 

وجاء فى البيان أن الجيش تمكن من كشف وتدمير (١٢) مخبأ للإرهابيين واسترجاع قاذف صاروخى «RPG-٧" وقاذف صاروخى «RPG-٢» وبندقيتين رشاشتين"FMPK" وبندقية رشاشة «RPK" و(٠٥) قنابل تقليدية الصنع ومتفجرات و(٠٦) قذائف «RPG-٢" وقذيفتين (٠٢) «RPG-٧" و(٠٦) صواعق خاصة بالقاذف الصاروخى «RPG-٧" وحشوتين للقاذف الصاروخى «RPG-٢» و(٨٨٨) طلقة، جهازى إرسال واستقبال، جهازين محمولين للإعلام الآلي، بالإضافة إلى مبلغ من المال بالعملتين الوطنية والصعبة وألبسة وأغذية وأغراض أخرى. 

وبحسب بيان الجيش، فإن الإرهابى الموقوف المعروف بـ» أسامة أبو سفيان النيغاسي»، وهو أمير المجموعة الإرهابية التى سقطت بيد الجيش قد أدلى بعدد من المعلومات المهمة، حيث استفادت منها القوات فى استخراج رفاة الإرهابى «بلعباس الطيب» الذى التحق بالجماعات الإرهابية سنة ١٩٩٣ قبل أن يتم القضاء عليه سنة ٢٠١٣.
يشار إلى أن القيادات التى نجح الجيش الجزائرى فى القبض عليها: لسلوس مدانى المكنى الشيخ عاصم أبو حيان، المفتى العام للجماعات الإرهابية، الذى التحق بالجماعات الإرهابية سنة ١٩٩٤؛ بطيب يوسف المكنى أسامة أبو سفيان النيغاسى «الأمير» الذى التحق بالجماعات الإرهابية سنة ١٩٩٦؛ زروق بلقاسم المكنى أبو أنس الذى التحق بالجماعات الإرهابية سنة ٢٠٠٥؛ بلاوى محمد المكنى زرقاوى أبو عبيدة الذى التحق بالجماعات الإرهابية سنة ٢٠٠٧؛ زمورى عبد الحق المكنى الحاج الذى التحق بالجماعات الإرهابية سنة ٢٠٠٣؛ بن حميدة رشيد المكنى حذيفة الذى التحق بالجماعات الإرهابية سنة ١٩٩٦؛ جيلالى عبد القادر المكنى موسى الذى التحق بالجماعات الإرهابية سنة ٢٠١٥. 
تعود الجثة التى عثر عليها أثناء توقيف المجموعة، إلى الإرهابى زوين محمد المكنى مقداد الذى قتل فى مواجهات مع الجيش الشهر الماضي، وكان قد التحق بالجماعات الإرهابية سنة ١٩٩٥.
مفتى الجماعات الإرهابية
وتشير تقارير محلية إلى أن الإرهابى لسلوس مدانى والمعروف باسم الشيخ عاصم أبو حيان، لعب دور المفتى العام داخل عدد من التنظيمات التى تنقل خلالها منذ نشاطه مع التيارات الإرهابية فى العام ١٩٩٤.
ونقلا عن موقع «العين الإخباري» فإن مدانى كان «أميرا» لـ«الجماعة السنية للدعوة والقتال» منذ ١٩٩٨، والتى دخلت فى صراع دموى مع «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، على من «يكون أكثر ولاء لتنظيم القاعدة» فى الجزائر. ونهاية ١٩٩٨، تداول الإعلام الجزائرى المحلى تسجيلا صوتياً للإرهابى لسلوس مدانى «حذر فيه أتباع» الإرهابى عبدالمالك درودكال «أحد القادة المقتولين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب»، ووصفهم بـ"المأجورين الذين لا علاقة لهم بالقاعدة ويسعون لإفساد الجهاد»، ما أكد حالة الصراع بين الجماعات الإرهابية خلال تلك الحقبة.
والمعروف أن الجماعة السنية للدعوة والقتال» تنظيم إرهابى منشق عن «الجبهة الإرهابية للإنقاذ»، ركز عملياته الإرهابية ضد عناصر الجيش والأمن فى وسط الجزائر.