الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نبض العمال وحلم الانضمام للصحافة القومية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ظلت فكرة ضم الصحافة العمالية،التي تعبر عن نبض العمال وقضاياهم، لإحدى المؤسسات الصحفية القومية، حلم يراودني منذ سنوات عديدة مضت، نظرا لما تمثله الصحافة العمالية من أهمية بالغة ودور مؤثر في الحركة العمالية الانتاجية والاقتصاد الوطني، وليس لشريحة العمال في مواقع العمل والإنتاج فحسب، وإنما لجميع فئات الشعب المصري الحريص علي اقتصاد بلده تقدمه من ناحية، وعلي المحافظة علي أوضاع أبناءه العمال الذين يعدون بالفعل ملح الأرض الطبيعي الذي لا يمكن الاستغناء عنه لتقدم المجتمع الي الأمام.
بالاضافة لما تمثله هذه المؤسسات الصحفية من إمكانيات مادية وتقنية الهائلة تستطيع الوصول لمختلف القراء والمسؤولين في الوطن والعالم وليس في مصر فحسب.
وكان نموذج صحيفتي التعاون  والسياسي المصري المستقلة، واللتان تم ضمهما الي مؤسسات صحفية قومية وهي الأهرام والجمهورية علي التوالي، ماثلة في ذهني وأنا أتصور ضم الجريدة إلى احدى المؤسسات الصحفية  الكبرى.
وصحيفة العمال الممثل للطبقة العاملة، قد صدرت بقرار جمهوري من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1966 لتكون لسان حال الطبقة العاملة في مصر ونقاباتها، وهو ما يجعلها تتخذ صفة الصحيفة القومية.
وربما تلك الفكرة الجيدة طرحها معي من قبل زميلنا الكاتب الصحفي عادل عبد الصبور رئيس تحرير جريدة العمال الحالي ولديه تفاصيل أخرى أكثر وضوحا والتي توقفت أمامها كثيرا وتناقشت فيها معه، بحضور زميل لنا بالجريدة الصحفي محمد سلام، من أجل إخراج منتج قوي يعبر عن العمال ويكون لسان حالهم ومصدر قوتهم أمام تعسف الادارات المختلفة في كافة مواقع العمل !
لاسيما أن الجريدة تخاطب 28 نقابة عمالية والآلاف من اللجان النقابية في الشركات والمصانع بالجمهورية،بعدد من العمال يصل إلى 20 مليون عامل وعاملة في كافة مواقع العمل لمختلف المحافظات.
فتصورنا مثلا وجود إصدار اسمه الأهرام العمالي أسوة بالأهرام التعاوني وصحيفة الرأي.
والصحافة العمالية تعد إحدى وسائل الاتصال الهامة والحيوي التي تلعب دورا بارزا في تنمية الوعي العمالي.
والصحافة العمالية هي صوت العمال المعبر عن آمالهم في تحقيق المزيد من الحقوق وعن آلامهم في صراعهم التاريخي مع الذين يحاولون ان يقفوا ضد تحقيق هذه المصالح وإعاقتها.وهي المرآة التي تعكس اهتماماتهم والمشاكل التي تواجههم وسبل التغلب عليها من خلال الرؤية التي يتيحها الفكر العمالي من خلال المستويات المختلفة للمنظمات النقابية. فضلا عن تسليط الضوء علي أهم الأنشطة التي يحتاجها المجتمع العمالي.
وإبراز مختلف النشاطات الاجتماعية والثقافية والخدمية التي تقدم للتجمعات العمالية بالإضافة الي دورها باعتبارها من أهم مصادر المعلومات التي تتيح للعمال التعرف عن قرب عن فعاليات نقابتهم ودورها في خدمتهم.
أعتقد أن هذه الفكرة العملية جديرة بالمناقشة من قبل الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى للإعلام ونقابة الصحفيين وجريدة العمال لما لها من أهمية في عدة أمور منها إنقاذ أوضاع أكثر من صحفي في جريدة العمال وهم جميعا أعضاء في نقابة الصحفيين، الذين ليس لديهم إمكانيات تقنية ومادية للعمل بشكل احترافي بالجريدة وبشكل يساعد على انعاش الصحافة العمالية مجددا وعودتها للحياة الصحفية ودورها المؤثر في الحركة النقابية وخدمة قضايا العمال والاقتصاد المصري في ظل قيادة الرئيس السيسي، ومن ناحية أخرى زيادة موارد الصحافة العمالية من خلال استغلال اسطح مباني اتحاد عمال مصر وفروعه بالمحافظات في تقديم خدمات اعلانية ودعائية،تدر دخل بالملايين سنويا  لصالح الاتحاد والجريدة معا، فضلا عن استفادة المؤسسة الصحفية القومية منها بعد ضم الجريدة إليها وهو من جانب آخر سيرفع عبء الجريدة بصحفييها وتكاليف إصدارها وتأمينات أكثر من 75 صحفي أعضاء نقابة الصحفيين من موازنة الاتحاد المالية،بعد نقلهم للمؤسسة القومية،حيث  يعاني الاتحاد العام خلال السنوات الأخيرة  من ضعف الموارد المالية وهو ما تجلي في تأخير الرواتب ووقف المنح السنوية المعتادة في المناسبات مثل عيد العمال وأكتوبر ورمضان...الخ.
وربما تسفر المناقشات عن تحقيق نتيجة ترضي جميع الأطراف الصحفية وتنقذ العديد من الأسر الصحفية من المعاناة المالية والمهنية وتنعش الصحافة العمالية وتعيد دورها المؤثر في الحركة العمالية مجددا،الأمر الذي يساند جهود التنمية والمشروعات القومية للدولة،وهو ما نحتاج اليه في أفكار خارج الصندوق تعيد بعض حقوق العمال ممثلة في صوتها وصحافتها.