الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تحركات ضد إخوان ألمانيا.. عاصم حفني: غياب البديل المناسب أسهم في تعزيز دور الجماعة

د. عاصم حفني، أستاذ
د. عاصم حفني، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الدكتور عاصم حفني، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر بألمانيا، أن انتشار الجمعيات والمنظمات الإسلامية الواقعة تحت تأثير جماعات الإسلام السياسي المتطرفة والمتشددة راجع لأسباب عديدة، تختلف ظروفها باختلاف كل جماعة وتنظيم.

وأضاف "حفني" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن جماعة الإخوان الإرهابية أكبر جماعة تتمتع بتنظيم ووجود مبكر يعود للستينات، وخاصة مع صهر مؤسس الجماعة حسن البنا الإخواني سعيد رمضان، والد الإسلاموي المعروف في فرنسا وسويسرا طارق رمضان.

ويعتقد أستاذ الدراسات الإسلامية، أن غياب جمعيات إسلامية وسطية تخلو من التوجهات السياسية والأغراض والأجندات الممولة أسهم في تعزيز الدور الإخواني في المجتمعات الأوروبية، بما لهم من خطاب يتحدث عن التمكين وعن أستاذية العالم، وهو خطاب شيق يؤثر في الشباب العربي المسلم الذي يقارن نفسه بأقرانه من الدولة المقيم بها، فيجد أنه في دولة متفوقة في مجالات عدة منها السياسي والعسكري والثقافي وغيرها، لذا فهذا الخطاب الإخواني يعطيه قدرا من الإحساس بالذات وأنه يوما ما سيكون مرشحًا للسيطرة على مثل هذه البلاد، إلى جانب لعب دور سيادي في العالم عن طريق مثل هذه الأفكار.  

ويشرح "حفني" أزمة الأسر العربية والمسلمة التي تبحث بشكل مستمر عن مكان للأبناء من أجل قضاء أوقات الفراغ، ومن أجل الحفاظ على الهوية اللغوية والدينية من خلال دراسة التاريخ وحفظ قدر من القرآن وتدريس اللغة العربية، رغبة في إنشاء جيل يحافظ على هويته، فلا تجد الأسر ذلك متوفرا إلا في المسجد، وأنت لن تجد مسجدا يقدم مثل هذه الأنشطة بدون تمويل، والإخوان دائما ما يقومون بتمويل هذه الأنشطة للسيطرة عليها ومن ثم السيطرة على هذه الأجيال في البلاد الأوربية، خاصة وأن الجماعة اعتادت على تكوين الجماعات وتقديم مثل هذه الخدمات التي تستقطب من خلالها الشباب بعد عملية فرز لهذه الحاضنة الواسعة التي يخلقها من خلال دوره في المسجد أو الجمعية.

وتابع "حفني" أن بعض الأسر أدركت خطورة الخطاب الإخواني ووقعت في حيرة، هل تستكمل إرسال الأبناء لمثل هذه التجمعات المسيطر عليها من الإسلاميين، أو ترك الشباب للانخراط في المجتمع الأوربي فيكون عرضة لقيم غير مرغوب فيها؟ الأمر الذي يبرز الحاجة لجمعيات مستقلة تؤدى الخدمات والدور المنوط بها دون لعب الأدوار السياسية، ودون استقطاب وتجنيد الشباب.   

وقال "حفني": إن الأنشطة التي يقدمها المسجد تشمل دورات تدريبية يدرس فيها أعضاء بجماعة الإخوان، ويقومون بتدريس مؤلفات تتضمن أفكار التنظيم، كما يقدم قاعة احتفالات اجتماعية بأسعار مخفضة، إلى جانب رحلات، استشارات تعليمية، جلسات تعارف بين الطلاب، عرض مشاكل الشباب وحلها، توفير أماكن للسكن، وإعانات جامعية، فالمسجد منظومة متكاملة مثل الذي كانت تفعله الجماعة في مصر، لكن الهدف الأكبر في النهاية هو استغلال هذه الطلبة.

واختتم "حفني" قائلا: الحل يتوقف على إيجاد بديل مناسب من خلال مساجد وجمعيات حقيقية تخلو من سيطرة جماعة الإخوان، وذلك تصور حالم، لأن تمويل مثل هذه المؤسسات يحتاج إلى الابتعاد من التوجهات وهذا لن تجده، أي لن تحصل على تمويل بدون توجهات سياسية، وهو واقع مؤسف في المجتمعات الأوربية. 

يشار إلى أن المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا، قرر الإثنين الماضي، إسقاط عضوية جمعية "الجماعة الإسلامية الألمانية DMG" التي تصنفها الأجهزة الأمنية الألمانية جماعة تابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، وحملت جمعية DMG اسم "التجمع الإسلامي بألمانيا" سابقا، وجاء قرار المجلس باستبعادها بناء على تأييد وأغلبية الثلثين التي تشترطها اللائحة التأسيسية.

وكانت الأجهزة الأمنية في ألمانيا أدرجت جمعية DMG تعد منظمة تعمل ضمن الشبكة العالمية لجماعة الإخوان، من خلال تشابكات وثيقة في الهياكل والمناصب مع الإخوان، وقد صدر حكمًا سابقًا في العام 2017 يقضي بأن القناعات الأساسية للجمعية تتضمن إقامة أنظمة سيادة إسلامية لا تتوافق مع مبادئ الديمقراطية مثل حرية الرأي والسيادة الشعبية والمساواة؛ وذلك وفقًا لوكالات أنباء عالمية.