الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

جاك لوي دافيد.. صاحب لوحة نابليون عابرا جبال الألب

الرسام الفرنسى جاك
الرسام الفرنسى جاك لوي دافيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم الأربعاء، ذكرى ميلاد الرسام الفرنسى جاك لوي دافيد، أحد أبرز فناني المدرسة الكلاسيكية الجديدة.

ولد الفنان التشكيلي جاك لوي دافيد، في باريس لعائلة فرنسية ثرية في 30 أغسطس 1748، فقد قُتل والده في مبارزة وهو في التاسع من عمره، تركته والدته مع أعمامه المعماريين الموسرين، الذين اعتنوا به وتلقي تعليماً ممتازاً في كلية الامم الأربع، بجامعة باريس، وبالرغم من تفوقه لم يكن دافيد طالباً جيداً، حيث كان لديه ورماً في وجهه يعيق تقدمه، لذلك كان منشغلاً بالرسم بشكل دائم.
كان يملأ دافيد دفاتره بالرسوم وقال ذات مرة :"كنت اختبئ دائما خلف كرسي المحاضر، أرسم طوال وقت الدرس"، وبعد ذلك أراد أن يصبح مصوراً، لكن كان لأعماله ووالدته رائياً آخراً وهو أن يكون معمارياً، وتغلب دافيد المعارضة وتعلم من فرانسوا بوشيه، المصور الأبرز في ذلك الوقت.
تأثر دافيد بالفن الكلاسيكي وأعمال فناني القرن 17 "نيكولا بوسان"، عمل على إحياء تقاليد الفن الروماني، فقد كان التكوين في لوحاته يعتمد على قواعد هندسية صارمة، فكان الخط وليس اللون موضع اهتمامه.
كان دافيد من الذين دعموا الثورة الفرنسية بشكل كبير، فأصبح بعد ذلك رسام الثورة الرسمي، وعمل دافيد على إحياء تقاليد الفن الروماني، فقد كان التكوين في لوحاته يعتمد على قواعد هندسية صارمة، فكان الخط وليس اللون موضع اهتمامه، وقد أنشأ دافيد "أكاديمية الفنون" التي كانت ممثلة للذوق الرسمي للثورة الفرنسية وحاربت جميع الحركات الفنية الجديدة.
يعد من أبرز أعمال دافيد قسم القتال،  موت سقراط، نابليون عابراً جبال الألب.
وتعد لوحة "نابليون عابرًا جبال الألب" من أشهر وأهم أعمال دافيـد التي رسمها عام 1801، جاءت بناء على طلب نابليون بونابارت، في ذلك الوقت لم يكن القائد الفرنسي قد توج إمبراطورًا بعد، لكنه كان بحاجة إلى شرعية تمكنه من أن يصبح حاكماً على فرنسا، ووجد أن حادثة قيادته جيشا عبر به جبال الألب عام 1800م،  في محاولة لمفاجأة جيش النمسا المتمركز في إيطاليا، تصلح لأن تكون موضوعاً لعمل فني يمجده، وكان كل ما يهمه هو أن يبذل الفنان قصارى جهده، ليرسم حصانه بطريقة تعطي انطباعً عن جسارة صاحبه وقوته وشجاعته، هذا على الرغم من أن نابليون عندما عبر جبال الألب لم يكن يمتطي حصاناً بل بغلاً، لأنه أكثر قدرةعلى التحمل. 
"موت سقراط" من أهم أعمال دافيد، وتتناول اللوحة قصة سقراط واللحظات الأخيرة من حياته حين حكمت عليه الحكومة بأن يختار بين الموت بالسم او النفي عقاباً له على الدروس التي كان يعطيها ويحرض فيها على احتقار الآلهة ورفض سقراط النفي واختار الموت بالسم، كما يظهر في اللوحة تلميذ سقراط أفلاطون جالساً على مؤخرة السرير، وتظهر زوجته وسقوط في خروجه من السجن، وكما ظهر كريتو تلميذ سقراط ممسكاً بقدمه ليواسيه.
فاز دافيد بجائزة روما عن قوة لوحته اكتشاف إيراسيستراتوس لسبب مرض أنتيخوس، وهو موضوع وضع من قبل الحكام.
في أكتوبر 1775 قام دافيد برحلة إلى إيطاليا مع معلمه، جوزيف ماري فيان ، والذي كان قد عين مديرًا للأكاديمية الفرنسية في روما، وأثناء وجوده في إيطاليا، درس ديفيد غالب الوقت أعمال أساتذة القرن السابع عشر مثل بوسان، وكارافاجيو، وكاراتشي.
وبالرغم من أنه صرح في قوله "لن تغريني قطع أثرية، فهي تفتقد إلى الحركة، إنها لا تتحرك" ، ملأ دافيد اثنا عشر دفتراً برسوم استخدمها والأستوديو الخاص به كنماذج لبقية حياته.
وخلال رحلة دافيد، درس باجتهاد كبار مصوري عصر النهضة، كان لرفائيل تأثيرًا كبيرًا وباقياً على دافيد. 
بالرغم من أن زملاء دافيد الطلاب في الأكاديمية وجدوا أنه من الصعب التعامل معه، ومع ذلك  أدركوا عبقريته،مددت إقامة دافيد في الأكاديمية الفرنسية بروما عاماً، وفي يوليو 1780، عاد إلى باريس، وهناك وجد أشخاصاً مستعدين لاستخدام نفوذهم من أجله، وعين عضوا في الأكاديمية الملكية.
أرسل للأكاديمية لوحتين، وأدرجت كلتاهما في صالون عام 1781، وهو شرف عظيم، ومدحه المصورون المشهورون المعاصرين له، لكن إدارة الأكاديمية الملكية كانت معادية للغاية تجاه دافيد، وبعد الصالون منح الملك إقامة لدافيد في اللوفر، وهو امتياز قديم ومرغوب جداً  يختص به الفنانين العظماء وعندما كان متعهد عقود الملك بيشول.