رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الطرابلسي.. بهلول الهجاء اللاذع

ليبيا
ليبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحل اليوم الجمعة، ذكرى وفاة أحد أعلام الشعر في ليبيا هو أحمد بن الحسين الطرابلسي، الملقب "ببهلول المشهور"، وهو عالم دين في عقيدة أهل السنة والفقه المالكي والحنفي، وكاتب وشاعر متصوف من مدينة طرابلس في ليبيا .
ولد الطرابلسي في سنة 473هـ، واضطر لمغادرة طرابلس بسبب حصار الروم لها فرحل إلى دمشق، كان الطرابلسي محباً للشعر منذ نعومة أظافره، وتدرج الطرابلسي في شهرته إلى أن غدا من أفضل شعراء الشام، متقاسماً هذا اللقب مع شرف الدين ابن القيسراني، الذي خاض معه سجالات شعرية طويلة، حتى شبههما الناس بابن جرير والفرزدق.
وأجاد الطرابلسي شعر الهجاء أكثر من أي غرض آخر، وله قصائد في المديح، وقصائد أخرى في الغزل يمتدحها النقاد.
نُشرَ الطرابلسي ديوانه في العصر الحديث سنة 1982م، بتحقيق سعود محمود عبد الجبار في بيروت، ونُشرَ مجدداً في بيروت بتحقيق عبد السلام تدمري في 1986م، وفي نفس السنة نُشرَ في بغداد بتحقيق وهيبة عمر.
ورحل الطرابلسي إلى مصر وتتلمذ على يده العديد من علمائها، من بينهم:( أحمد البشيشي الكبير، محمد الخرشي، عبد الباقي الزرقاني، والشرنبلالي.. وغيرهم) من أكابر العلماء ، و أخذ عنهم الحديث والتفسير والفقه ، وعلم الكلام واللغة ، والنحو والأصول ، والصرف والقراءات، ثم و عاد إلى طرابلس، وأضحى من شخصياته العلمية والثقافية البارزة.
يعد للطرابلسي دراية تامة بالأدب ، وقريحة وقادة في الشعر ، نبغ فيه كثيراً، وله طريقة في التغزل على الطريقة الصوفية ، لا تقل مكانته فيها عن ابن الفارض ، وشعره الغزلي ذوب من روحه ، يسيل في ألفاظ شعرية ، يلمس القارئ هذه الطريقة الشيقة التي تصل معانيها إلى الروح قبل أن تصل إلى الأذن في تخميس العياضية وفي مدح خير البرية، التي أصبحت تتلى في المساجد في مناسبات المولد النبوي الشريف، وهذه القصيدة مرتبة على أحرف "أ ب ت" إلى آخر الحروف ، ومنها لا ألف ( لا ) وحيث أنشأ الناظم لكل حرف عشرين بيتاً فيكون مجموع أبيات هذه القصيدة ( 850بيتاً )، وأتي فيها بالعجب العجاب في مدح رسول الله ، و التغزل في حبه عليه الصلاة و السلام . 
كان الهجاء هو الغرض الشعري الأشهر الذي عرف به الطرابلسي ، فقد اشتهر بفحش الهجاء، وقل من سلم من هجائه، وبلغ الأمر أن صاحب دمشق بوري بن أتابك طغتكين كان على وشك قطع لسانه لما بلغه من خبث قوله، ومغالاته في الهجاء، إلا أنه قبل في نهاية الأمر بالشفاعة فيه وعفا عنه، واكتفى بنفيه خارج البلاد، فرحل ابن منير من فوره إلى حلب وعاش بها حتى وفاته في الثالث من ديسمبر سنة 1702 م، عن عمر ناهز 52 سنة . 
قال  الطرابلسيّ في الغزل:
ويلي من المعرض الغضبان إذ نقل ال‍ـ...ـواشي إليه حديثا كلّه زور

مقصّر الصدغ مسبول ذؤابته... لي منه وجدان: ممدود ومقصور.