الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مراد أبوعيشة: استوحيت قصة «تالافيزيون» من مقال عن «داعش».. ولم أرتب للمنافسة في الأوسكار

مخرج العمل: إعداد الفيلم استغرق 4 سنوات

مراد أبو عيشة
مراد أبو عيشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استطاع المخرج مراد أبوعيشة أن يصل بفيلمه الأخير "تالافيزيون" للمنافسة مباشرة في حفل جوائز الأوسكار الرابع والتسعين الذي سيقام في شهر مارس من العام القادم، وذلك بعد حصوله على جائزة أفضل فيلم روائي في مسابقة جوائز الأوسكار الطلبة، ليكون أول فيلم عربي يحصل على هذه الجائزة في فئة الأفلام الروائية.
مراد أبو عيشة هو صانع أفلام أخرج العديد من الأفلام القصيرة والإعلانات لرويال هاي كيرت الأردن قبل أن يبدأ دراسة الإخراج في أكاديمية الفيلم، وأثناء دراسته أستغل مراد وقته بالتقرب من السياسة في الشرق الأوسط بمنظور أوسع، واستخدم نهجة السينمائي لإلقاء الضوء على المظالم السياسية والإنسانية في العالم العربي. تحدث مراد مع "البوابة" حول فيلمة الجديد، والصعوبات التي واجهته أثناء التحضير والتصوير، وكيفية اختيار الابطال والفكرة، والمحطات القادمة للفيلم وغيرها من الأمور خلال الحوار التالي..

■هل كنت ﺗﺘﻮﻗﻊ حصول فيلمك ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة أوسكار الطلبة؟
- ﻟﻢ أفكر ﻣﻠﯿﺎ ﻓﻲ اذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﯿﻔﻮز اﻟﻔﯿﻠﻢ بهذه ﺟﺎﺋﺰة، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺧﻼل ﻛﺘﺎﺑﺔ النص واﻟﺘﺼﻮﯾﺮ. ﻛﺎن ﺗﺮﻛﯿﺰي وأﻣﻠﻲ أن ﯾﺼﻞ اﻟﻔﯿﻠﻢ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﻛﺒﺮ عدد ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ المشاهدين. ولكن ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ تداعيات ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛوﺮوﻧﺎ، اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ منذ عرضه اﻷول ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻧﯿﺎ وﺣﺘﻰ اﻵن اﻟﻔﻮز ﺑﺄوﺳﻜﺎر الطلبة أوﺻﻞ الفيلم لعدد ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ المشاهدين ﺣﻮل العالم.
■ كيف ﻋﺜﺮت ﻋﻠﻰ الطفلة ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻼﺳﻢ ﻟﺘﻨﺎل دور البطولة؟
- ﻟﻘﺪ كانت رﺣﻠﺔ ﺷﺎﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﻰ شهابي مديرة اﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﻤﺜﻠﯿﻦ، ﻓﻘﺪ قابلت ﻣﺎ يزيد ﻋلى ٢٠٠ ﻓﺘﺎة ﺣﺘﻰ اللحظة اﻟﺘﻲ وجدنا ﻋﺎﺋﺸﺔ. لقد كنت مدركا أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أجد طﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﻤﺎني أو ﺗسع ﺳﻨﻮات ﻟﺘﻤﺜﯿﻞ دور ﺗﺎﻻ ذو ﺧﺒﺮة ﺗﻤﺜﯿﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن. فعمدت منذ البداية ﻓﻲ البحث ﻋﻦ ﻓﺘﺎة ذات ﺧﯿﺎل واﺳﻊ وﺟﺮأة ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮف أﻣﺎم اﻟﻜﺎﻣﯿﺮا. وﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول ﻣﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ وﻣﻦ طﺮﯾﻘﺔ إجابتها ﻋن أﺳﺌﻠﺘﻲ وتفاعلها ﻣﻊ التدريبات اﻟﻤﻔﺘﻌﻠﺔ أدت أﻧﻨﻲ ﻗﺪ وجدت ﻣﻤﺜﻠﺘﻨﺎ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ.


■ هل واجهتك أي ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻓﻲ توجيه ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻼﺳﻢ؟
- توجيه اﻷطﻔﺎل ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم هﻮ تحد ﻛﺒﯿﺮ ﻷي ﻣﺨﺮج، وﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ فقد كانت ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ توجيه طﻔﻠﺔ وﺑﻌﻤﺮ ﺻﻐﯿﺮ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺮ ﻋﺎﺋﺸﺔ سبع سنوات وقت اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ. فقد كانت ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺷﺎﻗﺔ وﺻﻌﺒﺔ، ولكن ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺤﻀﯿﺮ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ تمكنت ﻣﻦ كسب ﺛﻘﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻣﻤﺎ سهل ﻋﻠﻲ ﻧﺴﺒﯿﺎ مواجهة المصاعب ﻓﻲ ﺗﺘﻮيجيها ﺧﻼل اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ.
■ كم اﺳﺘﻐﺮق الإعداد للفيلم؟
- ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻷرﺑﻊ ﺳﻨﻮات. اﺳﺘﻐﺮقت ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻣﺎ يزيد ﻋلى اﻟﺴﻨﺘﯿﻦ، وﻣﺮﺣﻠﺔ اﻹﻧﺘﺎج وﻣﺎ بعد اﻹﻧﺘﺎج ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﺴﻨﺔ والنصف.
■ ﻣﺎ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ واجهتك أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺤﻀﯿﺮ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ؟
- ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﺘﻲ واجهتنا كانت إﯾﺠﺎد اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ المطلوب ﻟﺘﺼﻮﯾﺮ اﻟﻔﯿﻠﻢ. ﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎت أﻟﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ ﻟهﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺸﺘﺮك ﻣﻦ جهة، وإﯾﺠﺎد ﺗﻤﻮﯾﻞ ودﻋﻢ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﻦ جهة أﺧﺮى. لكن ﻣﻊ ﻓﺮﯾﻖ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺮاﺋﻊ وﺳﯿﻨﺎرﯾﻮ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺗﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ إﻗﻨﺎع العديدين ﻓﻲ اﻹﯾﻤﺎن ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ودﻋﻢ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺣﺘﻰ يتم إﻧﺘﺎجه.


■ هل مشاركتك في مهرجانات سابقة كانت خطوة أولى لهذا الإنجاز؟
- ﺑﺼﺮاﺣﺔ وﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎطﺔ، ﻻ. وﻻ أظﻦ أن أي مهرجان ﺳﺎﺑﻖ ﻛﺎن ممكن أن يعدني ﻧﻔﺴﯿﺎ ﻟﻀﺨﺎﻣﺔ هذا اﻹﻧﺠﺎز، ﻓﺴﺠﻞ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وﻟﻸﺳﻒ ﺷﺤﯿﺢ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺗﺮﺷﯿﺤﺎت اﻷوﺳﻜﺎر اﻟﻄﻼﺑﯿﺔ واﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء. ﻓﺎﻟﻔﻮز بالجائزة ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﺗﻤﺜﯿﻞ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ وﻟﻔﺮﯾﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻞ ﻟﻠﺴﯿﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﻤﺠﻤلها.
■ ﻛﯿﻒ ﺟﺎءتك ﻓﻜﺮة اﻟﻔﯿﻠﻢ؟
- ﻓﻲ ٢٠١٤ ﻗﺮأت ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺻﺤﻔﯿﺔ ﺻﻐﯿﺮة ﻋﻦ ﻣﻨﻊ داعش التليفزيونات واللواقط ﻓﻲ ﻣﻨﺎطﻖ سيطرتها. بقيت هذه اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﻓﻜﺎري ﻟﻔﺘﺮة طﻮﯾﻠﺔ، ﻓﻤﺎ ﻣﺼﯿﺮ آﻻف اﻷطﻔﺎل الذين ﺳﯿﻜﺒﺮون دون نافذة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ؟ كيف ﺳﯿﻜﺒﺮون؟ وﻣﺎذا ﺳﯿﺼﺒﺤﻮن؟ ﻓﻔﻲ هذا اﻟﻤﻨﻊ الممنهج سيطرة ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮل ﺟﯿﻞ ﻛﺎﻣﻞ. وبعد عدة ﺳﻨﻮات وأﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ الحدود اﻟﺴﻮرﯾﺔ اﻷردﻧﯿﺔ، ﺻﺎدفت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻﺟﺌﯿﻦ يدخلون اﻷردن ومعهم طﻔﻠﺔ ﯾﺘﯿﻤﺔ الأبوين. ﻓﻤﺎ انفكت ﺻﻮرة هذه اﻟﻔﺘﺎة ﻋﻦ ذهني، ﻓﻤﺎ حكايتها؟ وكيف وصلت وحدها للحدود اﻷردﻧﯿﺔ؟ ﻓﺒﯿﻦ ﻛﻞ هذه اﻷﺳﺌﻠﺔ والمواقف اﻟﺘﻲ صادفتها تكونت فكرة الفيلم ﺗﺎﻻﻓﯿﺰﯾﻮن
يضم طاقم عمل الفيلم أيضًا الممثل زياد بكري الذي أدى دور والد "تالا" والصراع بين واجبه تجاه ابنته والرغبة في البقاء، يشاركه البطولة خالد الطريفي، وتصوير فيليب هينز الذي قدم من خلال عدساته صورة موحشة تفتقر إلى الجمال الذي لا نراه سوى من خلال أعين "تالا" عندما تنظر إلى تلفازها الصغير.
■ ما الذي قدمه هذا الفيلم لك كمخرج؟
- ﺷﺨﺼﯿﺎ هو خطوة مهمة ﻟﻲ ﻋﻠﻰ طﺮﯾﻖ طﻮﯾﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺳﯿﻨﺎرﯾﻮهﺎت وﺻﻨﺎﻋﺔ أﻓﻼم ذات ﻣﺤﺘﻮى ووجهة نظر ﻋﺮﺑﯿﺔ. وﻓﻲ نفس اﻟﻮقت دﻓﻌﺔ ﻣﻌﻨﻮﯾﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻟﻲ ﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ هﺬا اﻟﻤﺸﻮار واﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ الحلم.