الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد ما نشرته «البوابة نيوز» عن شطب أجزاء «حديقة الأسماك» من الآثار.. النائبة سميرة الجزار: التقرير دفعني للتقدم باستجواب عاجل.. «صالح»: لماذا أصدرت اللجنة القرار وهي التي وافقت على التسجيل؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكدت النائبة سميرة الجزار، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن التقرير الذي نشره موقع «البوابة نيوز»، أمس الجمعة تحت عنوان "حديقة الأسماك.. أيقونة الزمالك مهددة بالشطب من تعداد الآثار "، الذي فند تصريحات أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، حول أسباب عملية شطب أجزاء من الحديقة الأثرية من تعداد الآثار، هو ما دفعها للتقدم بطلب استجواب اليوم السبت، إلى الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجها إلى الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، على وجه الاستعجال، للوقوف على أسباب ذلك الأمر، وكذلك الاكتفاء بتسجيل الجبلاية، والأكشاك الثلاثة والإدعاء بأنها هي التي ترجع إلى عصر الإنشاء فقط.

فتح الصورة
صورة لما نشرته “البوابة نيوز”

استجواب عاجل

 وقالت النائبة: " لا يقبل أحد شطب أي جزء من حديقة الأسماك من تعداد الآثار بشكل نهائي، متساءلة في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، عن الأسباب والأسانيد التى استُند إليها وجاءت تصريحات رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، مما أثار غضب الرأى العام وسكان الزمالك وأساتذة الآثار المصرية مثل الدكتورة مونيكا حنا والدكتور أحمد صالح خبير الآثار وغيرهم، مما استوجب تقديم استجواب على وجه عاجل لتلافي ما لا يمكن تعويضه من قيمة تاريخية.

لا يتوفر وصف.
صورة من الاستجواب

 وتساءلت النائبة:"لماذا قامت اللجنة بشطب أجزاء من حديقة الأسماك من تعداد الآثار بعد أن قامت نفس اللجنة بتسجيل كامل الحديقة ضمن تعداد الآثار في وقت سابق؟، لافتة إلى أن هذا يثير الريبة والشك فى اللجنة وقرارها، ويعد مخالفة تستوجب الاستجواب. 

النائبة سميرة الجزار

حديقة الأسماك.. قيمة أثرية

وتابعت:"هل يعقل أن الحديقة المحيطة بالجبلاية، التى أنشئت عام 1868، وتضم أشجار ونباتات أثرية نادرة تخرج من تعداد الآثار؟ وهل هذه اللجنة هى التى سمحت وأصدرت تصاريح بهدم آثار لها قيمتها التاريخية، وكانت السبب فى تدمير مواقع ذات قيمة كبيرة مثل طابية أسوان التي تم هدمها، وقصر أندراوس باشا بالأقصر ؟، وماهى حيثيات عملية الشطب، وتحديد الأسباب التي تم على أساسها شطب الأثر؟ ولماذا معول الهدم سهل وسريع لتراثنا وحدائقنا وتاريخنا وقصورنا ؟ ولماذا نشعر أن هناك من يريد ويحاول أن يطمس هوياتنا وتاريخنا وآثارنا؟ وما هى الضرورة الملحة التى تضحى بها اللجنة بجزء من حديقة عريقة بها أشجار نادرة وثروة نباتية وبرك مائية تاريخية لا تقدر بثمن؟ وهل يعقل فى نفس الوقت الذى تقوم به القيادة السياسية بإحياء القاهرة الخديوية بمبانيها وتراثها تقوم اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار بإخراج حديقة أثرية تاريخية بناها الخديوى إسماعيل من تعداد الآثار وتعريضها للخطر والهدم بهدف التطوير أو عمل جراج؟".

بيان المجلس الأعلى للآثار

حديقة الأسماك

يذكر أن المجلس الأعلي للآثار، أكد في بيان له اليوم السبت أنه لم ولن يقوم بشطب أي أثر من تعداد الآثار المصرية القديمة أو الإسلامية أو القبطية أو اليهودية، وأن مهمة المجلس، وفقًا لقانون حماية الآثار وتعديلاته، هو الحماية والحفاظ على الآثار المصرية الفريدة التي هي ملكًا للبشرية، منوهًا على أن ما تم عرضه على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية هو مناقشة شطب مساحة صغيرة فقط من حديقة الأسماك لا يوجد بها أية مباني مسجلة في عداد الآثار، حيث إن اللجنة الدائمة هي اللجنة المعنية بهذا الشأن وفقا للقانون. 

الجمال في حديقة الأسماك

وأكد "الأعلي للآثار"، أن موضوع دراسة شطب المساحة تم عرضه باللجان الفنية ولم يتم عرضه على مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، وهو الجهة المعنية باتخاذ قرارات تسجيل أو شطب الآثار وفقا لقانون الاثار، وأن المجلس الأعلى للآثار لن يسمح بأي نشاط يضر بالبيئة الأثرية بالحديقة وبكافة المواقع المسجلة على مستوى الجمهورية.

مناظر خلابة في حديقة الأسماك

كما تجدر الاشارة أنه تقرر، ولأول مرة، خلال إجتماع المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية في جلسته الأخيرة الأسبوع الماضي برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، عرض كافة مقترحات أعمال تطوير الحدائق التراثية أو ذات الطابع المعماري المميز أو التاريخية أو الأثرية على مستوى الجمهورية، على المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، قبل تنفيذ أي أعمال تطوير، حتى بعد موافقات كافة الجهات المعنية بالدولة، وذلك نظرًا لأهمية هذه الحدائق ولضمان الحفاظ على هذا الكنز الفريد على مستوى الجمهورية، ولضمان الحفاظ على طبيعتها التراثية والتاريخية أو الأثرية والتأكد على عدم السماح بأي تهديد لهذه الحدائق أو عدم احترام مقترحات التطوير لبيئتها التراثية أو الأثرية لما تمثله من فترات مهمة من ذاكرة وتاريخ مصر.

المعمل البحثي والتطبيقي

"البوابة نيوز" فجرت القضية

ونشرت "البوابة نيوز"، أمس الجمعة تقريرا موسعا حول الواقعة، جاء فيه:" حالة من الجدل آثارها قرار اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المتداول مؤخرًا بشأن إعادة تسجيل بعض المواقع الأثرية دون غيرها بحديقة الأسماك بالزمالك في تعداد الأثار الإسلامية والقبطية".

حديقة الأسماء .. مزار سياحي

وتابع التقرير:" لم تكن حديقة الأسماك هي الموقع الأول الذي يتم الضلوع في أعمال شطب أجزاء منه من تعداد الأثار وفق المتداول، والاكتفاء بتسجيل الجبلاية وبعض الأكشاك بالمساحة الكلية للحديقة، ففي وقت سابق دُمّرت مواقع ذات قيمة كبيرة مثل، "طابية أسوان التي تم هدمها، وقصر أندراوس باشا بالأقصر، بالإضافة لفك مشهد آل طباطبا الأثر الأخشيدي الوحيد والذي لا يُعلم مصيره حتى الآن، ولكن النتيجة النهائية أن المواقع جميعها لم تعد موجودة على الأرض، فهل جاء الدور على حديقة الأسماك أم أن مصيرها سيكون مختلفًا؟، ورغم تداول صور ضوئية لقرار اللجنة الدائمة لشطب أجزاء من الحديقة على مواقع التواصل الاجتماعي، خرج علينا أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بتصريحات صحفية تبريرية لعملية الشطب صباح الجمعة، لم ينفي خلالها ما تم تداوله من مستندات تؤكد عملية شطب أجزاء من الحديقة، مؤكدًا أن ما حدث ما هو إلا مراجعة للمذكرة التفصيلية التي تم إعدادها منذ سنوات وبناء عليها تم تسجيل الحديقة بالكامل، 

ولفت إلى أن شطب أجزاء من الحديقة ما هو إلا تصحيح لأوضاع خطأ، مؤكدًا أن قرار الشطب للمساحة الإجمالية للحديقة والإبقاء على الجبلاية والأكشاك الثلاثة فقط في عداد الآثار الإسلامية والقبطية جاء بإجماع آراء اللجنة الدائمة، موضحًا أن اللجنة الدائمة صاحبة القرار في تسجيل أو تعديل أو شطب أي أثر، وهو القول الذي عارضته الدكتورة مونيكا حنا أستاذ الآثار المصرية بقولها: "المسؤولية تقع على عاتق من قام بإعادة تشكيل اللجنة الدائمة للآثار".

مشاهد رائعة من حديقة الأسماك

اللجنة وافقت على التسجيل ثم توافق على الشطب

خبير الآثار الدكتور أحمد صالح، تساءل قائلًا: اللجنة الدائمة هي التي أصدرت قرار بتسجيل الحديقة بالكامل، فلماذا يصدر الآن قرار جديد من ذات اللجنة بشطب أجزاء أو إعادة تسجيل أجزاء من الحديقة دون غيرها بدعوى التطوير.

خريطة لحديقة الأسماك

وأضاف صالح، هناك منطق غريب في وزارة الآثار في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث تم شطب عدد كبير من الآثار الهامة من عداد الآثار، نحن هنا لا نتحدث عن شطب أجزاء من حديقة، وإنما نتحدث عن ما هو أخطر بكثير وهو هدم آثار لها قيمتها التاريخية، وتساءل "صالح": "ما المنهج الذي تسير عليه اللجنة الدائمة، ولماذا تقوم كل فترة بشطب آثر ما، وهو سؤال لا نعلم له إجابة، وكل فترة يخرج علينا قرار نفهم منه أن هناك عملية شطب جديدة ستتم، فهذه اللجنة تحولت للجنة لشطب الآثار، وهذا ما نراه الآن، ونحن نريد إجابة من اللجنة الدائمة، لماذا قامت بشطب أجزاء من حديقة الأسماك من عداد الأثار بعد أن سجلتها في وقت سابق، ولا يُعقل أنا نقول أن اللجنة الدائمة هي صاحبة قرارها فيما يخص آثار مصر، ولكن لابد أن يكون هناك حيثيات لعملية الشطب، يحدد الأسباب التي تم على أساسها شطب الآثر".

مرحبا بكم في حديقة الأسماك

جبلاية الأسماك أو "حديقة الأسماك" بالزمالك، تجاوز عمرها الـ154، منذ فكر الخديوي إسماعيل في إنشاءها عام 1867، فحينما كلّف إسماعيل باشا مهندس البلاط الخديوي "فرانس باشا" عام 1863 بتشييد قصر بجزيرة الزمالك، انتهى منه عام 1868م، فكانت السراي على غرار قصر الحمراء بغرناطة، واستخدم كمقر لإقامة الإمبراطورة أوجيني وحاشيتها خلال احتفالات افتتاح قناة السويس، وبالقرب من سراي الجزيرة "الماريوت حاليًا" شيد إسماعيل باشا "حديقة الأسماك" التي تطل واجهتها على نيل الزمالك، بشارع الجبلاية، وخلال هذه الجبلاية الصناعية الرائعة، شقت مغارات وممرات يسير فيها الزوار، ووضعت بها صناديق زجاجية، مازالت تحوي مجموعات متنوعة من الأسماك النيلية والبحرية وأسماك الزينة، تنعكس عليها أشعة الشمس من خلال فتحات علوية تضفي عليها جمالًا، والحديقة من تصميم المهندسين الايطاليين "كومباز ودويلو" الذين اشتهرا بتصميم هذا النوع من الحدائق، علاوة على البرك الصناعية، ومجموعة نادرة من الأشجار المُعمّرة التي تم استيرادها من الخارج.