الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

دراسة جديدة تسلط الضوء على مواقع إخبارية تساهم فى زيادة معدلات الانتحار.. أستاذ إعلام: هناك مواد تعليمية منشورة تستعرض طرقا لقتل النفس

 ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشفت دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تحت عنوان "عوامل الخطر والوقاية في التغطية الإعلامية للانتحار في مصر"، أن أسلوب تغطية الانتحار في مصر يشكل مصدرا محتملا للخطر، فهو يخالف الكثير من المبادئ والمعايير المهنية المستقر عليها لتغطية الانتحار تغطية مسئولة، ويغيب عن جميع المواد الإعلامية ذات الصلة بحالات ومحاولات الانتحار في مصر وجهة النظر عن الانتحار باعتباره مسألة تتعلق بالصحة العامة وشكل من أشكال الوفاة يمكن الوقاية منه، كما أن مقارنة النتائج مع نتائج دراسات أخرى أجريت في عدد مختلف من دول العالم يظهر ارتفاع نسبة الانتهاكات بشكل لافت للنظر. 

 

وتناولت الدراسة، عوامل الخطر وعوامل الوقاية في التغطية الإعلامية للانتحار، استنادا إلى نتائج البحوث والدراسات السابقة التي تراكمت منذ أوائل السبعينيات من القرن العشرين في عدد مختلف من دول العالم، كما استعرضت المبادئ والمعايير المهنية المستقر عليها لتغطية الانتحار تغطية مسئولة وفقا لما تتضمنته مجموعة من المواثيق الأخلاقية التي تهتم بهذا الجانب والتي أتاحها المجتمع الدولي منذ التسعينيات من القرن العشرين. 

وحاولت الدراسة تقديم فهم أولي لكيفية تغطية الانتحار في وسائل الإعلام المصرية، بهدف استكشاف عوامل الخطر وعوامل الوقاية في التغطية من خلال دراسة حالة بعض المواقع الإلكترونية للصحف المصرية، والتي تم اختيارها استنادا إلى عدد من الحقائق التي تشير إلى أن طريقة تغطيتها قد تعكس أسلوب ومدى وعي القائمين بالاتصال في وسائل الإعلام المصرية بصفة عامة تجاه تغطية الانتحار. 

ويقول معد الدراسة الدكتور عماد شلبى، أستاذ الإعلام المساعد، بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، فى تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أن الانتحار ليس ظاهرة فى مصر، وإن جميع الحالات فردية، ونتيجة ضغوط، لافتا إلى أن عوامل الخطر وارتفاع نسب العديد من المؤشرات والعناصر الدالة عليها في التغطية الإعلامية للانتحار، أبرازها تكرار النشر عن حالات انتحار دون مبرر، خاصة أن غالبية المواد المكررة تتشابه وأحيانا تتطابق في العناصر المستخدمة في تشكيل القصة. 

ونوه إلى ارتفاع نسبة استخدام مصطلح الانتحار في العناوين وتركيز عدد كبير منها على ذكر الطريقة المستخدمة والموقع وجعلهم موضع الاهتمام والإبراز الرئيسي، وهو ما ينطبق أيضا على المتن الذي ترتفع خلاله نسبة ذكر الطريقة والموقع والأخطر وصف أسلوب الانتحار خطوة بخطوة بطريقة تعليمية أحيانا لكيفية الموت بالانتحار باستخدام وسيلة معينة.

ولفت إلى أن الدراسة تم إجراؤها على موقع قومى وآخر مستقل وآخر حزبى، لافتا إلى أن تم رصد تبسيط أسباب الانتحار وتقديمه كنتيجة لعامل أو مشكلة أو حدث واحد في نسبة كبيرة من المواد والعناوين في هذا السياق أكثر تبسيطا للأسباب مقارنة بمتن القصص إلى جانب استخدام عدد من العناوين الدرامية المثيرة حول قصص الحب والصدمات العاطفية واعتماد بعضها على التهويل والمبالغة.

وأوضح أن التغطية فى بعض وسائل الإعلام، كانت توحى بانتشار وباء الانتحار، وتقديمه كحل بناء للمشاكل ومواجهة ضعوط الحياة، غموضه وعدم إمكانية تفسيره، ارتباطه بالموت الفوري دون معاناة وكون الموت بوسائل معينة يتسم بالسرعة، إلى جانب العناوين والنصوص التي تقدم تكهنات حول أفكار الفرد ومشاعره التي قد تؤدي إلى الانتحار، وتلك التي تقدمه كنتيجة مرغوبة.

وأشار إلى ذكر عدد من التفاصيل الدالة على هوية الأشخاص الذين يموتون بالانتحار سواء في العناوين أو في متن القصص، مثل اسم الشخص، إلى جانب تطرق  بعض المواد إلى الرسائل الأخيرة التي تركها الذين ماتوا بالانتحار وقيام عدد منها بنشر مذكرة الانتحار أو ما ورد على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا يكثر استخدام الصور المرتبطة بالموت والحزن وأغلبها صور أرشيفية لجثث ووسائل انتحار أو لأشخاص ينتحرون وخاصة شنقا، وأحيانا يتم استخدام صور حقيقة لأشخاص ماتوا بالانتحار أو حاولو الانتحار أو من الموقع.

 

وكشف شلبى، أن انخفاض نسب المواد التى توضح كيفية التعامل مع شخص لديه أفكار انتحارية، والتي تربط بين الانتحار والقضايا الاجتماعية الأوسع، أو تتناول نتائج إيجابية لأزمات مرتبطة بالانتحار، كما أن هناك مؤشرات لم يرد ذكرها على الإطلاق مثل المعلومات حول أماكن المساعدة وخدمات الدعم، كذلك تناول الإحصائيات والبحوث بشكل موسمي وغالبيتها لا يتعلق بواقع الانتحار في مصر.

وشدد على أنه ينظر للتغطية الإعلامية المسوؤلة كواحدة من الاستراتيجيات الفاعلة في منع الانتحار، وأحد أساليب الصحة العامة المعترف بها التي تهدف إلى الحد من محاكاته والتأثير الإيجابي على وعي الجمهور ومواقفه منه وخاصة بعد النجاح الذي تحقق في عدد من دول العالم، وتشمل هذه الاستراتيجية تثقيف المراسلين والمحررين ومنتجي الأفلام والتليفزيون حول العدوى من أجل إنتاج قصص إعلامية تقلل من الضرر.

وكانت دار الإفتاء المصرية، قد أكدت أن الانتحار حرام شرعًا ومن كبائر الذنوب هذا الحكم ثابت في كتاب الله عز وجل حيث قال الله تعالى "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا".

وأشارت إلى الدليل من القرآن قال إن في سنة النبي يقول صلى الله عليه وسلم "من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة"، موضحًا أنه قد أجمع المسلمون قاطبة على ذلك.