رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أستاذ جغرافيا السياسية: حكومة قندهار بداية لمحور سني متطرف لصالح أمريكا

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدار سنوات طويلة، ظل اسم مدينة قندهار الأفغانية، رمزا للإرهاب في آسيا، وهو ما دفع عدد من المحللين، إلى إطلاق وصف "حكومة قندهار"، على الحكومة التي أعلنت طالبان تشكيلها، لحكم أفغانستان.
تشكيل هذه الحكومة كان له كواليس عدة، أهمها أنها ليست سوى حكومة بالوكالة، أي أنها تستمد شرعيتها من تفويض الزعيم الروحي للحركة هبة الله أخوند زادة، فلا دستور، ولا قوانين تحكم الاختيار، كما أن الحركة لم تختر أي عنصر من هذه الحكومة، بناء على خبرات أو كفاءة في ملفات بعينها، وكان الاختيار مرتبط بالولاء والانتماء للحركة فقط لا غير.
المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، الذي تم تعيينه نائبا لوزير الإعلام والثقافة، قال إن الحكومة شملت الملالي: محمد حسن أخوند، رئيسا للوزراء بالوكالة، عبد الغني برادر نائبا لرئيس الوزراء، مولوي عبد السلام حنفي نائبا ثانيا لرئيس الوزراء، محمد يعقوب مجاهد وزيرا للدفاع بالوكالة، أمير خان متقي وزيرا للخارجية بالوكالة، سراج الدین حقاني وزيرا للداخلية بالوكالة، عبد الحق وثيق وزيرا للاستخبارات، هدایة الله بدري وزيرا للمالية بالوكالة، خير الله خیرخو وزیرا للثقافة والإعلام بالوكالة.
ويقول الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية، إن الولايات المتحدة الأمريكية، أرادت من وراء السماح لطالبان بالقفز على الحكم، تدشين محور سني متطرف، يلعب لصالح أمريكا، ويكون سلاحا في يدها، لضرب خصومها، بالإضافة إلى تقديم نموذج سني يوازي إيران.
وأوضح أن واشنطن تريد جمع المتطرفين من المنتمين للمذهب السني على فكرة أن يكون لهم قبلة يتجهون إليها روحيا، وبالتالي صناعة قيادة تكون قادرة على التأثير فيهم، تماما كما تملك إيران التأثير على الشيعة في جميع أنحاء العالم، على اختلاف جنسياتهم.
وأشار إلى أن هذا الهدف يحقق عددا من المكاسب للولايات المتحدة، منها أنه يقلل من تأثير أنظمة الحكم التقليدية الموجودة حاليا في الدول الإسلامية، كما يسمح بجمع الأعداد الكافية، لإطلاق صراع مسلح بين السنة والشيعة، متى أرادت الولايات المتحدة ذلك، لتصفية أحد الطرفين بيد الآخر.
وأضاف: "لا يمكن أبدا تصور أن وصول طالبان للحكم جاء على غير رغبة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، إذ إن واشنطن تملك حشد العالم بأسره لمحاربة طالبان، ومنعها من الوصول للحكم، لذا فإن إعطاءها الضوء الأخضر للحركة لتقفز على الحكم في تلك الدولة المهمة آسيويا، يعني وجود هدف بعيد لأمريكا، لا يتفق أبدا مع هدف القضاء على الإرهاب، وإعادة السلم إلى العالم. 
وتابع: "من الممكن أن تكون الولايات المتحدة لم تجد بديلا يحكم أفغانستان، سوى طالبان بعد أن ثبت فشل الحكومات المتعاقبة هناك، وانهيار قدرة الجيش، لكن هذا أيضا مسؤولية الولايات المتحدة، التي قضت عشرين عاما في أفغانستان، توهم العالم بأنها تحارب حتى لا نصل لتلك اللحظة التي لا يجد العالم فيها أمامه من بديل سوى طالبان".  
ولفت الدياسطي إلى أن القوات الأفغانية، كانت تعتمد على الوجود العسكري الأمريكي، الذي ترك فراغا خطيرا نفذت منه طالبان فورا.
وأشار إلى أن حديث قادة طالبان عن أنهم سيكونوا أكثر انفتاحا، ولن يدعموا تنظيم القاعدة، أو يهاجموا دولا أخرى، وسيلتزمون بحدود بلادهم، أمر يمكن تصديقه مرحليا فقط إذ إن الحركة تحتاج إلى فرصة لتحقيق المزيد من التمكين، لكن السؤال هو: ماذا بعد أن يترسخ وجودها، هل ستبقى محافظة على عهودها؟!