رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. متخصصون: قلعة قايتباي آمنة والحديث عن انهيارها عار عن الصحة

 قلعة قايتباي
قلعة قايتباي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت التصريحات التي أدلى بها الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، حول وجود كهوف أسفل قلعة قايتباي بمحافظة الإسكندرية تمتلئ بمياه البحر أسفل الصخرة الأم التي تقوم عليها القلعة، وهو ما يهدد سلامة القلعة - بفعل الزمن أو وقوع زلزال بالمنطقة - بالانهيار، مشيرا ًإلى أن مفتّشي الآثار بالقلعة قد كشفوا عن حدوث هبوط في الأرضية على شاطئ البحر خلف القلعة. 
هذه التصريحات أثارت تخوفات وقلق المواطنين والمختصين على هذا المعلم الحضاري الذي يُعدّ مزارا ًسياحيًا لمهمّاً أبناء الإسكندرية الذين يقصدونه لقضاء أوقاتهم بين ربوعه والتعرف على تاريخ هذه القلعة التي تمتد جذورها عبر التاريخ. 
"البوابة نيوز" كانت لها جولة داخل القلعة للوقوف على صحة هذه التصريحات وتأثيرها على مدى إقبال وعزوف المواطنين عن زيارة القلعة، في البداية قمنا بدفع تذكرة دخول القلعة - قيمتها جنيهان كرسم دخول - ثم دلفنا من أبواب القلعة فوجدنا عددًا كبيرًا من الزائرين من مختلف الأعمار داخلها، لم يعلموا شيئاً عن هذه التصريحات أو لم يصدقوها ولم تفسد عليهم فرحتهم بقضاء يوم سعيد بالقلعة قبل بدء العام الدراسي الثاني، زوار القلعة لم يكونوا من أبناء الإسكندرية فقط، بل من أبناء المحافظات الأخرى الذين لم تثنهم المسافات الطويلة عن زيارة هذه القلعة العتيقة، فضلا عن السياح الأجانب الذين قصدوا هذا المعلم ووضعوه ضمن برامجهم السياحية لمدينة الثغر، كما لوحظ وجود تكثيف أمني لحماية القلعة وتأمين السياح عقب الأحداث الأخيرة التي استهدفت عددًا من السياح الكوريين لضرب السياحة المصرية في الموسم الذي يقصده سائحو أوروبا ويضعون الإسكندرية على رأس المدن التي يزورونها. 
يتم السماح بدخول الزائرين منذ الصباح وحتى الساعة الرابعة عصرًا، ثم تتم مغادرة الزائرين من داخل القلعة، خلال الجولة لم نلحظ أي تأثير لمياه البحر على القلعة، لما لها من حواجز أسمنتية تعمل على حجز مياه البحر عن الوصول إلى البنية التحتية للقلعة، والتي تحتاج إلى لجنة هندسية - يتمّ تشكيلها في أسرع وقت - للبت في صحة وجود كهوف أسفل القلعة تمتلئ بمياه البحر أسفل الصخرة أم لا، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يلاحظه أي أحد سوى المتخصصين في هذا المجال والمهتمون بالمعالم الأثرية بالإسكندرية، ولذلك لا بدّ من تشكيل لجنة للبت في هذا الأمر. 
وبعد الانتهاء من جولتنا داخل القلعة، أجرينا اتصالًا بـ "مازن سليمان"، مدير عام قلعة قايتباي، والذي نفى صحة ما تردد من تصريحات الدكتور "ريحان" حول وجود كهوف أسفل قلعة قايتباي بالإسكندرية تمتلئ بمياه البحر أسفل الصخرة، وأضاف سليمان: "إن ما يدور من حديث عن وجود تجاويف أسفل القلعة شيء قديم، ولكن تمّ علاجها وإقامة حواجز مائية من الجهة الشمالية لصد الأمواج". 
كما أجرينا اتصالًا بـ "محمد رضا"، مدير الإدارة الهندسية بمنطقة آثار الوجه البحري - وهو أحد المتخصصين في الآثار - والذي اتفق مع أقوال مازن سليمان، قائلاً: "إن هناك تجاويف جديدة ظهرت في الناحية الشرقية، ولكن لا يمكن إقامة حواجز مائية بها لوجود آثار غارقة بها تحول دون القيام بذلك". 
يذكر أن قلعة قايتباي تحتوي على الأسوار والبرج الرئيسي في الناحية الشمالية الغربية، وتنقسم الأسوار إلى: سور داخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم - في الجهات الأربعة - أبراجاً دفاعية ترتفع إلى مستوى السور، باستثناء الجدار الشرقي الذي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود، كما تتكون القلعة من ثلاثة طوابق: الأول يوجد فيه مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وأما الطابق الثاني فعبارة عن ممرات وقاعات وحجرات داخلية، وأما الطابق الثالث فإنه يحتوي على حجرة كبيرة - مقعد السلطان قايتباي - وفرن لإعداد خبز البُرّ المصنوع من القمح، وطاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة، إضافة إلى سورين كبيرين من الأحجار الضخمة: السور الأول هو السور الخارجي والذي يتكون من أربع جهات: الضلع الشرقي يطل على البحر، الضلع الجنوبي يطل على الميناء الشرقية، أما الضلع الشمالي فيطل على البحر مباشرة.