لم تتميز كرة القدم وحدها بالروح الرياضية، فكل لعبة أو رياضة تتسم بهذه الصفة، لكن بطرق مختلفة، من خلال الاستمتاع بممارسة رياضة أو نشاط معين مع وضع الأخلاقيات والاحترام وإحساس الزمالة مع المنافسين فى الاعتبار، سواء فى حالة الفوز أو الخسارة.
أطلت علينا دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، بعد معاناة كبيرة من التأجيل أو الإلغاء بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، لتظهر بعده مظاهر إنسانية، منها تحقيق الذات، والإيثار الذى ظهر فى شكل روح رياضية.
ومن أبرز ظواهر الروح الرياضية التى كشفت عنها أوليمبياد طوكيو 2020، مشاركة القطرى معتز برشم والإيطالى جانماركو تامبيرى المتنافسين فى مسابقة الوثب العالي، إذ بعد تساويهما فى تجاوز علو 2.37 متر، اختارا مشاركة الميدالية الذهبية بدلا من خوض ملحق فاصل، فى لقطة سادت فيها معالم الروح الرياضية.
وفى صورة أخرى، اصطدم نايجل أموس، عداء بتسواني، صاحب فضية أوليمبياد لندن 2012، بنظيره الأمريكى إيسايا جيويت الذى كان مرشحًا لتحقيق ميدالية فى ألعاب القوى، فى سباق 800 متر، ليسقط الثنائى أرضًا، ورغم ذلك تعانق أموس مع جيويت، وأكمل العداءان السباق معًا فى أحد أبرز المشاهد الرياضية بـ«طوكيو 2020»، حيث يعد هذا الموقف مؤثرًا؛ لخروج لاعب بسبب خطأ قد لا يكون هو المتسبب به، وذلك بعد مجهود كبير وتحضير دام 4 سنوات، ومع هذه الدورة الاستثنائية وصل لـ5 سنوات.
ويعد البطل المصرى محمد رشوان هو أيقونة الروح الرياضية، بعدما رفض استغلال إصابة منافسه ليتوج بالميدالية الذهبية، وتعود بداية القصة إلى مشاركة مصر فى دورة الألعاب الأولمبية التى أقيمت بلوس أنجلوس 1984، واستطاعت البعثة المصرية أن تحقق ميدالية واحدة وهى الفضية، وجاءت عن طريق محمد رشوان بطل الجودو وأسطورة اللعبة حيث كاد رشوان يحقق الذهبية لولا تعمد الخسارة أمام اليابانى ياسوهيرو ياماشيتا بطل العالم، والذى كان مصابا فى المباراة النهائية ورفض رشوان أن يستغل إصابة اللاعب وفضل أن يخسر الذهبية بشرف عن الفوز بالمركز الأول بالخسة لينال احترام وتقدير العالم وتشيد بموقفه مختلف دول العالم.
وأصدرت منظمة اليونسكو فى يوم المباراة بيانا أشادت فيه بموقف اللاعب محمد رشوان ومنحته ميدالية الروح الرياضية من منظمة اليونسكو والتى تعتبر روح الألعاب الأولمبية قبل أى نتائج.
