الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صيام العذراء في قلوب كل المصريين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدأ الأقباط المصريين في السابع من أغسطس، صوم العذراء (15 يومًا).

يحتفلون بعده بعيد السيدة العذراء وهو من أحب الأعياد عند المصريين، وهو الصوم الوحيد الذى فرضه "الشعب" القبطى على الكنيسة وقد صامه الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول، تلميذ المسيح من التبشير فى الهند، فقد سأل التلاميذ عن العذراء، فقالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!"

 وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسرى، فأصبح عيدا للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطى.

الكنيسة ترى العذراء مريم الأم التى حملت لها "للكنيسة" ولكل البشرية "الكلمة المتجسد"، الذى جاء إلى العالم لينقله من ظلام الخطيئة إلى نور الحياة الأبدية أى الحياة مع الله، هذا الحدث جعل الكنيسة منذ نشأتها حتى الآن تكرّم العذراء مريم أعظم تكريم، تكريم يفوق الملائكة، هذا مستمد من تكريم المسيح الذى حلّ فى أحشائها وأن يأخذ منها جسده المقدّس، جاعلًا إيّاها أم النور. لقد استطاع الابن من الاتحاد بالخليقة كلها بواسطة العذراء، وبذلك صارت العذراء سماءً جديدةً أرحب من السماء التى تحوى الشمس والقمر والنجوم.

ومن مكانة مريم عليها السلام لدى المسلمين، أن الله ذكرها كثيرًا فى القرآن الكريم إذ ذكرها باسمها الصريح أربعا وثلاثين مرة، دون أن يذكر غيرها من النساء بأسمائهن الصريحة، بل سمى القرآن الكريم سورة من سوره باسمها، وهى المرأة الوحيدة التى سميت باسمها سورة فى القرآن الكريم، وهذا دال على عظم مكانتها وعلى صدق النبى محمد صلى الله عليه وسلم إذ لو كان القرآن من عنده كما افترى عليه البعض لتحدث عن إحدى بناته أو زوجاته ولسمى إحدى السور باسم إحداهن.

وآيات القرآن الكريم عامة وآيات سورة مريم خاصة تحدثت عنها بكل احترام وتكريم مدافعة عنها ومبرئة لها من أى تهمة أو منقصة يريد أعداؤها إلصاقها بها، فهى الشريفة الطاهرة العفيفة التى أحصنت فرجها وحافظت على عرضها وأطاعت ربها فكانت من القانتين قال تعالى: (وَالتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيْهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ ) التحريم 12 بركات العذراء مريم تحمى مصر وتظلل شعبها وكل عام ومصر والمصريين بخير

، وللعذراء محبة كبيرة فى قلوب المصريين ولها أكثر من عشرة موالد يذهب ويتبارك بها المصريون مسلمون ومسيحيون، أشهرهم فى بياض ببنى سويف ودير العذراء جبل الطير ودرنكة والقوصية بأسيوط وغيرهم، كما توجد اكثر من خمسمائة كنيسة بأسمها، وسبعة أديرة، أشهرهم دير العذراء البراموس، ودير المحرق بأسيوط.. وتحتفل الكنيسة بها تسع مرات فى العام بالإضافة أن لها شهر خاص احتفالى وشهر كيهك / من ثلث شهر ديسمبر إلى 7 يناير.. وأعياد الكنيسة هى:عيد البشارة  7مسرى /13 أغسطس، وعيد ميلادها أول بشنس /9 مايو،عيد دخولها الهيكل 3 كيهك /13 ديسمبر، عيد مجيئها مصر ومعها العائلة المقدسة، 24 بشنس /أول يونيو، عيد وفاتها 21 طوبة /30 يونيو، عيد العذراء ومعجزة حل الحديد وهو يوم 21 من كل شهر قبطى، العيد الشهرى للعذراء وهو يوم 21 من كل شهر قبطي، تذكارًا لنياحتها فى 21 طوبة (الموافق يوم 30 يناير تقريبًا)، عيد ظهورها فى الزيتون على قباب كنيسة العذراء.

وكان ذلك يوم 2 أبريل  سنة 1968 واستمر على مدى سنوات ويوافق 24 برمهات تقريبًا.. ومن الأقباط المسيحيين إلى الأقباط المسلمين الذين يحتفلون بالعذراء مع القرآن الكريم حيث احتفل بها الكتاب المبين.. فأفرد لها القرآن الكريم سورة كاملة باسمها.. من آيات ثمانى وتسعين.. ومن قبلها كانت ثانية سور القرآن وعدد آياتها مائتان باسم أهلها وذويها «آل عمران.. العذراء مريم البتول.. عالية المقام.. ففى أول سور القرآن «سورة البقرة» كان ذكرها فى قوله تعالى: «ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس».. (الآية 87).. ثم كان آخر ذكر للعذراء.. فى سورة التحريم.. حيث وصفت بالصديقة القانتة فى قوله تعالى: «ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين» (الآية 12).. وما بين أولى الآيات وأخراها.. كانت الآية الخامسة والأربعون من سورة آل عمران.. التى قررت وسجلت وأكدت.. فى أجل وأروع وأبلغ بيان.. مكانة سيدتنا العذراء عند ربها.. وسموها ورفعتها وعفتها وطهرها.. وإعلان اصطفاء الله لها وأبلغ بيان.. مكانة سيدتنا العذراء عند ربها باصطفاءين.. فى قوله تعالى: «وإذ قالت الملائكة يامريم أن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين» (الآية42)