الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في يوم الصداقة.. أبو حيان التوحيدي يتحدث عن أطول الناس سفرًا

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتهى الفيلسوف والأديب أبو حيان التوحيدي في أواخر حياته، من تأليف كتابه "رسالة في الصداقة والصديق"، الذي كان في البداية عددا من المواعظ والحكم ألقاها في دروسه بمدينة السلام ما جعل الرفاق يطلبون منه أن يؤلفها في كتاب أو رسالة ففعل.

في اليوم العالمي للصداقة، تستعرض "البوابة نيوز" بعض ما نقله "التوحيدي" في كتابه عن الصداقة والصديق، وحديثًا ما قاله الشاعر اللبناني جبران خليل جبران عن الصداقة في كتابه البارز "النبي".

في رسالته عن الصداقة، نقل التوحيدي عن فيلسوف مجهول لم يذكر اسمه، أنه سُئل: من أطول الناس سفرا؟ فقال الحكيم الفيلسوف: من سافر في طلب صديق. وهو ما يشير إلى ضرورة التأني في اختيار الصديق، كما أن الصديق الحق لا يمكن العثور عليه بسهولة.

وتابع التوحيدي، أن ابن عطاء سمع رجلا يقول: أنا في طلب صديق منذ ثلاثين سنة فلا أجده فقال له: لعلك في طلب صديق تأخذ منه شيئا ولو طلبت صديقا تعطيه شيئا لوجدت!

ويبدو أن هذا الكلام لم يرق لأبي سليمان المنطقي السجستاني، أحد شيوخ التوحيدي، فقال: هذا كلام ظالم، الصديق لا يُراد ليؤخذ منه شيء، أو ليُعطى شيئا، ولكن ليُسكنَ إليه، ويُعتمد عليه، ويستأنس به، ويستفاد منه، ويستشار في المُلم، وينهض المهم، ويتزين به إذا حضر، ويتشوق إليه إذا سفر، والأخذ والإعطاء في عرض ذلك جاريان على مذهب الجود والكرم بلا حسد، ولا نكد، ولا صدد، ولا حدد، ولا تلوم، ولا تلاوم.

وحديثا نصح الشاعر جبران خليل جبران في تابه "النبي" قائلا: ولا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير أن تزيدوا في عمق نفوسكم؛ لأنَّ المحبة التي لا رجاء لها، سوى كشف الغطاء عن أسرارها، ليست محبة، بل هي شبكة تُلقى في بحر الحياة ولا تُمسك إلا غير النافع.

وأضاف: وليكن أفضل ما عندك لصديقك، فإن كان يجدر به أن يعرف جَزْر حياتك، فالأجدر بك أيضًا أن تُظهر له مَدَّها؛ لأنه ماذا ترتجي من الصديق الذي تسعى إليه لتقضي معه ساعاتك المعدودة في هذا الوجود؟ فاسْعَ بالأحرى إلى الصديق الذي يُحيي أيامك ولياليك؛ لأن له وحده قد أعطي أن يكمل حاجاتك، لا لفراغك ويبوستك، وليكن ملاك الأفراح واللذات المتبادلة مرفوعًا فوق حلاوة الصداقة؛ لأنَّ القلب يجد صباحه في الندى العالق بالصغيرات، فينتعش ويستعيد قوته.

يشار إلى أن دول العالم تحتفل اليوم الجمعة باليوم العالمي للصداقة، الذي أقرته الأمم المتحدة ليوافق الثلاثين من يوليو، واضعة في الاعتبار، بحسب بيانها، "أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملاً ملهمًا لجهود السلام، وتشكل فرصة لبناء الجسور بين المجتمعات، ولاحترام التنوع الثقافي".

وتعتقد الأمم المتحدة أن التحديات والأزمات التي تواجه عالمنا مثل الفقر والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان وغيرها كثير، والتي تعمل على تقويض السلام والأمن والتنمية والوئام الاجتماعي في شعوب العالم وفيما بينها. ولمواجهة تلك الأزمات والتحديات، لا بد من معالجة أسبابها الجذرية من خلال تعزيز روح التضامن الإنساني المشتركة والدفاع عنها، وتتخذ هذه الروح صورا عدة، أبسطها: الصداقة .

ووفقا للتعريف الموجز باليوم الدولي للأمم المتحدة فإن الصداقة وتراكم الروابط وتقوية علاقات الثقة، يمكن أن تسهم في التحولات الأساسية الضرورية لتحقيق الاستقرار الدائم، ولنسج شبكة الأمان التي من شأنها أن تحمينا جميعاً، واستشعار العاطفة اللازمة لعالم أفضل يتحد فيه الجميع ويعملون من أجل الخير العام.