السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تم استنفاذ كافة مراحل التفاوض ..

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نتفاوض منذ ما يزيد على ١٠ سنوات مع الجانب الاثيوبي حول السد المزعوم ، تفاوضنا بشرف معروف عن مصر فى كافة تعاملاتها مع الاشقاء الأفارقة ، تفاوضنا بصبر من أجل الوصول إلى إتفاق يحفظ حقوقنا ويصون حصتنا من مياه النيل والتى تقدر بـ ٥٥٫٥ مليار متر مكعب ، تفاوضنا بعزيمة لا تلين ، تفاوضنا ونحن فى ايدينا أغصان الزيتون وندعو للسلام فى جميع المحافل الافريقية ، تفاوضنا ونحن على يقين من أننا لن نتنازل عن حقنا ولن نفرط فى حقنا ولن نسمح لأحد أن يجور على حقنا ، تفاوضنا ونحن نعلم أننا أقوياء وسندافع عن النيل الذى بنينا حضارتنا على ضفافه ، تفاوضنا بكل أمانة حتى لا يأتي اليوم الذى يندم فيه الأشقاء الأثيوبيين على تعنتهم ضدنا ، تفاوضنا لأن تاريخنا وحضارتنا وأمجادنا شهدت سريان النيل وجريانه ولم يجرؤ أحد أن يعوق جريانه

.. تفاوضنا ونحن نأمل فى إستمرار التعاون بين دول حوض النيل وزيادة الروابط الوطيدة بيننا وبينهم ، تفاوضنا ونحن نعلم أن مصر هبه النيل وقد حفظناها عن ظهر قلب وعرفنا أهمية النيل وقرأنا عنه الكثير وترسخ لدينا شعور أن النيل مصدر حياتنا وهو ما كتبه الدكتور جمال حمدان فى كتابة "شخصية مصر" ، تفاوضنا مع الجانب الأثيوبي بكل جدية من أجل الوصول لإتفاق قانوني ملزم وبرعاية من الرباعية الدولية والتى تضم الإتحاد الافريقي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وهذا لو تعلمون يدل على "الاحترام والتقدير" من جانب مصر لضرورة مشاركة المجتمع الدولى فى الوصول لحل لهذه الأزمة ، تفاوضنا ونحن واثقين من موقفنا ومن قدرتنا على اقناع الجميع بعدالة قضيتنا

.. تفاوضنا وكنا كالقابض على الجمر أثناء التفاوض ولم نُستفز أو نُستدرج لنقاط فرعية وكنا نُركز على قضيتنا فقط ولم ننجر ولم ننجرِف ولم نحيد عن قضيتنا أبداً ، تفاوضنا ومشينا الطريق من أوله منذ ما يقرب من سنوات عشر لعلنا نتوصل لحل يحفظ حقوقنا ، تفاوضنا وكان تفاوضنا مثلما يقول المثل الشعبى "زى الكتاب ما بيقول" فقد كان تفاوض على مراحل ولم نيأس وقبِلنا بكل المساعى الحميدة التى عُرضت علينا من جميع الأشقاء العرب والأفارقة وقبِلنا كل الوساطات التى قام بها كافة الأطراف الدولية ولم يكن أمامنا سوى اللجوء للمنظمات الدولية ، تفاوضنا لأننا ننشُد السلام ونصنعه ونساعد على استمراره ، تفاوضنا نحن منتمون لأفريقيا ونتمنى التنمية لكل شعوبها ونحافظ عليهم لكننا نريد منهم أيضاً ألا يعرضونا لأيه أضرار ويحافظون علينا

.. تفاوضنا ونحن أقوياء فى الدفاع عن حقوقنا ولم نكن يوما ضُعفاء ، تفاوضنا ونحن نتذكر كيف كانت إسرائيل تقول لنا بعد نكسة ١٩٦٧ وطوال ( ٦ ) أعوام بعد أن إحتلت سيناء : لا حرب ولا سِلم ، نتفاوض ونحن نعلم أن التاريخ يُعيد نفسه ولابد من إتمام كافة مراحل التفاوض ، تفاوضنا ونحن نعلم أن موضوع سد الخراب هذا وراءه ( إنه ) ويقف خلفه قوى معادية لمصر لكننا نعلم أنه سيأتي اليوم الذى تقول فيه "مصر" لهم ( Game Over ) وانتهت اللعبة مثلما إنتهت ألعاب أخري كنا فيها المنتصرون بفضل الله وبفضل إخلاص قياداتنا وشرف المسئولية التى يحملونها على عاتقهم تجاه الوطن الغالى

.. تفاوضنا ولجأنا للجمعية العامة للأمم المتحدة وأرسلنا خطاب منفردة لجميع الأعضاء والأمين العام ، تفاوضنا وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية مرات عديدة فى عهد الرئيس السابق ترامب والحالي جو بايدن ، تفاوضنا وتم عقد جلسات مطولة من الروس والصينيين والإتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ، تفاوضنا ونُعلنها بكل شرف ونقول : تم استنفاذ كافة مراحل التفاوض ، ونُعلن أيضاً بكل ثبات ونقول : إن شاء الله سيستمر نيلك يا "مصر" يجرى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن ( الله معنا )