الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات مجهولة.. أشجع السلمي يمدح الرشيد وينتزع رضاه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ورد في كتاب "طبقات الشعراء" لابن المعتز، أن الشاعر العباسي أشجع السلمي كان رديء المنظر قبيح الوجه، مصابًا بعين، وكان على قلب الخليفة هارون الرشيد ثقيلًا من بين كل الشعراء، فدخل عليه يومًا فقال: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تأذن لي في إنشادك، فإني إن لم أظفر منك ببغيتي في هذا اليوم فلن أظفر بها.
 قال الرشيد: وكيف؟ قال: لأني مدحتك بشعر لا أطمع من نفسي ولا من غيري في أجود منه، فإن أنا لم أهزك في هذا اليوم فقد حرمت منك ذلك إلى آخر الدهر.؟. فقال: هات أذن نسمع، فأنشده قصيدته الميمية التي يقول فيها:
وعلى عدوك يا ابن عم محمد.. رصدان ضوء الصبح والإظلام.
فإذا تنبه رعته وإذا هدا.. سلت عليه سيوفك الأحلام.
فلما بلغ هذين البيتين اهتز الرشيد وارتاح وقال: هذا والله المدح الجيد والمعنى الصحيح، لا ما عللت به مسامعي هذا اليوم. وكان أنشده في ذلك اليوم جماعة من الشعراء. ثم أنشده قصيدته التي على الجيم وهي قوله:
ملك أبوه وأمه من نبعة.. منها سراج الأمة الوهاج.
شربا بمكة في ذرا بطحائها... ماء النبوة ليس فيه مزاج.
فلما سمع هذين البيتين كاد يطير ارتياحًا ثم قال: يا أشجع، لقد دخلت إليّ وأنت أثقل الناس على قلبي، وإنك لتخرج من عندي وأنت أحب الناس إلى.. فقال له: فما الذي أكسبتني هذه المنزلة؟ قال له: الغنى، فاسأل ما بدا لك.. قال: ألف ألف درهم.. قال الرشيد: ادفعوا إليه.
ومما قاله في مدح هارون الرشيد: قصر عليه تحية وسلام / نشرت عليه جمالها الأيام / فيه اجتلى الدنيا الخليفة والتقت / للملك فيه سلامة ودوام / كانت كنوز مآثر فأثارها / ملك على آرائه عزام / من لي بالعصرين يعتوراني / والعام يدفع في قفاه العام / أدناك من ظل النبي وسيلة / وقرابة وشجت بها الأرحام / وصلت يداك السيف يوم تعطلت / أيدي الرجال وزلت الأقدام.
وأشجع أحد شعراء الذين ولدوا باليمامة وجاء إلى العراق، ولقى تعنتًا شديدًا من قبيلته التى لم تعترف به، لأن أباه تزوج أمه ورحل معها إلى بلدها ومات هناك فلما عادت إلى قبيلته تطالب بميراث أبيه لم يعترفوا به، لكنه لما اتصل بالخلافة العباسية، وصعد نجمه في سماء الشعر، أثبتوا نسبه وتفاخروا به، ولقد جمعته بجعفر البرمكى علاقات وطيدة.