الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مخيم ومستوطنة.. كيف تحولت قرية ملبس الفلسطينية إلى بتاح تكفا؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
73 مخيما فلسطينيا، هم الشهود الأقدم على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، والذي كان والخراب والدمار الذي عاشته دولة فلسطين، خاصة أن الاحتلال هدفه الأول تهجير كل من يملك لأجل من لا يستحق.
منذ النكبة حتى اليوم بات أكثر من 57% من الشعب الفلسطيني يعيش خارج أرضه في مخيمات لا ترقى للمستوى الآدمي.
على جانب آخر ارتفعت وتيرة الاستيطان داخل الأراضي المحتلة حيث بات العدد لا حصر له، ففي العام الماضي فقط ذكرت صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية أن حكومة الاحتلال دشنت أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية وهدمت بالمقابل أكثر من 1600 منشأة فلسطينية.
وذكرت بعض التقارير أن الاستيطان ابتلع أكثر من نصف الأراضي الفلسطينية.
"البوابة نيوز" نجحت في توثيق المخيمات الفلسطينية وأشهر المستوطنات، وتحت عنوان "مخيم ومستوطنة" ننشر كل يوم قصة جديدة عن تاريخ بلدة تحولت لمستوطنة وشعب هجر قسرا ليسكن المخيم.


"بتاح تكفا" قصة أول مستوطنة إسرائيلية
تقع مستطونة بتاح تكفا في شرق تل أبيب وتعني بالعبرية " فتحة أمل"، تأسست عام 1878 كمجتمع زراعي في البداية على أرض إشتراها يهود من سكان قرية ملبس الفلسطينية، وتم تسجيلها باسم النمساوي سلومون.
وبحسب ما هو مدون من تاريخ القرية فقد فشلت المحاولات الأولى لإقامة قرية يهودية زراعية فيها بسبب إحاطتها بالمستنقعات المسكونة ببعوض مسبب للملاريا، إلا أنه في عام 1883 تلقى مشتروها دعما ماليا من البارون اليهودي الفرنسي إدموند دي روتشيلد استخدموه في تجفيف المستنقعات وتطوير البنية التحتية.
يطلق عليها " أم الموشافات " أي أم المستوطنات اليهودية، حيث تبع تأسيسها إقامة عدد من البلدات اليهودية الزراعية على السهل الساحلي لفلسطين من أبرزها "ريشون لتسيون" و"زخرون يعقوب".
أصبحت تلك المستوطنة فيما بعد ملجأ ليهود تل أبيب ويافا في الحرب العالمية الأولى بعد أمر السلطات العثمانية بإخلاء منازلهم، وفي عشرينيات القرن الماضي أقيمت أول منطقة صناعية فيها لتتغير طبيعتها من زراعية إلى صناعية. وقد اعترفت سلطات الانتداب البريطاني بها كمجلس محلي عام 1921م ثم كمدينة عام 1937.


ملبس الفلسطينية
يرجع أصل تلك المستوطنة إلى قرية فلسطينية تسمى " ملبس "، عندما جاء إبراهيم باشا من مصر عام 1831م إلى قرية ملبس جاء معه حمد المصري وأربعين من عبيده معه، فأعجبته أراضي القرية الخصبة المليئة بموارد المياه، فدفع تعويضات للسكانها، واستقر فيها مع من أتوا معه إلى القرية، إلا أن مصيره لم يختلف عن سابقيه، فقد مات معظم رجاله وعبيده، وانتقل البقية إلى قرية باجا القريبة.
وعندما رأى المصري أنه لا مستقبل للقرية التي تقلصت أراضيها إلى 41000 دونم توجه إلى تاجر من يافا يدعى تيان وعرض عليه المنطقة. إلا أن التاجر خدعه واستخلص منه وثيقة بيع لنصف المنطقة، فقرر مقاضاته وباع 2000 دونم لتاجر آخر يدعى سليم كسار ليدفع بها نفقات القضية، إلا أن قضاة يافا حكموا لصالح تيان وتبقى لحمد المصري 2600 دونم. وعندما مات استولى الجيران على هذه الأراضي، ثم أصبحت مستوطنة “بتاح تكفا” بعد أن اشتراها اليهود من سليم كسار.


مخيم "عين الحلوة"
في الوقت ذاته الذي أنشأت فيه مستوطنة " بتاح تكفا " وهي أول مستوطنة أنشأتها إسرائيل، وبالتزامن مع بداية حروب 48 وتهجير العديد من الفلسطينيين من أراضيهم خرج عدد من المهجرين ليسكنو في مخيم عين الحلوة هو المخيم الأول الذي تم إنشاؤه.
أنشئ المخيم سنة 1949 بمبادرة من الصليب الأحمر الدولي، ثم انتقل الإشراف عليه إلى الأونروا سنة 1950.
ويشكل المخيم صورة مصغرة عن الفضاء السياسي الفلسطيني حيث يضم جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والتحالف الوطني والقوى الجهادية والإسلامية التي تتنافس بشكل دائم على النفوذ والسلطة، الأمر الذي يكلف المخيم أحيانا صدامات دامية ونزاعات مربكة.
يقع مخيم عين الحلوه على بعد 3 كم جنوبي شرقي مدينة صيدا، وهو من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان من حيث السكان والمساحة.
كما ويطلق عليه " عاصمة الشتات للاجئين الفلسطينيين " ويبعــد عن الحدود مع فلسطين نحو 67 كم، وقد تأسس على أرض كانت في الأصل معسكرا للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية، وقد بدأت الأونروا عملياتها في المخيم عام 1952، وتبلغ مساحته نحو 2.9 كلم مربع، ويبلغ عدد الفلسطينيين في المخيم المسجلين في سجلات الأونروا نحو 47.500 ألف لاجئ وفق موقع الأنروا عام 2019.
وسميت منطقة عين الحلوة بهذا الاسم نسبة إلى نبع ماء حلوه كانت موجوده عند مفرق سيروب شرب الناس منها سنين طويله بحسب موسوعة المخيمات الفلسطينية. الا أن مكان النبع تحول الأن لموقف سيارات.
يبلغ عدد سكانه وفق أهل المخيم نحو 70 ألف نسمة والبعض أوصلهم إلى 100 ألف، معظمهم من 13 قرية فلسطينية تتوزع على أقضية عكا والجليل والحولة، وقد وفدت إليه جموع من المهجرين من مخيم النبطية سنة 1974 ومن مخيمي البداوي ونهر البارد في طرابلس سنة 1983، ومن مخيمات بيروت سنة 1985، ومع هذه الهجرات المتوالية أصبح عين الحلوة يتسم بالكثافة السكانية العالية وصار أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان من حيث عدد السكان.