رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

عدوان تركي مرتقب ضد العراق.. أردوغان يستعد لعملية جديدة ضد "العمال الكردستاني" فى سنجار.. «تحالف الفتح»: على الحكومة ردع أي هجوم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستعد تركيا لشن عدوان عسكرى جديد على شمال العراق، بعد فشل عمليتها ضد حزب العمال الكردستانى قبل أسبوعين، استمرارا لنهج الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى انتهاك سيادة دول الجوار، مثلما شن عدة عمليات عسكرية سابقة فى شمال سوريا لترسيخ احتلاله لها، والشروع فى تغيير ديموغرافى يخدم أهدافه التوسعية.

من جانبه، أكد رئيس «تحالف الفتح» العراقى هادى العامرى نية الجيش التركى الهجوم على جبل سنجار، داعيا الحكومة العراقية لاتخاذ إجراءاتها لردع أى عدوان على أراضى بلاد الرافدين.
وأثارت العملية العسكرية التركية الفاشلة فى منطقة غارا بالعراق، مشاعر الاستياء لدى الرأى العام التركى، وزادت من الضغط على نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لمهاجمة أهداف حزب العمال الكردستانى، وبدأت العملية فى العاشر من فبراير الماضى وانتهت بصورة مفاجئة بعد أربعة أيام فقط.
وقال هادى العامرى إن «هناك معلومات استخبارية مؤكدة أن الجيش التركى لديه نية الهجوم على جبل سنجار، لذا على الحكومة التركية الكف عن هذه الممارسات العدائية، التى لا تخدم مصالح البلدين بل ستؤثر وبشكل بالغ على العلاقات الدولية».
وأضاف رئيس «تحالف الفتح» العراقى: «كنا نتوقع من الحكومة التركية الانسحاب من الأراضى العراقية بشكل كامل سواء من بعشيقة أو من الشريط الحدودى الذى احتلته مؤخرا، لا أن تقوم بالمزيد من العدوان والاحتلال».
ودعا العامرى الحكومة العراقية إلى أن «تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لردع أى عدوان على أراضى العراق»، مؤكدا أن «القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبى والأجهزة الأمنية قادرة بعون الله على الدفاع والذود عن تراب الوطن المقدس».

أهداف تركية
وفيما يتعلق بالعدوان التركى المرتقب على سنجار، قال الدكتور عمار مرعى الحسن، الباحث المتخصص فى الشئون السياسية والقانونية وخبير الشئون التركية، إن تركيا تهدف لتحقيق عدد من الأهداف وراء عمليتها المرتقبة فى سنجار، ومن بينها إنهاء وجود حزب العمال الكردستانى فى تلك المنطقة، وقطع الممر الجغرافى الممتد عبر الحدود العراقية السورية، تمهيدًا لحظر مرور الحزب عبر العراق وسوريا إلى تركيا بشكل كامل، بالإضافة إلى إقامة قواعد مؤقتة فى جميع المناطق الشمالية للعراق حتى بداية الحدود السورية.
وأضاف «الحسن» فى تصريحات لـ«البوابة» أن هناك هدفا آخر لتلك العملية يتمثل فى إكمال مشروع المنطقة الآمنة الذى أقامته تركيا فى شمال سوريا منذ العام قبل الماضى ٢٠١٩، والتى تطمح أن يبدأ من مدينة ديريك السورية حتى سنجار، على امتداد الحدود العراقية السورية الشمالية، وهو ما يجعلها متحكمة بالعديد من الممرات الإستراتيجية فى ربط هذه المنطقة الآمنة بمنطقة هاكورك على الحدود الإيرانية فى جنوب شرق تركيا، والهدف من ذلك كله السيطرة على كامل الشريط الحدودى الشمالى الرابط مع العراق وسوريا.
وأوضح خبير الشئون التركية أن واقع سنجار الجيوسياسى يشهد تداخلًا أمنيًا عسكريًا معقدًا للغاية، وهو ما قد يضع تركيا فى موقف إستراتيجى صعب للغاية، وبالتالى يمكن القول إنه رغم الاستعدادات التركية لشن عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستانى التركى فى سنجار، إلا إننا بالنظر للواقع الحالى سنكون أمام عملية عسكرية محدودة، وستؤدى إلى نتائج محدودة ونجاح محدود، حيث إن عملية القضاء التام على قواعد وتواجد حزب العمال الكردستانى التركى فى سنجار، لن ينجح بشكل كامل، إلا إذا توافقت جميع الإرادات المحلية والإقليمية والدولية ضد الحزب، ومثل هذه التوافق يبدو غير مرجح إلى حد كبير، على الأقل فى الوقت الحاضر.
وأشار إلى أن رد فعل بغداد بشأن أى عدوان تركى يتركز حول ضرورة الاحتكام إلى القوانين والأعراف الدبلوماسية الدولية وتشرع بعد ذلك وزارة الخارجية العراقية فى استدعاء السفير التركى لدى بغداد إلى مقرها، وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وكذلك إمكانية الطلب من مجلس الأمن والمنظمات الدولية لمناصرة العراق فى وجه العدوان التركى، وتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة ضد هذه الاعتداءات باعتبارها خرقًا للمواثيق الدولية وحسن الجوار بين البلدين.