نظمت مطرانية أسيوط للأقباط الكاثوليك، مساء أمس الأحد، أمسية وطنية وروحية دافئة احتفاءً بضيف المطران نيقولاوس هنري سفير الفاتيكان بمصر، والذى يقوم هذه الأيام بزيارة راعوية إلى إيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك في ضيافة الأنبا كيرلس وليم مطران الإيبارشية.
شارك بالحضور في الأمسية المباركة اللواء عصام سعد محافظ أسيوط والمهندس نبيل الطيبى سكرتير مساعد المحافظ والعميد علاء قدري وكيل فرع الأمن الوطنى بأسيوط والمقدم سامح كمال مسئول الشئون الدينية بالأمن الوطني.
ومن القيادات الدينية حضر اللقاء الأنبا يؤانس اسقف أسيوط للأقباط الأرثوذكس، الدكتور عاصم القبيس وكيل وزارة الأوقاف.
وعن الجامعات المصرية شارك بالحضور لفيف عن جامعة أسيوط يتقدمهم الدكتور شحاته غريب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم ود. محمد عبدالمالك نائب رئيس جامعة الأزهر فرع أسيوط.
كما حضر اللقاء الأب توماس وليم وكيل مطرانية أسيوط للأقباط الكاثوليك ومنسق اللقاء والأب مرقس يوسف مدير مكتب العدالة والسلام بالمطرانية والأب لوكاس رسمي مسئول خدمة يسوع السجين والأب متاوس أديب مدير معهد التربية الدينية والذى قام بتقديم فقرات الأمسية خلال اللقاء الأخوي باقتدار. كذلك حضر اللقاء كوكبة من الراهبات المصريات. وكان قد قام بتنظيم الاحتفالية كشافة مطرانية أسيوط للأقباط الكاثوليك وخدمة الضيافة فريق العمل بدار أم المحبة للضيافة بدير درنكة.
بدأ اللقاء بالسلام الوطنى لجمهورية مصر العربية ودولة الفاتيكان، ثم رحب الأنبا كيرلس بالحضور الكريم قائلًا: " اشكر ضيوفنا الكرام الذين قبلوا دعوتنا وعلى رأسهم الوزير اللواء عصام سعد محافظ أسيوط والقيادات الأمنية والدينية وأساتذة الجامعة، وكل الأحباء أشكركم جميعًا، ومرحبًا بكم في هذا اللقاء الذى اردنا من خلاله أن نقدم صورة حية إلى السفير الباباوى عن مجتمع أسيوط والذى سيحملها بدوره إلى قداسة البابا فرنسيس معبرة عن واقع الحياة المصرية ومؤكدة قوة المحبة في العلاقة بين أبناء مصر.
وأضاف المطران: جاء المطران نيقولاوس هنري ليرى أنشطتنا الراعوية والخدمات الاجتماعية التى تقدمها الكنيسة الكاثوليكية في المجتمع الأسيوطي، محاولين أن نترجم في كل أعمالنا فكرة الأخوة الإنسانية التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بدولة الإمارات الشقيقة. واختتم الأب المطران راعى الإيبارشية كلمته قائلًا: أشكر الحاضرين جميعًا على مشاركتكم احتفالنا وأتمنى أن تدوم لقاءات المحبة فيما بيننا ملتقين في كل خير وتحيا مصر".
في كلمته قال الدكتور شحاته غريب: يسعدنى باسم الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط وأعضاء هيئة التدريس أن أرحب بكم وبالسفير حيث إن جامعة أسيوط هى جامعة علم وثقافة وتسعى إلى نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر من خلال عدد من البرامج التكوينية منها برنامج "بناء الوعى" حتى يتحلى شباب الجامعة بالفكر المستنير، كما أن جامعة أسيوط تقدم من خلال مستشفياتها الخدمة الصحية لقرابة 2 مليون مريض، فضلًا عن تميز الجامعة بالعديد من الأساتذة والعلماء الذين أفادوا العالم كله بأبحاث ودراسات تدعو إلى نشر قيم المحبة".
قال الأنبا يؤانس اسقف أسيوط للأقباط الأرثوذكس خلال كلمته: "نحن في أسيوط أسرة واحدة على رأسها محافظ يتقى الله في عمله وقيادات أمنية ودينية على مستوى رفيع وهو ما يجعل المشكلات بين المسلمين والمسيحين تكاد تنعدم وذلك نعمة من الله وبفضل القيادات الحكيمة. وهذا يعود إلى بركة زيارة العائلة المقدسة إلى مصر عامة وأسيوط خاصة، ونسأل الرب أن يديم المحبة والسلام فيما بيننا".
في كلمته قال الدكتور عاصم القبيس وكيل وزارة الأوقاف: "نرحب بكم وبسفير الفاتيكان في أسيوط قلب الصعيد ونحملكم رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس، نوصيكم أن تتحدث إليه عن اللحمة العظيمة بين الشرائع السماوية في مصر، وهذا النسيج الوطنى الواحد إنما تعبير عن القيم الروحية والدينية التى يعيشها أبناء الديانات في رباط المحبة والمودة، وباسم جميع العاملين بالأوقاف نرحب بكم".
عن رسالة جامعة الأزهر الشريف قال الدكتور محمد عبدالمالك: في جامعة الأزهر فرع أسيوط 23 ما بين شرعية ونظرية وتطبيقية بالإضافة إلى المعاهد المتنوعة والتى جميعها تسعى إلى تطبيق منهج الأزهر الشريف الوسطي الذى يقوم على فكرة الأخوة الإنسانية، هذه الأخوة التى أصلها القران الكريم والإنجيل. أننا نسعى من خلال أنشطة الجامعة وبتوجيهات السيد المحافظ إلى عقد الندوات التى تربي الانتماء لدى الشباب وقد شاركت الكنيسة في هذه الندوات بكل أطيافها لنؤكد أهمية القيم الروحية في تعزيز الانتماء الوطني.
استمع الحاضرون إلى كلمة المطران نيقولاوس هنري سفير الفاتيكان بمصر والذى قال: "شرف كبير لي أن أكون وسطكم هذا المساء وكم يسعد هذا قداسة البابا فرنسيس أن يرى قادة أسيوط مجتمعين، لقد قلت لسيادة المطران الأنبا كيرلس أن ما تفعلونه هذا المساء ينبغى أن يكون قدوة يحتذى بها في كل مصر.
وأضاف سيادة السفير: لديكم جميعكم السلطة، والسلطة تاتى من الله، لذا فهى خدمة، خدمة لله وخدمة للناس. فكل شخص يقوم بدوره في المكان الذى اختاره له الله، وبما أن السلطة هى من عند الله فلا يكون هناك حسد حيث سيشكر كل إنسان الله على ما أعطاه. واختتم ضيف أسيوط الكبير بقوله: عندما تجتمعون فهذا يعنى أن لديكم رغبة مشتركة في العمل معًا، علينا أن نسلك بالمحبة وكم يسعدنى أن انقل إلى قداسة البابا فرنسيس لقائكم الليلة الذى سيفرح به كثير وسيصلى من أجلكم، اشكر محبتكم جميعًا".
في ختام الكلمات تحدث رب الأسرة على أرض أسيوط اللواء الوزير عصام سعد محافظ أسيوط الذى قال: شكر لكم على هذه الأمسية الجميلة وهذه هى أسيوط بل وهذه هى مصر السلام والمحبة، صورة جميلة نعيشها الليلة، صورة الأخوة الإنسانية وكم يكون هذا جميلًا عندما نفرح بزيارة سفير الفاتيكان وتشريفه في محافظة أسيوط، والكلام الطيب الذى يخرج من القلب يدخل إلى القلوب كذلك. وأضاف سيادة المحافظ: بفضل الله نحيا في أسيوط في أمن وسلام واهل أسيوط يستحقون كل الجهد الذى يبذل من مشاريع وخدمات ومبادرات في كل مكان. فمصر تشهد بحق طفرات اقتصادية واجتماعية كبيرة وهو ما يدعونا إلى الفخر والاعتزاز بأن هذه المنجزات بأيدى المصريين، حمى الله مصر ولتبقى دائمًا بلدًا مضيافًا، فمصر أم الدنيا، وتحيا مصر".
