الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

عالم أزهري: الإسلام جاء ليسوي بين صاحب الهمة والسليم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور على الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف، إن الإسلام جاء يسوي بين صاحب الهمة -من به إعاقة- وبين السليم، ولم يفرق نبينا صلىٰ الله عليه وسلم بين هذا وذاك، فهذا سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كان قصير القامة لدرجة أنه كان لا يزيد عن متر أو أقل، حتى كان الصحابة يتعجبون من دقة ساقيه، شدة النحافة، فقال سيدنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم أتعجبون من دقة ساقي ابن مسعود؟! لهي في الميزان عند الله يوم القيامة أثقل من جبل أحد، ومع ذلك كان من أندىٰ أي أجمل الصحابة صوتًا وأحكامًا في قراءة القرآن، فقال عنه سيدنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم: خذوا القرآن من أربعة؛ وذكر أولهم سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، بل وأصبح واليًا علىٰ العراق رضي الله عنه مع حالته هذه.
وأشار في منشور عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت عنوان:"الإسلام ونظرته لذوي الاحتياجات الخاصة" إلى أن الإعاقة إعاقة كسل، وتأخر، وليست إعاقة جسد.
وتابع: هذا هو سيدنا عبدالرحمن بن عرف رضي الله عنه سيد التجار، كانت به عرجة في قدمه، لم تمنعه عرجته أن يصبح تاجرًا ماهرًا، منذ أن سمع هذا الحديث وهو يطبقه علىٰ نفسه، ففي الحديث الصحيح عند الإمام البخاري عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ، وضرب لنا سيدنا ع رضي الله عنه أروع الأمثال في دفع الكسل والإقبال نحو العمل وهجر الدعة والتكاسل والخمول إلى حب العمل والتعمير وعدم التواكل 
عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَآخَى النَّبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ". فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، ثُمَّ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى زِنَةِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ". كل هذا في أيام لا تجاوز أصابع اليد الواحدة ربما.
وأشار إلى قصة سيدنا عبدالله ابن أم مكتوم رضي الله عنه، الذي وُلِدَ كفيفًا، وهو الذي عاتب الله تعالىٰ نبينا صلىٰ الله عليه وسلم فيه، في سورة عبس، ومع ذلك استعمله سيدنا النبي صلىٰ الله عليه وسلم علىٰ المدينة مرتين، وكان يؤذن أيضًا مع سيدنا بلال رضي الله عنه، وذلك لجمال صوته، وأيضًا كان مع الصحابة في غزوة القادسية يجاهد معهم ووقف ينادي في الصحابة بأعلىٰ صوته قائلًا: "ادفعوا إليَّ اللواء؛ فإني أعمى لا أستطيع أنْ أفِرَّ، وأقيموني بين الصفَّين". حتى استشهد في سبيل الله.
وتابع: هذا هو سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه، أعلم الصحابة أيضًا بقراءة القرآن، وكان يعلم الصحابة رضوان الله عنهم، وقد أوفده سيدنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم لتعليم من دخلوا في الإسلام أركان الإسلام، وكانت به عرجة رضي الله عنه، قال عنه سيدنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم: "إني بعثت عليكم خير أهلي"، موضحًا أنه في زماننا الحالي نجد الشيخة سمعية بكر النابلسي، ولدت بصيرة -كفيفة- فبدأت الشيخة سميعة تحفيظ القرآن عام 1950، وفى عام 1957 بدأت في الإقراء فمنحت إجازات قرآنية لعشرات النساء والرجال في الإجازات الثلاث (حفص- ورش- حمزة)، وتوفيت منذ أشهر قليلة، وكانت تعلم كبار القراء الحاليين.
وشدد عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر على ضرورة الاستفادة من خبرات أصحاب الهمم، حيث لا يفوتنا ذكر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، فلم يمنعه كف بصره عن نبوغة وتفوقه، مبينا أننا بحاجة للاستفادة من نبوغ هؤلاء الصفوة، ومنهم من قد تفوق علىٰ كثير من الأقوياء بدنيًا، لندرك حقيقة أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة التفكير، والجهل، والكسل.