السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الإخوان.. تاريخ من العمالة لأعداء مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الإرهابية" ترفض الاشتراك في مقاومة الإنجليز في القناة.. وتحاول اغتيال عبدالناصر
شهادات قادة الإخوان تكشف علاقتهم بالمخابرات الأمريكية
سيد قطب في تحقيقات قضية 1965: زينب الغزالي أسست مجموعة بأمر من المخابرات الأمريكية 
سيد قطب والهضيبي.. ماسونيون قادوا جماعة الدم 
الغزالي عن الهضيبي: هيئات عالمية سرية استقدمت رجلًا غريبًا ليتولى قيادة الإخوان 
صدفة تكشف مخطط "سيد قطب" لتنفيذ عمليات إرهابية 
كعادتها جماعة الإخوان منذ تأسيسها تتحرك لصالح أعداء الوطن، فمن العمالة إلى بريطانيا في منتصف القرن الماضي، إلى العمالية لتركيا في وقتنا الراهن، فبينما كان يردد الإخوان أن جهازهم الخاص أنشئ من أجل محاربة الصهيونية ومواجهة الإنجليز، إلا أن الواقع كشف زيف هذه الادعاءات، فبعد خروج الإنجليز من مصر وقيام حكومة تحارب الصهيونية (1954)، كان الجهاز السري يعزز وجوده بل ويلقي بظلاله على الجماعة كلها، فقد كوّن المرشد قبيل سفره إلى الأقطار العربية في أوائل يوليو 1954 لجنة قيادية مهمتها مواجهة موقف الحكومة من الإخوان بما يلزم مما تهيّئه قدراتهم على ضوء الأحداث، وهذا طبيعي، لكن المثير للدهشة هو تكوين اللجنة، فاللجنة مكونة من يوسف طلعت (قائد الجهاز السري)، صلاح شادي (المشرف على الجهاز السري وقائد قسم الوحدات وهو جهاز سري أيضًا)، والشيخ فرغلي (صاحب مخزن السلاح الشهير بالإسماعيلية)، ومحمود عبده (وكان من المنغمسين في شئون الجهاز السري القديم).


ماذا كان يريد المرشد العام الثاني إذن، وإلى ماذا كان يخطّط، خاصة أن الجهاز السري الذي زعم حسن البنا - وما زال الإخوان يزعمون – أنه أسس لمحاربة الاستعمار، قد تغيّب تمامًا عن معارك الكفاح المسلح في القنال (1954)، وقد تنصل المرشد العام المستشار الهضيبي من أى مشاركة فيه، وقال: "كثر تساؤل الناس عن موقف الإخوان المسلمين في الظروف الحاضرة، كأن شباب مصر كله قد نفر إلى محاربة الإنجليز في القنال، ولم يتخلف إلا الإخوان، ولم يجد هؤلاء للإخوان عذرًا واحدًا يجيز لهم الاستبطاء بعض الشيء، إن الإخوان لا يريدون أن يقولوا ما قال واحد منهم – ليس له حق التعبير عنهم – إنهم قد أدوا واجبهم في معركة القنال، فإن ذلك غلو لا جدوى منه ولا خير فيه، ولا يزال بين ما فرضه الله علينا من الكفاح وبين الواقع أمد بعيد والأمور إلى أوقاتها"، هذا الكلام نرجو أن يتمعن الدكتور "محمد بديع" فيه جيدًا قبل أن يخرج علينا ليصدعنا بأن النظام الخاص أنشئ من أجل قتال الإنجليز على ضفاف القناة.
المنشية عام 1954


كان الإخوان وصلوا مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى طريق مسدود، وكانوا قد أعادوا بناء النظام الخاص، وفي اللحظة الحاسمة قرروا التخلص من عبدالناصر، ففي يوم 22 فبراير 1954، وبمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء وقف عبدالناصر يلقي خطابًا في ميدان المنشية في الإسكندرية، وبينما هو في منتصف خطابه أطلق محمود عبداللطيف - أحد كواد النظام الخاص لجماعة الإخوان - ثماني طلقات نارية من مسدس بعيد المدى باتجاه الرئيس ليصاب شخصان وينجو عبدالناصر، وحتى هذه اللحظة يصر الإخوان على أن هذا الحادث لا يخرج عن كونه تمثيلية قام بها رجال الثورة للتخلص من الجماعة، ولكن المتهمين في المحكمة العلنية - "محكمة الشعب" التي كانت تذاع وقائعها على الهواء مباشرة عبر الإذاعة المصرية - قدموا اعترافات تفصيلية حول دور كل منهم ومسئولية الجماعة عن العملية، وتم جمع هذه المحاكمات ونشرها بعد ذلك في جزءين بعنوان محكمة الشعب، وقد شكك الإخوان كثيرًا في حيادية هذه المحكمة، لكنهم لم يعلقوا على ما ورد على لسان أبطال الحادث في برنامج الجريمة السياسية الذي أذاعته فضائية الجزيرة عبر حلقتين في الثاني والعشرين والتاسع والعشرين من ديسمبر عام 2006، والذي تفاخروا – من خلاله - بالمسئولية عن الحادث، وأنه تم بتخطيط شامل وإشراف دقيق لقيادات الجماعة.


قضية سيد قطب
في 30 أكتوبر 1965 أخطرت نيابة أمن الدولة العليا أن جماعة الإخوان المسلمين المنحلة قامت بإعادة تنظيم نفسها تنظيمًا مسلحًا بغرض القيام بعمليات اغتيال للمسؤولين تعقبها عمليات نسف وتدمير للمنشآت الحيوية بالبلاد، هادفة من وراء ذلك الاستيلاء على الحكم بالقوة، وأن التنظيم يشمل جميع مناطق الجمهورية ويتزعمه سيد قطب، كان قطب قد تم الإفراج عنه – وقتها - بعد وساطة قام بها الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم أثناء زيارته للقاهرة عام 1965، إلا أنه كان قد وصل إلى قناعة بأن الحكومة كافرة، ومن هذا المنطلق خطط قطب لمواجهة معها تشمل رءوس الحكم، تمهيدًا لخلخلة النظام والثورة عليه، وقد تم كشف القضية بالصدفة عبر إبلاغ الشرطة العسكرية والمباحث الجنائية العسكرية أنها ألقت القبض على مجند، وهو يتفاوض لشراء أسلحة من أحد زملائه بالإسكندرية، وعلى الفور تم القبض عليهما واعترفا بأن هذه الأسلحة لصالح عدد من قادة جماعة الإخوان، ثم توالت الاعترافات وقدم المتهمون إلى المحاكمة التي قضت بإعدام سيد قطب وستة من زملائه، وسجن ستة وثلاثين آخرين بينهم المرشد العام الثامن للجماعة، الدكتور محمد بديع، ونائبه الدكتور محمود عزت، اللذان يقومان الآن بالترويج لأفكار قطب، في محاولة لبعث "القطبية" من جديد، بعدما تبرأ منها الإخوان، عبر كتاب مرشدهم الثاني المستشار حسن الهضيبي، "دعاة لا قضاة".
وفي فترة السبعينيات والثمانينيات وما تلاها واصلت الجماعة الإرهابية دعم ومساندة جماعات العنف والإرهاب التي خرجت من عباءتها الفكرية والتنظيمية وصولًا لممارسة الإرهاب الدموي بأيدي أعضائها عقب ثورة 30 يونيو 2013.
العمالة الإخوانية لأجهزة المخابرات الأجنبية كثيرة جدا بتعدد هذه الأجهزة، التي نشطت ضد مصر مع قيادة مصر عبدالناصر لثورة الشعوب العربية والأفريقية لتحرر من الاستعمار الأجنبي، فكانت العمالة الإخوانية من أجل إزاحة عبدالناصر وحكم مصر وتقسيمها، تكشف لنا الوثائق كل يوم حقائق جديدة عن تلك الجماعة، وعن الأدوار التي لعبها أبرز رموز تلك الجماعة، ولنبدأ أولا بالمستشار حسن الهضيبى المرشد الثاني للجماعة الذي تفجرت أثناء ولايته الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين والرئيس جمال عبدالناصر.
يقول محمد الغزالي في كتابه الذي سماه "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث"، عن تولى المستشار حسن الهضيبى لمنصب المرشد العام للجماعة:"استقدمت الجماعة رجلًا غريبًا عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت، ولقد سمعنا كلامًا كثيرًا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكنني لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو التي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة".
هذا الاعتراف الصريح من الإخواني البارز محمد الغزالي أحد أقرب الشخصيات للمؤسس حسن البنا ثبت الآن صدقه، ففي دراسة حديثة تحمل عنوان ( الماسونية والماسون في مصر) صدرت في كتاب عن سلسلة مصر النهضة بدار الكتب للباحث وائل إبراهيم الدسوقى جمع فيها تاريخ الحركة الماسونية في مصر واسم مشاهير الماسونيين المصريين جاء اسم المستشار حسن الهضيبى بينهم، هذا الرجل الذي واجه الثورة بالعداء، وقبل قيام الثورة جبن وخاف، وعندما طلب منه الرئيس عبدالناصر دعم الثورة عند اندلاعها رفض طلبه، وبعد الثورة طلب الوصاية عليها، وأن تحكم جماعة الإخوان المسلمين البلاد، وعندما رفض عبدالناصر سعى الهضيبى لتخريب كل محاولات رأب الصدع بين الثورة والجماعة، حتى انتهت الأمور إلى محاولة الإخوان المسلمين اغتيال الرئيس عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954.
ومن أطرف ما ينسب للمستشار الماسونى حسن الهضيبى طلبه من الرئيس عبدالناصر قبل تفجر الخلافات بينهما أن يصدر قرارا جمهوريا بتعميم ارتداء الحجاب في مصر، وعندما تعجب عبدالناصر من ذلك وقال له إن قرارا ذلك سيجعله مدعاة للسخرية، وأن الناس سيتندرون عليه ويقولون لقد عاد الحاكم بأمر الله، وأن الدولة مسئوليتها الحفاظ على الأخلاق ورعاية الدين وليس فرضه قهرا على الناس، رفض الهضيبى منطق عبدالناصر، وهنا أخرسه الرئيس عبدالناصر بقوله له: كيف تطلب منى تعميم الحجاب بقرار في مصر كلها وأنت نفسك ابنتك التى تدرس في كلية الطب غير محجبة ؟! فبهت الهضيبى ولم يستطع الرد على عبدالناصر.
ولكن ليس حسن الهضيبى هو الماسونى الوحيد من رموز الإخوان بل إن الأستاذ سيد قطب شخصيا كان ماسونيا وقد ورد اسمه في نفس الدراسة السابقة عن الماسون في مصر.
ولكن هل كانت كل رموز الإخوان المسلمين من الماسونية ؟، بالطبع لا، سنتنقل الآن إلى شهادة الإرهابي سيد قطب نفسه عن شخصية إخوانية آخر هي "زينب الغزالي" حيث اتهمها سيد قطب صراحة وبنص كلماته في محاضر التحقيق معه في قضية تنظيم 1965 أنها عميلة للمخابرات المركزية الأمريكية، حيث يقول سيد قطب إن القيادي الإخوانى منير الدالة قام بتحذيره منها بقوله ( أن شبابًا متهورين من الإخوان يؤسسون تنظيم، وهم دسيسة على الإخوان بمعرفة المخابرات المركزية الأمريكية التى وصلت إليهم عن طريق زينب الغزالي، وأن المخابرات المصرية قد كشفتهم وكشفت صلاتهم بالمخابرات الأمريكية).


الإخوانية زينب الغزالي التى صاغ الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين كتابها الشهير ( أيام من حياتي)، مصطفى أمين الذى قبض عليه عام 1965 في حديقة منزله بالإسكندرية متلبسًا مع ضابط المخابرات الأمريكية بروس تايلور أوديل، وحوكم وأدين بالتجسس على مصر لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحكمت عليه المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة جزاء خيانته لوطنه، وفى عام 1974 أصدر الرئيس السادات قرارا جمهوريا بالعفو الصحي عنه ليستخدمه في حملته لتشويه جمال عبدالناصر وعهده، ولعب مصطفى أمين دوره باقتدار وزيف وعى أجيال بأكاذيبه وكتب العديد من الكتب في إطار الحملة المسعورة لتشويه عبدالناصر وعهده، ومن أشهر ما كتب مصطفى أمين مذكرات اعتماد خورشيد، ومذكرات برلنتي عبدالحميد، ومذكرات عبداللطيف البغدادي، وكتاب ( أيام من حياتي ) لزينب الغزالي الذى صاغ فيه فيلم رعب رخيص عن العذاب الذي تعرضت له زينب الغزالي في السجن، ومزاعمهما أنها كانت تشاهد الرجال على الأرض مضرجين في الدماء، وكانت تقول لهم صبرا صبرا على الظلم والظالمين وتلك أكذوبة لا يصدقها سوى الحمقى لأنه من المعروف للجميع إن النساء لا يتواجدون مع الرجال في سجن واحد بل لهم سجن منفرد.
وفي نفس الكتاب شبهت زينب الغزالي نفسها برابعة العدوية، وقالت إنها شاهدت بعينيها الرئيس عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر متلذين بما يشاهدانه من تعذيب لها ولمعتقلي جماعة الإخوان المسلمين وذلك افتراء حقير لم يسبقه لها أحد، فهل كان الرئيس عبدالناصر يترك مهامه لكى يشاهد عمليات التعذيب التى تحدث لها، هذا إذا وافقنا جدلًا على حديثها عن تعذيبها.
كما ادعت زينب الغزالي أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يزورها في المنام ويعدها بالانتقام من الظالمين، ما لم يحدث للصحابة والصديقين وحدث للسيدة/ زينب الغزالي !!
واللافت للنظر في الأمر أن يجتمع مصطفى أمين المدان بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والذي لم يعد أمر تجسسه وخيانته لوطنه محل شك بعد أن تم الكشف عن وثائق المخابرات الأمريكية منذ إنشائها، وحتى نهاية عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في كتاب ( ميراث من الدماء... تاريخ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ) للصحفى الأمريكي تيم وينر، الذي احتوى على تفاصيل ووثائق عمالة مصطفى أمين للأمريكيين مع زينب الغزالي التى اتهمها سيد قطب بالعمالة للمخابرات الأمريكية وبكونها دسيسة على الإخوان المسلمين.
مثال آخر لقادة الإخوان أحمد رائف الذى تم القبض عليه في قضية تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965 بزعامة سيد قطب، وقد شهد ضد الإخوان المسلمين في التحقيقات، وتبرأ منهم وتعاون مع ضباط المباحث ضدهم، وأحمد رائف من مواليد عام 1940 والتحق بكلية التجارة، ولكنه لم يستطع أن يكمل تعليمه وفصل من الكلية بعد أن رسب 4 مرات متوالية.
تعرف على بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ومنهم سمير الهضيبي وحسين غنام وغيرهما، وقد عهدوا له ببعض الأمور الكتابية.
وكان يحضر اجتماعاتهم السرية وعند اعتقاله عام 1965 ظهر أنه كان عينا عليهم، وأنه انضم لهم ليضمن الإقامة في منزل سمير الهضيبي أطول وقت ممكن ويعرف أخبار التنظيم.
وبعد أن أفرج عنه عام 1971 سافر إلى السعودية وعاد من هناك بعد أن حصل على مبلغ مالى ضخم ليؤسس دار الزهراء للنشر والتي خصص إصداراتها للهجوم على جمال عبدالناصر وعهده، وبدأ إصدارات الدار بكتابة مذكراته التى حشاها بأكاذيب ومبالغات مفضوحة وبطولات وهمية لا أساس لها من الصحة وهو بماضيه غير المشرف لا يصلح لأن يؤخذ منه أو عنه وما زال يواصل دوره عبر فضائية الجزيرة بعد أن اعتمدته الجماعة كأحد مؤرخيها.

الإخواني سعيد رمضان أحد أبرز رموز الإخوان من معارضي الرئيس جمال عبدالناصر ومؤسس المركز الإسلامي في ألمانيا، وأحد مؤسسي رابطة العالم الإسلامي، حيث كشف المؤرخ والكاتب البريطاني الشهير (ستيفن دوريل) في كتابه الوثائقي ( أم آي سكس: مغامرة داخل العالم السري لجهاز المخابرات البريطانية) المعتمد على وثائق المخابرات البريطانية والأمريكية والسويسرية والألمانية
عن تفاصيل عمالة سعيد رمضان لأجهزة المخابرات العالمية، يقول دوريل إنه بعد تفجر الصراع بين محمد نجيب وعبدالناصر في عام 1954 والذي انتهى لصالح عبدالناصر، وأعقبه نجاحه في التوصل لاتفاقية جلاء كامل مع البريطانيين، بدأت المخابرات البريطانية التفكير في تدبير انقلاب للإطاحة بنظام حكم جمال عبد الناصر، وقد وجدت المخابرات البريطانية ضالتها في جماعة الإخوان المسلمين كأفضل قوة لتنفيذ هذا المخطط وخصوصا بعد تفجر الصراعات بينهم وبين جمال عبدالناصر.
وهنا يظهر اسم (سعيد رمضان) الذى كان قد انضم للإخوان المسلمين في 1940 وتتلمذ على يد مؤسس الجماعة الشيخ (حسن البنا)، وتزوج ابنته في 1949.
ويضيف دوريل أن سعيد رمضان كان عميلا للمخابرات البريطانية والأمريكية والسويسرية، وفى جنيف وبالتعاون مع سعيد رمضان قام ضابطا المخابرات البريطانية نيل ماكلين وجوليان آمري بتنظيم حركة مضادة لعبدالناصر من الإخوان المسلمين، علاوة على ذلك كان هناك تنسيق مع عدد آخر من جماعة الإخوان ممن لجئوا للسعودية لتنظيم انقلاب المخابرات البريطانية ضد نظام حكم جمال عبدالناصر، وقد علم الرئيس جمال عبدالناصر ببعض ما يفعله سعيد رمضان - كما يقول الكتاب - فقام بسحب الجنسية المصرية منه، كما كانت المخابرات السويسرية عندما انتقل سعيد رمضان إلى جنيف على علم بكونه عميلًا للمخابرات البريطانية والأمريكية، وأنه يقوم بنشاط موجه بالتنسيق معهما ضد نظام جمال عبدالناصر، ولكن - وكما يقول الكتاب مستندا للأرشيف المخابراتى السويسرى - إن أجهزة المخابرات السويسرية تركته على أساس أن جماعته لا تعكس اتجاهات معادية للغرب بل تحارب ضد نظام عبدالناصر المعادى للغرب، وهناك إمكانية لاستخدامها في خدمة المصالح الغربية.
وقام سعيد رمضان بالتنسيق مع حسن الهضيبى مرشد جماعة الإخوان المسلمين من خلال تريفور إيفا نز المستشار الشرقى للسفارة البريطانية بالتخطيط لعملية اغتيال جمال عبدالناصر في 26 أكتوبر 1954، أثناء قيام عبدالناصر بإلقاء خطاب في ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية احتفالا بتوقيع اتفاقية الجلاء، حيث أطلق محمود عبداللطيف أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين 8 رصاصات عليه لم تصبه وأصابت اثنين من مرافقيه، لتفشل محاولة الاغتيال التى دبرها سعيد رمضان مع المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر فشلا ذريعا.
الكاتب الكندي أيان جونسون يكشف لنا أيضا جزءًا من عمالة تنظيم الإخوان الإرهابي، في كتابه (مسجد في ميونيخ ) والمسجد المشار إليه في عنوان الكتاب هو المركز الإسلامي في ميونيخ، الذى تأسس عام 1958 على يد سعيد رمضان، وأصبح مركزا للإسلام الراديكالي في أوروبا، وفى الكتاب تم الكشف عن مفاجآت جديدة حول قيادات جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، حيث يشير الكتاب إلى أن سعيد رمضان صهر مؤسس الإخوان حسن البنا والقيادى بالجماعة الذى فر من مصر إلى أوروبا في الخمسينيات، كان حلقة الاتصال الرئيسية بين أجهزة المخابرات الغربية وجماعة الإخوان المسلمين.


ويضيف الكتاب أنه في عام 1953 التقى سعيد رمضان الرئيس الأمريكي إيزنهاور في البيت الأبيض لحثه على البقاء في أوروبا لمحاربة الشيوعية. وكان ضابط الاتصال بينهما عميل السى آى إيه الشهير روبرت دريهارد.
ويستشهد الكتاب بما كتبه محلل لـ سى آى إيه قائلا: «إن سعيد رمضان يبدو فاشيا، ويهتم بتجميع الأفراد من أجل السلطة». ويشير الكاتب إلى هذا التحليل باعتباره قراءة ذكية لرمضان ومنظمته، ويقول الكاتب إيان جونسون إن حكومات أمريكا وألمانيا الغربية والعديد من المسلمين البارزين دعموا المركز الإسلامى في ميونيخ وتنافسوا للسيطرة عليه ليكون قاعدة لمحاربة نظام حكم جمال عبدالناصر.
هؤلاء هم رموز جماعة الإخوان المسلمين الذين عادوا الثورة المصرية وقائدها جمال عبدالناصر، وقد فضحتهم الوثائق، كما فضحتهم آراؤهم في بعضهم، واليوم يتكرر المشهد بمحاولة إسقاط مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعمالة تنظيم الإخوان الإرهابي لتركيا، ونظام رجب طيب أردوغان والذي نصبوه خليفة على الشعوب العربية والإسلامية، ويستبيحون دماء المصريين والعرب لصالح مشروعهم الظلامي والدموي لتقسيم الدول العربية ونهب ثرواتها.