الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تحتمس: الجيش المصري قادر ورشيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من داخل التابوت الحجري الخاص للملك المصري تحتمس العظيم ومن ظلال نقوش المعابد المصرية ومسلات طيبة ومعبد إيزيس وعين حورس التي أضاءت قرص الشمس لتسبح الدنيا في أنوار المعرفة بعد غروب الجسد في ممرات ودهاليز وادي الملوك يسير حابي في هدوء يبسط فروعه في قلوب المصريين طيبة وتسامح وتشدو عرائسه على ضفافه بأناشيد تحتمس ووصايا هذا القائد المصري العظيم الذي أمر جنوده ألا يقتلوا شيخا ولا امرأة ولا طفلا ولا أسيرا سلم نفسه كما أمرهم ألا يقتلوا جائعا بل طلب منهم أن يعطوه ليأكل فيعلم أنهم جنود رحماء ويعلم أن في مصر شعب يحترم كل الناس شعب علم الإنسانية أن الحضارة هي الرقة في التعامل مع الآخر أي شعب في التاريخ أعطى عدوه الجائع كسره خبز ليأكل وكما قال القائد المصري العظيم تحتمس: نحن الأمة التي صنعت الأخلاق في زمن عز فيه الشرف 

وإن شهادة التاريخ اليوم لا تختلف عن شهادة التاريخ قديما في وصف العبقرية العسكرية للمصريين وإن عقيدة النصر أو الشهادة هي عقيدة الجندي والقائد المصري منذ آلاف السنين فالمصري على استعداد فطري للجندية وحماية الوطن فلا نجد أمة في التاريخ تطبق نظام التجنيد منذ آلاف السنين إلا مصر ولم نجد أمة في التاريخ قد روضت أسلحتها وطوعتها لحماية مبادئها وقيمها الإنسانية ولحماية أرضها وأهلها إلا مصر وبهذا نستطيع أن ندرك العلاقة الوجدانية بين الجندي المصري وبين سلاحه لأن المصري يتعامل مع سلاحه على أنه قطعة من جسده لا يفرط فيها إلا بفرار الروح من الجسد سواء كان السلاح قديما كسيف حور محب أو كعربات رمسيس العسكرية أو العجلات الحربية لأحمس أو أسطول تحتمس العظيم أو كان السلاح حديثا كالبندقية والطائرة والمدفع والدبابة وهذا ما يجعلنا نؤكد على أن العبقرية العسكرية المصرية اليوم هي امتداد جيني وحضاري داخل نسيج الهوية المصرية فلم تكن خطة العبور العظيم بعيدة عن خطة تحتمس في موقعة مجدو ولم يكن اقتحام خط بارليف المنيع بعيدا عن فكرة تحتمس الحربية في اتخاذ الطرق الصعبة والوعرة غير المألوفة سبيلا للنصر ولم يكن الحفاظ على مقومات الوجود وتطهير أرض سيناء من الإرهابيين بعيدا عن عبقرية تحتمس الحربية وتاريخه العسكري الذي خاض فيه 17 معركة حربية لم يهزم في واحدة منها حفاظا على الأمن القومي المصري من شوائب الهمج والبدو وكانت معارك تحتمس دائما تبدأ من أرض سيناء أو طريق العنبر كما كان يسميها الملك المصري العظيم تحتمس الذي خط بفكره العسكري أبجدية العلوم العسكرية في العالم وهذا ماجعل الأسكندر الأكبر يتخذ من تمثال تحتمس راية لجيوشه وهذاماجعل تحتمس الملك المصري العظيم يتوج قائدا أعلى لفنون العسكرية على مدى التاريخ الإنساني منذ استطعم الإنسان الأول طعم ومفهوم وقيمة الوطن وإلى يومنا هذا تتعلم كل المدارس العسكرية في العالم أبجديات الجيوش في تحقيق النصر من فكر تحتمس العسكري فمصر قد علمت العالم أن العسكرية المصرية حماية إنسانية لا اعتداء على الآخر فلم نجد يوما جيش مصر العائد من حربه منتصرا يجر معه الأطفال العبيد والسبايا لأن عبقرية العسكرية المصرية ليست في الخطط العسكرية فحسب بل إن عبقريته في إنسانيته وهذا ماجعل الجيش المصري ينقش في مخزون الثقافة الإنسانية حضارة الحروب العسكرية فلم يكن العظيم تحتمس قائدا عسكريا فقط بل كان مصريا بكل ماتحمله الكلمة من رقي في التعامل مع الآخر فقد ارتوى الملك العظيم من سماحة نهر النيل فلم نجد في التاريخ القديم قائدا عسكريا لم يقتل أبناء أعدائه بل نقلهم إلى مصر وعلمهم في مدارس مصر حضارة مصر ثم أعادهم إلى بلادهم ليحكموا بلادهم ولقد عرف التاريخ العسكري أن تحتمس هو أول من أنشأ جهاز المخابرات الحربية من جنود مدربين على التنقل بين الأعداء للاستطلاع وجمع المعلومات ويعتبر الملك المصري تحتمس أول من رفع شعار يد تبني ويد تحمل السلاح فقد مهد الطرق لربط مفاصل أقاليم مصر واهتم بالزراعة والصناعة كما اهتم بالعمارة وعرف العظيم تحتمس قيمة القوة الناعمة فاهتم بالثقافة والمثقفين والكتاب ومن أشهر مقولاته إن ريشة كاتب أفضل عندي من كنوز آمون كلها ولقد عرف تحتمس قيمة الثروة الداجنة عند المصريين فكان أول قائد عسكري يدرك مفهوم الخدمة الوطنية للقوات المسلحة فأنشأ مزارع الدواجن كنوع من الحماية للشعب المصري من جشع التجار الفاسدين كما اهتم بصناعة الأسلحة وجعل الجيش المصري جيشا نظاميا ولقد أُطلق على الجيش المصري في عهد تحتمس الجيوش المصرية لتنوع الجيش بين القوات البرية والقوات البحرية وكما قيل قديما إن الجيوش في حياة الأمم هي سندها ومصدر أمنها ولا يوجد على وجه الأرض جيش يتحلى بالأخلاق والإنسانية مثل الجيش المصري الذى أدرك أن الأمن القومي المصري يبدأ من الفرات شمالا حتى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا وحتى ليبيا غربا إنه جيش قوي ورحيم وقادر ورشيد