الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ايديث زيرر.. غادرت المعسكر الألماني وأنقذها كارول فويتيلا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد شهر يناير ١٩٤٥ مغادرة ايديث زيرر المعسكر الألماني في مدينة شيستوشوا، دون أن تعرف أن جميع أفراد عائلتها قُتلوا على يد الألمان، لم تكن تستطيع المشي، حتى ساعدها اكليريكي شاب في محطة القطار، وهو كارول فويتيلا، الذي لولاه لكانت ماتت من البرد والجوع.
هربت ايديث من المخيم على متن قطار ينقل الفحم. خارت قواها فنزلت في احدى المحاطات. كانت منهكة فوقعت أرضًا. بقيّت أرضًا تعاني من البرد القارس والجوع الشديد ولم يلتفت أحد صوبها باستثناء ذاك الرجل الذي توقف لمساعدتها.
تذكرت بعدها انه كان وسيمًا ومفعم بالطاقة سأل الفتاة عن الذي كانت تفعله في مثل ذاك المكان فأجابت انها تحاول الوصول إلى كراكوف بدأت بالبكاء عندما سألها كارول عن اسمها فكان قد مرّ وقت طويل مذ طرح عليها احدهم هذا السؤال فكانت مجرد رقم! اختفى لفترة قصيرة ليعود بعدها مع فنجان شاي وبعضًا من الخبز والجبنة.
وتجدر الإشارة إلى انه وخلال حقبة الاحتلال النازي، كان كارول فويتيلا يحضر للكهنوت. سيم كاهنًا في الأوّل من نوفمبر ١٩٤٦ ثم لفها بمعطفه وحملها، شجعها على النهوض لكنها ولسوء الحظ لم تستطع حملها فويتيلا على كتفَيه مسافة ٣ كيلومترات ليصل بها إلى المحطة حيث القطار إلى كراكوف.
حذرها يهود كانوا في المقصورة نفسها على القطار من ان يكون الكاهن الشاب يريد أخذها إلى الدير. عندما توقف القطار اختبأت وراء خزانات الحليب ندهها فويتيلا باسمها باللغة البولونيّة: “ايديتا، ايديتا” فاحتفظت بهذا الاسم للأبد، اكرامًا له.
تذكرت اسمه جيدًا وبقيت طيلة حياتها ممتنة له لأنه أنقذها. فكان كلاهما دون عائلة. خسر الاكليريكي أمه وأباه وأخاه، تمامًا مثل ايديث عندما سمعت في العام ١٩٧٨ ان فويتيلا أصبح بابا، فرحت كثيرًا لدرجة أنها بكت من الفرح كانت تعيش حينها في إسرائيل بعد ان تركت بولونيا في العام ١٩٥١. كانت قد تزوجت وأصبحت أم كتبت رسالة للبابا تشكره من خلالها على إنقاذ حياتها.
تذكرها البابا ودعاها لزيارته في الفاتيكان. التقيا للمرّة الأولى بعد سنوات طويلة في العام ١٩٩٨. قال لها البابا حينها: ارفعي صوتك يا ابنتي، فأنا رجل عجوز بارك المرأة وقال لها موّدعًا: عودي من جديد، يا ابنتي.
وفي العام ٢٠٠٠ وخلال رحلة حج إلى الأراضي المقدسة، زار البابا يوحنا بولس الثاني معهد ياد فاشيم ووضع اكليلًا من الورد هناك. خاطبته احدى السيدات خلال اللقاء فقالت: من ينقذ حياة إنسان، ينقذ العالم بأسره.
استمرت ايديث بالكتابة للبابا وكان يرد على رسائلها لكن ولسوء الحظ لم يلتقيا بعدها إذ توفيت في العام ٢٠٠٤.