رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سان جون بيرس.. شاعر مدينة النور

 سان جون بيرس
سان جون بيرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الذكرى الـ 33 بعد المائة على ميلاد "سان جون بيرس" وهو شاعر ودبلوماسي فرنسي يعتبر من أهم شعراء فرنسا خلال القرن العشرين، وتتميز أعماله بطابعها الملحمي، ونظرتها الكونية وأسلوبها المنمق.
ولد سان ليجر ليجر في إحدى الجزر بالقرب من جوادلوب في جزر الهند الغربية، التحق بجامعة بوردو لينال شهادته الجامعية منها، وبعدها باشر العمل مع وزارة الخارجية الفرنسية، وقضى عدة أعوام في الصين ثم عاد بعدها إلى فرنسا، تعرض بيرس للاضطهاد نظرًا لآرائه المعادية للنازية، واضطر إلى مغادرة البلاد بعد هزيمة الجيوش الفرنسية.
ألف بيرس طوال حياته عددًا كبيرًا من القصائد والأعمال الشعرية، وتميز أسلوبه بالإكثار من استخدام الكناية والرمز، فضلًا عن توظيف الصور الشعرية الملحمية في قصائده.
ولد أليكس سان ليجر ليجر – أو المعروف بسان جون بيرس- بتاريخ 31 مايو عام 1887 في جزيرة مملوكة لعائلته بالقرب من جوادلوب في جزر الهند الغربية. وفي الحادية عشرة من عمره، التحق بمدرسة Pau الفرنسية كي يتلقى تعليمه هناك.
درس بيرس في جامعة بوردو، وسافر مسافات شاسعة قبل أن يستقر أخيرًا في باريس استعدادًا لخوض اختبارات القبول في سلك الشئون الخارجية ضمن وزارة الخارجية، وقد نجح في هذه الاختبارات، وانضم إلى الوزارة عام 1914، وبعدها أمضى 5 سنوات في الصين بين عامي 1916 و1921.
وبعدها عاد بيرس إلى باريس مجددًا، وعاش فيها طوال عقدي العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، حيث ترقى في سلك الخدمة الدبلوماسية ليصبح أمينًا عامًا في وزارة الخارجية.
غادر بيرس فرنسا بعد هزيمة جيوشها أمام الجيش النازي، فانتقل إلى إنكلترا ومنها إلى كندا ثم الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حظي بوظيفة استشارية في مجال الشعر الفرنسي في مكتبة الكونغرس، وظل هناك حتى عام 1959.
عاد بيرس إلى فرنسا بعدما أمضى سنوات عديدة في الغربة، وقد كانت عودته أشبه بارتقائه سلم المجد؛ إذ أعيدت حقوقه السياسية وجميع امتيازاته، وكُرّم عدة مرات، وتلقى الإشادة والمديح على أعماله الشعرية بمختلف جوانبها.
فضل بيرس أن تغدو قصائده وشعره منبرًا لطرح آرائه الدبلوماسية. ولذا قرر نشر مؤلفاته الأدبية باسم سان جون بيرس بدلًا من اسمه الحقيقي، فساهم ذلك في الحفاظ على استقلال هويته الشعرية والدبلوماسية.
نشر بيرس أول مؤلفاته الأدبية بعنوان Praises عام 1911، وهو عبارة عن مجموعة قصائد شعرية تمجد الحياة، وتصور الجمال الأخاذ لإحدى الجزء الاستوائية. أما العمل التالي فكان Anabase، الذي ألفه بيرس خلال المدة التي قضاها في الصين، ونشر عام 1924.
ويروي بيرس في هذه الملحمة الشعرية قصة فاتح عظيم، يشيد مدينة، ويعبر الصحراء ليبلغ أعالي البحار.
كان العمل التالي لبيرس هو Exile، الذي نُشر عام 1944 بعد حرمانه من الجنسية الفرنسية، وإعفائه من جميع واجباته ومناصبه التي كان يشغلها، ويتمحور العمل الشعري حول فكرة المنفى واضطرار الإنسان للعيش فيه، ويصور حالة أولئك الذين يعانون الوحدة في هذه الدنيا، بدءًا من الشاعر نفسه.
ويتطرق بيرس في عمله إلى مشكلة الفنان المبدع اتجاه مجتمعه، وقاده ذلك إلى التعبير عن تضامنه مع زملائه الشعراء، وإقراره بحياته المضطربة وغير المستقرة في المنفى، ومن ثم تبلورت تجربته الشعرية في عمله Vents، وهو عبارة عن قصيدة مكون من 2500 بيتً شعري تصور نشأة الكون منذ بداياته.
وفي عام 1960، عاد بيرس مرة أخرى لتصوير الطبيعة في قصيدته Chroniques، ولكن هذه المرة بصفتها خلفية لخلاصة تاريخ البشرية، وبرهنت اللوحات الشعرية البطولية التي قدمها بيرس في قصائده عن موهبة خارقة لا نرى مثيلًا لها في أيامنا.
فقد كتب قصيدة النثر بإيقاعات مختلفة على غرار ما اتبعه الشاعر بول كلوديل، كمان أن نزعته لاستخدام الرموز والكناية والصور الشعرية الفخيمة في قصائده توحي جميعها بتأثيره بشعر كلوديل.
حاز سان جون بيرس جائزة نوبل في الآداب عام 1960. وخلال الأيام الأخيرة من حياته، قرر بيرس التبرع بجميع مقتنياته الخاصة من مكتبة وأوراق ومخطوطات إلى مؤسسة Fondation Saint-John Perse، وهي عبارة عن مركز أبحاث مختص بحياته ومؤلفاته الأدبية.
وحاز على جائزة نوبل في الآداب نظير مؤلفاته الشعرية بصورها القوية والمعبرة التي تعكس ظروف الحياة في عصره، اضطر لاستخدام لقب "سان جون بيرس" في مؤلفاته كي يفصل بين مهنته الدبلوماسية وتأليفه الشعر.