الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

|| شعبيات|| حكايات ونوادر مصرية سر علاقة "الجنان" بـ "البتنجان"

البتنجان
البتنجان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تزخر الثقافة الشعبية المصرية بالعديد من العناصر والموروثات الثقافية التى استطاعت الجماعة الشعبية تنقلها من جيل لجيل، والتى تتمثل في العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية، التى تعبر عن التركيبة الثقافية للشعب المصرى، والتى ظلت راسخة في الوجدان الشعبى على مر العصور، وخلال شهر رمضان المبارك، سنحاول تقديم لمحة للقارئ عن أهم العناصر الثقافية التى تميز بها الإنسان المصرى عبر العصور، ولا نزال نستخدم بعضها حتى الآن. 
كانت هناك امرأة جميلة تزوجت من تاجر رقيق «عبيد». وكانت الشابة الكبيرة ثرية، تملك مالًا وفيرًا، وسرعان ما انتهى منها زوجها بعد أن أمن تجارته، وضمن رواج تجارته بعد أن كان يوشك على الإفلاس وراح يلهو بعيدًا عنها، حتى وقعت الزوجة في شرك الخيانة، وأحبت زبالًا كان يتردد على منزلها.
فاستأجرت له دكانًا حتى يؤمن عيشه، وليكون قريبًا من دارها، ويستطيع مقابلتها في أى من الأوقات، كما أعطته مزيدًا من المال حتى يتمكن من مزاولة عمل آخر، ووضعت خطة حتى يتمكن من زيارتها في حال غياب زوجها المُخادع. 
فاتخذت من منزله غرفة خاصة ذات نافذة متدلية، يوجد بأسفلها شجرة، وكان يستخدمها العشيق للتسلق عليها إلى غرفة عشيقته، وفى يوم من الأيام، قامت خادمة السيدة بفضح أمر سيدتها إلى زوجها، وأخبرته بأن زوجته تتخذ لها عشيقًا يأتى فور مغادرته المنزل، وقرر زوجها أن يدهمها فأعد خطة لذلك، وقام بإخبار زوجته بأنه سيسافر للتجارة لمدة يومين، وكان موسم حصاد الباذنجان قد أوشك على الاقتراب. 
فقامت الزوجة بإخبار عشيقها بأن يأتى في الليل، وكان الجيران يعرفون بأن زوجها مسافرًا، ومكث الزوج في قبو المنزل حتى جاءت إليه الخادمة وأخبرته بأن زوجته متواجدة الآن مع عشيقها في غرفتها، وخرج الزوج متجهًا إلى الغرفة حتى يقوم بضبط زوجته وعشيقها، وقام بمحاولة فتح الباب إلا أنه وجدته مغلقًا وعندما شعرت الزوجة هرب العشيق من على الشجرة الموجودة أسفل شباك غرفتها، ووقتها قامت الزوجة بالصراخ ونادت الجيران، حتى يغيثوها، فقد أخبرتهم بأن المنزل داهمة أحد السارقين وأنها قد أغلقت باب غرفتها خشية أن يصيبها السارق بأى مكروه.
وقاما الجيران بمداهمة المنزل فحضر بعضهم على الفور ووجدوا الزوجة محبوسة في غرفتها وزوجها واقفًا خلف الباب، فأخبروها بأنه لا يوجد أحد في المنزل سوى زوجها وخادمتها، فقالت لهم إن الرجل الذى في الخارج هو السارق وإن زوجها نائم خارج المنزل، وهنا روى الزوج لهم ما حدث وأصر على أن هناك رجلًا كان معها في الغرفة فخلع الباب وفتش الغرفة، ولما لم يجد أحدًا بداخلها، قام الجيران بتعنيف الزوج لهذا الافتراء على زوجته، وفى اليوم الثانى قامت الزوجة باصطحاب أحد الجيران ليشهد معها في المحكمة على افتراء زوجها عليها واتهامه بها بالخيانة، واستدعت المحكمة زوجها لافترائه عليها، وحكمت بجلده ثمانين جلده، وطلبت الطلاق، ولكنه رفض، وعاشا معًا لمدة ثلاثة أيام وفى الليلة الثالثة قامت الزوجة بتقييد زوجها وهو نائم، وعندما قامت بالصراخ، لتستغيث بالجيران وتطلب منهم النجدة، وهب الجيران لمساعدتها فرأوه وهو في صورة غضب فأدركوا تمامًا أن الرجل قد أصبح مجنونًا، وقاموا بتخليص الزوجة من بين يديه، ووقتها ذهبت الزوجة مرة أخرى للقاضى واستعانت بالجيران الذين كانوا شهودًا على ضرب زوجها لها، والذين أجمعوا بأن زوجها قد أصابه الجنون، فأمر القاضى بإرساله إلى «المارستان». ووقتها طلبت منه تطليقها ولكنه رفض، وجن جنونه ما جعل أجد الجيران يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله إنه موسم الباذنجان» وهكذا ارتبط الجنان بالباذنجان، فصادف أن يلقى الرجل المخدوع حدفه إلى المارستان في موسم الباذنجان".