رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

لماذا يقبل المصريون على شراء الفسيخ والرنجة في أواخر رمضان؟ أستاذ اقتصاد منزلي: اختراع مصري ونبروه الأفضل في صناعتها.. وخبير تغذية علاجية يحذر من آثارها الضارة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتاد المصريون على تناول أكلات بعينها خلال كل مناسبة، ففي عيد الفطر المبارك تتجه البيوت المصرية إلى كعك العيد والحلويات الأخرى، وهو ما يتزامن مع اتجاه البعض إلى شراء الأسماك المالحة أيضًا.
ولعل أبرز ما يتجه المصريون لشرائه خلال عيد الفطر الأسماك المالحة كالفسيخ والرنجة، والذي تبدأ بعض الأسر شراءه قبل بداية عيد الفطر بنحو أسبوع، وفي الوقت نفسه تتجه ربات المنزل إلى تمليح الأسماك بفترة كافية قبل حلول عيد الفطر.

ويتناول المصريون الفسيخ والرنجة لأسباب ترتبط بالهوية التاريخية المصرية التي مازال المصريون يتوارثونها حتى وقتنا الحاضر، فقد اعتادوا على تناول الأسماك المملحة خلال أعيادهم على مر التاريخ حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن المصريين القدماء كانوا يقسمون العام الواحد بين ثلاثة مواسم كانوا يحتفلون بها ويعتبرونها عيدا لهم وهي موسم الفيضان وموسم الشتاء وموسم الحصاد.
ورغم التحذيرات التي تنطلق من وزارة الصحة والأطباء المتخصصين من خطورة تناول الأسماك المملحة خلال كل عام وخاصة بعد شهر رمضان نظرا لعدم تأقلم الجسم على تناول الأسماك بعد، إلا أننا نجد إقبالًا كبيرًا على تناول الأسماك المملحة وخاصة الفسيخ والرنجة التي إما إنه يتم تمليحها من خلال ربات المنازل ويبدأ هذا قبل فترة من العيد أو يتم شرائها مباشرة من المحال المختلفة.
ولا يتوقف الأمر عند شراء الفسيخ أو الرنجة فحسب، بل يتم الإقبال على شراء الحمص والترمس والبصل والليمون كوسيلة من وسائل التحلية التي تضاف إلى تلك الوجبة.

سمك الباكالا:
وقد لا يعرف البعض أنه لا يقتصر المصريون خلال مناسباتهم المختلفة على تناول الفسيخ والرنجة كأفضل مصادر الأسماك المالحة فحسب بل هناك أيضًا البعض من يحب أصنافا مختلفة من الأسماك المالحة وهو الأمر الذي يختلف من شخص لآخر ومحافظة لاخرى وفقا للتعدد الثقافي واختلاف العادات والموروث والرغبة ف التذوق.
فنجد على سبيل المثال محافظة مثل المحافظات التي تقع داخل نطاق البحر الأحمر مثل الغردقة وسفاجا والقصير وشرم الشيخ فهي محافظات ينتشر بها تناول السمك المجفف أو "الباكالا" وهو نوع من أنواع الأسماك الذي يتم صيده من قبل الصيادين وبيعه للمواطنين ويعد نوع مهم من الأسماك بجانب الفسيخ والرنجة عند الأهالي خاصة في المواسم مثل عيد الفطر.
وسمك الباكالا هو في الأساس يتضمن مجموعة من الأنواع وهي البياض والرهو وأبوقرن والحريد، وهي أنواع من الأسماك يمكن تمليحها، حيث يتم شقها إلى نصفين وإضافة الأملاح إليها وتركها كي تملح وتصبح صالحة للتناول فيما بعد


الملوحة "كلب البحر" 
ويطلق عليها كلب البحر لأن وجهها يشبه وجه الكلب، ويتم تناولها من المصريين من خلال بيعها في المنافذ المختلفة إلا أنها تنتشر في الصعيد بصورة أكبر وخاصة أن الملوحة يقوم الصيادون باصطيادها من بحيرة ناصر، وهي المنطقة التي تعد موطنًا لانتشار الملوحة 
فينبغي تناول تلك الأسماك بكميات محدودة وفي وجبة واحدة، ناصحا بأنه يمكن تقليل نسب الأملاح بالجسم من خلال زيادة تناول ما يعادل تأثير الملح بالجسم مثل السلطات الخضراء التي تحتوي على مختلف أنواع الخضراوات من طماطم وخيار وكرفس وبقدونس وغيرها من الخضراوات، مضيفا أنه يمكن التحلية بعد ذلك بشرب عصائر الليمون والبرتقال والشاي الأخضر والنعناع لمواجهة اضطرابات الجهاز الهضمي.

وفي هذا الصدد قال الدكتور هشام الوصيف، خبير التغذية العلاجية، إن الفسيخ والرنجة بشكل عام يحتويان على كميات كبيرة من الأملاح بصورة أكبر من النسبة التي يحتاجها جسم الإنسان وهو الأمر الذي يؤدي إلى التسبب في العديد من المشكلات الصحية لدى البعض ولاسيما ارتفاع الضغط والتأثير على المرضى بالسمنة ودوالي الأوعية الدموية والأملاح، مشيرا إلى أن الفسيخ الفاسد يصيب الجهاز الهضمي ويؤدي في بعض الأحيان إلى التسمم الغذائي وهو ما يظهر خلال كل موسم شم نسيم، وذلك بسبب غياب الرقابة والإشراف الطبي على الطعام الذي يباع للمواطنين.
وطالب الوصيف، بعدم تناول الفسيخ والرنجة وغيره من الأسماك المالحة بصورة كبيرة وإنما وجبة واحدة وبكميات ليست كبيرة ويؤخذ معها سلطات الخص والخيار لتقليل الاحتباس بالجسم.


قال الدكتور عبد الرحمن محمد أستاذ الاقتصاد المنزلي، أن الفسيخ والرنجة الذي يعد من الوجبات التي استطاع المصريين استحداثها وصناعتها بأنفسهم فهم وحدهم من يملكون القدرة على تمليح وصناعة الفسيخ بطرق معينة ومعايير علمية معينة تعطي السمك طعما رائعًا ومختلفًا عن باقي الأسماك، فنجد على سبيل المثال العديد من المحافظات التي ينتشر بها صناعة الفسيخ في الأساس مثل نبروه التابعة لمحافظة الدقهلية ودسوق بكفر الشيخ وبيسون بالغربية.
ولفت محمد إلى أن الأمر لا يتوقف على قدرة المحلات أو المصانع على إنتاج الفسيخ والسمك المملح وإنما يتعدى الأمر إلى قيام المرأة المصرية بصناعة الفسيخ بالمنزل بعد تمليحه بنفسها، حيث تقوم المرأة المصرية بشراء السمك البوري وتمليحه بنفسها وهو أمر يعكس مهارة المرأة المصرية في الطبخ.