الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جامعة القاهرة ودورها الوطني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد جائحة فيروس كورونا المستجد أكثر كارثة يتعرض لها العالم منذ فترة زمنية طويلة، ربما منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أحدثت اضطرابا غير مسبوق في العالم، وارتباكا غير متوقع، ولم يستثن أحدا من الدول العظمى أو الناهضة في التعرض للمخاطر التي نجمت عن هذه الجائحة.
 ومن منطلق الشعور بالمسئولية الوطنية، جاءت الخطوة الاستباقية الجادة والمحكمة التي قامت بها الدولة المصرية، ومختلف مؤسساتها في حسن إدارتها للأزمة، والتعامل الأمثل معها، وأثبتت خلالها أنها تقف على أرض صلبة، وتتعامل مع مشكلاتها على أسس رصينة، وأنها قادرة على مواجهة الصعاب، والحفاظ على كيان الوطن رغم أنف كل الحاقدين والمغرضين داخل الوطن وخارجه. 
وهي الخطوة التي انتهجتها جامعة القاهرة مبكرا بشكل علمي ومدروس ومخطط مثلما هو الحال في إدارتها لكل المشكلات والأزمات التي تواجه الوطن، لها السبق دائما، لأن ذلك ينبع من رؤيتها الثاقبة وأهدافها الاستراتيجية الجادة التي رسخها الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة منذ أن تولى المسئولية، والتي كان في مقدمتها أن تصبح جامعة القاهرة إحدى الجامعات الذكية من الجيل الثالث، بالمعنى الواسع الذي يشمل مواجهة التحديات القومية الراهنة غير المندرجة في محاور جامعة الجيل الثالث بالمفهوم الغربي فحسب، ولكن بتطوير يتناسب مع واقعنا الاجتماعي والثقافي والعلمي ، وتأكيد أن جامعة القاهرة يجب أن تتجاوز دورها التعليمي التقليدى إلى خدمة الأهداف القومية والوطنية.
وهو ما يتحتم الدخول بها إلى عصر "جامعة الجيل الثالث" التي تهدف للجمع بين التعليم والبحث العلمي واستغلال المعرفة؛ وامتداد دورها إلى إنتاج قيمة مُضافة للاقتصاد الوطني. واتساع نطاق قدرتها على تحمل دورها المرحلى والمستقبلى والنهوض بواجباتها تجاه مشروعات التنمية في الدولة الوطنية
فقد كانت الجامعة خلال السنوات الماضية، مثلما كانت دوما عبر تاريخها العتيد، وثيقة الصلة بقضايا وطنها، تقدم ما في وسعها من أجل صالحها، وتجند كل امكاناتها لتحقيق الآمال والطموحات، وتسعى جاهدة للمساهمة في رفاهية أبناء وطنها.ومن ثم، يظهر الدور الوطني الحقيقي للجامعة في مواجهة التحديات، والتعامل الأمثل مع الأزمات.
 وقد جاءت أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد لتبرز هذا الدور وتلقي الضوء على الجهود الوطنية المخلصة التي يبذلها أبناء الجامعة وعلى رأسهم الفيلسوف المستنير محمد الخشت رئيس الجامعة. فقد أخذت الجامعة إجراءات استباقية مبكرة، شملت خطة محكمة في إدارة الأزمة استندت فيها إلى عدة أسس رصينة هي رؤية الجامعة وأهدافها الاستراتيجية فيما يتعلق بمثل هذه الأمور، تم خلالها التنسيق والتكامل والتشاور بين الجامعة والجهات المعنية وهي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة والسكان ومحافظة الجيزة، وترسيخ قيم العمل المؤسسي، وروح الفريق، والتواصل المثمر والفعال مع كل عناصر الفريق، واللامركزية في أداء الأدوار المنوطة بكل قطاع في الجامعة، بما يساعد على تحقيق الأهداف المأمولة.
وقد برز خلال هذه الأزمة الدور الوطني الملموس للجامعة، والذي يتعلق بتجهيز المدينة الجامعية، مثل كل الجامعات المصرية الشقيقة، لاستقبال المواطنين المصريين العالقين في مختلف الدول. وكعادة الجامعة في تعاملها مع مختلف القضايا الوطنية كان لها السبق في تجهيز المدينة الجامعية مبكرا من خلال التنسيق التام مع وزارة التضامن بروح وطنية وثابة في مختلف الأمور التي تتعلق بالمفروشات والإعاشة وكافة المتطلبات التي تحقق الراحة التامة لضيوف الجامعة، وكذلك التنسيق مع وزارة الصحة، ومحافظة الجيزة، مما أدى إلى تحقيق الهدف المأمول. وتم بالفعل استقبال المواطنين المصريين العالقين بالكويت. 
وكان في استقبال كل الأفواج التي وصلت الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة الذي رحب بهم مواطنا مواطنا بحفاوة، واطمئن بنفسه على كافة الإجراءات التي تمت، حتى انتهاء تسكينهم والاطمئنان على راحتهم. وأشار رئيس الجامعة أن ما تم إنجازه ينطلق من اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بملف المواطنين المصريين العائدين للوطن، وحرصه على سلامتهم وصحتهم، ورعايتهم في كل مكان داخل الوطن وخارجه، لأنهم الثروة الحقيقية لهذا الوطن. 
وأنه تم إعداد عيادة طبية متكاملة على مدار اليوم، وتوفير المبيت اللازم للأطباء المقيمين، كما تم توفير كميات كبيرة من مطهرات اليدين والصابون السائل، مع التعقيم المستمر للمباني والغرف بشكل دوري، وتم توزيع كمامات وقفازات وجميع الأدوات اللازمة للوقاية الشخصية، إلى جانب توفير خدمة تغيير العملات للتسهيل عليهم. ويتم توفير الوجبات اليومية اللازمة لهم، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المشروبات والعصائر، وفتح الكافيتريا بكامل طاقتها، وتم التأكد من توفر كافة سبل الراحة لهم مع التشديد على اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة لسلامتهم.
ورغم ذلك، واستمرار للحرب النفسية القذرة وغير الأخلاقية التي يشنها أنصار الجماعة الإرهابية ومن على شاكلتهم على الوطن لمحاولة النيل من استقرار الوطن وأمنه، واستغلال الأزمة الحالية بكل السبل الممكنة لعرقلة المسيرة بالدعاية السوداء الكاذبة،والشائعات المثيرة للبلبلة،والكذب والافتراء الذي هو دأبهم عبر تاريخهم الأسود، كانت محاولات التقليل من الجهود التي تبذلها الدولة في استقبال أبنائها العائدين من الخارج، وأن الإقامة والخدمة التي يتم توفيرها دون المستوى، وهذا كله كلام مفترى وعار عن الصحة تماما طبقا لتأكيدات المواطنين القادمين من أن التجهيزات التي تم إعدادها على أعلى مستوى، سواء في جامعة القاهرة أو في غيرها من الأماكن الأخرى. وسيعود كل المواطنين الشرفاء إلى منازلهم وحياتهم وهم في أتم صحة وعافية.
وهيهات أن تنال هذه المحاولات الفاشلة من وطننا الغالي بقيادته السياسية الواعية والحكيمة، ومؤسساته الراسخة، وشعبه العظيم الذي أصبح مدركا لكل ما يحاك ضده من فتن وقلاقل ، وواعيا بحقارة هؤلاء الحفنة من البشر، وأنهم لا يستحقون العيش على أرض هذا الوطن، ولا يصدق هذه المهاترات الصبيانية التي يطلقونها. وإن شاء الله سوف نتجاوز أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد،وستتواصل مسيرة العمل والعطاء لتحقيق نهضة هذا الوطن،ورفاهية أبنائه.وسيبقى الوطن شامخا،عصيا على الانكسار،يمثل مصدر فخرنا وعزنا.وتحيا مصر.