الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

شيخ الأزهر محذرا من ضياع "الحياء": أوشكت حدود الفطرة أن تندثر

أحمد الطيب
أحمد الطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» من خطورة اندثار خلق «الحياء» من مجتمعاتنا، ذلك الخلق الذي يبدو الآن كأنه أخذ في التآكل والتراجع أمام سلوكيات غريبة لا تعبأ بالقيم الدينية ولا تحفل بما فُطر عليه الناس وما طبعت عليه النفوس منذ الأزل، حتى شاهدنا الجرأة على إتيان الفواحش والرذائل باسم الحرية الشخصية، وأوشكت حدود الفطرة وهى من حدود الله أن تندثر، بل أوشكت الفوارق بين الفضيلة والرذيلة أن تتلاشى في أذهان الكثير والكثيرات من شباب اليوم.
وأضاف فضيلة الإمام أن ما ساعد على انتشار هذا التيار سهولة مشاهدة المواد الإعلامية المسمومة والمغرضة وسهولة «استدعائها» والتأثر بدعواتها مع غياب الوعى الدينى والتربوى الذى يعبر عن أخلاق الأديان، وأيضًا مع ظهور تيارات تدعو الناس إلى اغترابهم عن واقعهم وعصرهم، وتعجز عن التكليف الشرعى لما استجد من قضايا ومشكلات. 
وشدد فضيلته على أن الثقافة الإسلامية القائمة على القرآن الكريم والسنة النبوية والثراء المعرفى، وكذلك المهذبة للنفس والعقل؛ هى تربية عملية ذات أسس أخلاقية وحضارية شهد لها التاريخ، لافتًا إلى أن هذه الثقافة كادت تتوارى في أروقة التعليم ولم يعد جيل التلاميذ أو الطلاب اليوم يتعرفون عليها أو يسترشدون بها، وذلك باستثناء التعليم في الأزهر الشريف وقلة من دور التعليم ومحاضر العلم التى تمثل اليوم المحمية الأخيرة من محميات الأخلاق والعلم الإسلامى الصحيح غير الموجه لتحقيق أغراض بعيدة عن هدى الإسلام. 
وتابع الإمام الطيب أن «الحياء» من أقوى الأخلاق أصالة وعمقًا في مشاعر الإنسان ودليل ذلك ظهوره في الطفل في سنواته الأولى وشعوره به قبل التدين، ضاربًا المثل بالطفل في سنواته الأولى، حيث نجده يستحيى أن يكشف عورته أمام الناس إذ يتصرف التصرف التلقائى في هذه السن المبكرة ولا يدرى ما الدين ولا الإيمان مما يدل على أن الشعور بفطرة الحياء في الطفل يسبق الشعور بفطرة الدين.
واختتم فضيلة الإمام الأكبر حديثه آملًا أن تولى المؤسسات التعليمية في العالمين العربى والإسلامى اهتمامًا كبيرًا بالتربية الإسلامية التى أوشكت أن تندثر في مدارسنا وجامعاتنا وأن يعاد النظر في استبداد المناهج الحديثة لتربية أبنائنا وتشكيل شخصياتهم مع ما فيها من إجحافٍ صريح للمبادئ والأخلاق التى درجت عليها مجتمعاتنا الشرقية.