الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أحمد كريمة لـ"البوابة نيوز": جزاء مروجي الشائعات.. إسقاط الجنسية كما جاء في القرآن.. الإخوان والسلفيون عبء على الإسلام والمسلمين.. 90 % من مبادئ السلفيين لا تُنسب إلى النبي محمد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فتن وشائعات ومحاولات تدمير للوطن، من قبل جماعات إرهابية تتخذ من الدين ستارا، لتنال تعاطف الناس معها، لدعواتها الخبيثة، لهدم الوطن وتعطيل مسيرات التنمية. «البوابة»، حاورت الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، للحديث معه في قضايا إسلامية شائكة. وإلى نص الحوار: 



■ فتن وشائعات تروج لها الجماعات الإرهابية ضد الدولة المصرية.. كيف ترى هذا؟
فكر الخوارج في كل وقت وزمان يهدف إلى إثارة الفتن والقلاقل والإحباط والقنوط، وهذه الجماعات التى هى عبء على الإسلام والمسلمين، لا تنفك عن ذلك انتصارا لمبادئها الهدامة، وقد أنبأنا الله سبحانه وتعالى، عن هذا الفكر الخارجى، في كتابه العزيز، في سورة الأحزاب، ووصفهم بـ«المرجفين»، حيث قال حكم الحاكمين: «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا، مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا».
فهؤلاء المرجفون لا يعبأون بالمصالح العامة والعليا للمسلمين، فقط هدفهم مصالحهم في كرسى الحكم ولو على أشلاء الناس، وهذه الآيات نزلت أصلا في حق من يكيدون إلى الجيش، حيث ابن هشام في السيرة، أنه في عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، كان جماعة من المنافقين، يجتمعون في دار، فينثرون وينشرون الشائعات عن جند المسلمين، بغرض تخذيلهم، فأرسل النبى محمد صلى الله عليه وسلم، طلحة ابن عبيد الله، رضى الله عنه، فأمره أن يستوثق من ذلك وأن يعاقبهم أشد العقاب، وذكر الفقهاء في مصنفاتهم الفكرية، «الإرجاف»، أى نشر الشائعات الضارة لتخذيل الجيش، تلك الجريمة المنكرة.
■ ما عقاب من ينشرون الشائعات ضد الوطن والجيش؟
والقرآن وصف العقاب الرادع لهم، أولا بإسقاط الجنسية عنهم، وهى في قول الله تعالى: (لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا)، وكان يعرف قديما بالنفى والإبعاد، ثم بالقضاء العاجل إنفاذ الحكم العادل بالإعدام بواسطة القضاء، وليس بعد بيان القرآن من بيان.
■ دائما ما يعتمد الإرهابيين على فتاوى من التراث خاصة عن ابن تيمية؟
أولا يجب عدم الخلط بين الصحيح والسقيم، وما بين الحق والباطل، فلى أعناق النصوص وتحريف الكلم عن مواضعه، أو استحضار وقائع حصلت على إنها إطلاق أو عموم، وهذا خطأ، فابن تيمية رحمه الله، كان في عصره الحروب الصليبية، وتخاذل في عصره كثيرون عن نصره المسلمين، فكتب فتاوى «ماردين»، وهى تخص عصره والبيئة والظروف والأحوال التى كانت في عصره، لكن الخطأ حينما تستحضر وقائع قيلت لظروف معينة.
أما الإخوان فمنظرهم سيد قطب، في كتابه معالم في الطريق، وجماعات الجهاد، منظرهم محمد عبدالسلام فرج، كتاب الفريضة الغائبة، والآن يوجد ١٢ مؤلفا لتنظيم «داعش» الإرهابى، فكون استحضار خطأ كتابات تراثية لا يستدعى هذا بالانقلاب عليه، وعلينا أن ننظر إليه بنظرة الفاحص الخبير، أى نأخذ منه ما يفيدنا ونترك ما لا يناسب زماننا.

■ ما تعليقك على فتاوى السلفيين؟
السلفيون يصدر منهم كل الفتاوى التى تهدم المجتمع وتهدد أمنه واستقراره، ولهم العديد من الفتاوى المدمرة، وعداوتهم للمسيحين، ويعملون ضد الدولة المصرية، فحرموا الصكوك والشهادات البنكية أثناء فتح الاكتتاب للاستثمار في حفر قناة السويس، ومعظم فتاويهم مخالفتهم للأزهر ودار الإفتاء المصرية.
فالسلفيون فرق، منهم الدعوية والحركية والجهادية، وهؤلاء بالتعبير الشعبى الفكاهى: «مدرسة المشاغبين لخاف تعرف»، وهم فصيل مدلل، من المجتمع، وينطبق عليهم المقولة المأثورة «من أمن العقاب أساء الأدب»، كيف دخلوا مجلس النواب، بالمخالفة للدستور الذى ينص على حظر قيام أحزاب سياسية على خلفية دينية، والأمر الآخر، تشكيلهم لكيانات موازية للأزهر الشريف، بالمخالفة للدستور الذى ينص على أن الأزهر الشريف هو المختص بالشئون الدينية الإسلامية.
■ البعض منهم يرفض قرارات الجدولة بغلق المساجد.. ودعوا للصلاة على أسطح المنازل.. ما تعليقك؟
الأمر لم يقف إلى هذا الحد، بعضهم يفتح المساجد ويصلون بها خلسة، برواد المسجد وجيرانهم، عندًا في قرارات الحكومة، للسيطرة على أزمة وباء كورونا، وأنا أعرف إمام مسجد سلفى، معين بالأوقاف، بعينه في محافظة الجيزة، يصلى بالناس صلاة الفجر، رغم أنه غير مكلف بالحضور للمسجد أصلا في الفجر والظهر، ما الحل مع هذا الفصيل المدمر.
■ هل لديهم أحلام الخلافة؟
هم لا يتحدثون عن الخلافة كثيرا، لما لديهم من حسابات ومواءمات أخرى، لكنهم يتمحكون بالصحابة بهتانا وزورا، لأن ٩٠ ٪ من مبادئهم لا تنسب إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم أو الصحابة.
■ من له حق الفتوى؟ 
أولا ولى الأمر أنشا دار الإفتاء المصرية منذ أكثر من مائة عام، وهذا كيان رسمى في الدولة، وأيضا مشيخة الأزهر الشريف، وهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، والتخصص وضعه الله، وهذا جاء في كتاب الله في قوله: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)، وأيضا في سورة التوبة نجد قوله تعالى: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ). وفى الحياة التطبيقة، كان معروف من يفتى الإمام على بن أبى طالب، والإمام عبدالله بن عباس، ثم الإمام عبدالله بن عمر، والإفتاء كان له رجاله.
الفتاوى العامة للمؤسسات الدينية الكبيرة، مثل الحديث عن ما يتعلق بأزمة كورونا، فالأمر هنا متعلق بالدولة كلها والمصلحة عامة، ولا تخص فرد بعينه دون غيره.


■ لكن ما تعليقك أن يقول أحد المنتسبين للأزهر من يخاف من كورونا يفطر؟
لكل قاعدة شواذ، والشاذ كما تقرر في العلوم الإسلامية لا حكم له، وبعض الناس لست أدرى ما هدفهم من التجديف ضد ثوابت ومسلمات الأمور، لكن العتاب على من مكنه في الظهور بالإعلام الحكومى.
■ ما الفائدة من تصدير الأحكام الشاذة إلى الناس؟
إلهاء الناس وإشغال المجتمعات، في مصر وغيرها.
■ لكن هذه الأحكام موجود في كتب العلوم الإسلامية.. ما ردك؟
لا.. هناك آراء ضعيفة أو مرجوحة، لكن يأتى بعض الناس، من باب خالف تعرف، أو تمييع الدين، يريد إعلاء المرجوح والضعيف لمرض في قلبه.
■ البعض يرى هذا اجتهاد.. فهل تنطبق شروطه على هذا؟
الاجتهاد له شروطه ومقاصده، منها أن يكون الإنسان على بصر بآيات الأحكام القرآنية، وهى على الأقل عددها ٥٠٠ آية، وأيضا أن يكون عالما بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، وأن يكون على دراية بأحاديث الأحكام الفقهية، وأن يكون ملما بأحكام اللغة العربية وآدابها، مطلعا على المذاهب الفقهية التراثية والقضايا الفكرية المعاصرة، وأن يكون من الدارسين بالعلوم الإسلامية في موؤسسات معتمدة وهى الأزهر الشريف، وألا يدعو إلى طائفية، أو أمور حركية سياسية. أرى أن يكون الاجتهاد المعاصر، ينبغى أن يكون جماعيا مجماعيا، وليس فرديا، من يريد أن يقول رأى فيد الله مع الجماعة.
■ لكن البعض يقول إن الأزهر لا يعمل بالاجتهاد ويتبع التلقين؟
الأزهر الشريف بخير، ولديه اجتهاد، ومن يقولون هذا غفلوا عن الأبحاث العلمية الرصينة، والنتاج العلمى، في لجنة الأبحاث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية، وكذلك الدراسات العلمية الفكرية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف.
■ لماذا نتاج الأزاهره في الكتب أقل من السلفيين والإخوان؟
لأن لهم إمكانيات أكبر من إمكانيات الأزهر المالية، وفى زمن كان يوجد ١٢ قناة للفكر السلفى، في حين لا توجد قناة واحدة للأزهر، والسلفيون لديهم كيان مالى باستثمارات ٥ مليارات جنيه، وهذا نشرته مجلة الفرقان بدولة الكويت، وأيضا بنك التقوى الموجود في جزر الباهاما، يملكه الإخوان، ويوجد ١٧٠ مؤسسة مالية في كل دول العالم مملوكة لهم، ولا ننسى أن ورائهم قوى مخباراتية عالمية، ولا تزال مدرسة عبدالله بن سبأ الصنعانى، موجودة من ناحية المال والاختراف لتدمير المجتمعات ونشر الفتن، وهذا الصراع سيكون طول العمر.