الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أصل الحكاية.. ما هو تاريخ "مدفع رمضان"؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حرصت الأمة الإسلامية على عدة طقوس وعادات خلال شهر رمضان المبارك، حتى أصبحت جزءا أساسيا من هذا الشهر العظيم، وخاصة المصريين حيث يضيفون نكهة خاصة لكل مناسبة ولكل عيد، وعند ظهور هلال رمضان يبدأ المصريون في استقباله بأغاني رمضان الخاصة، والزينة، والروحانيات، وأعمال الخير، ومدفع رمضان، والياميش، والمسحراتي، والفانوس، والخشاف، التمر والعرقسوس،...إلخ، فإن أجواء ومظاهر رمضان في مصر لا تنتهي، ولكن جميعنا نشأنا على هذه العادات، ولكن الكثير منا لا يعلم "أصل الحكاية" لكل مظهر كيف ورثه الأجداد واعتاد عليه الأحفاد والأبناء حتى تصبح جزءا لا يتجزأ من عاداتنا بحلول هلال رمضان.
أصل حكاية "مدفع الإفطار"

اعتاد المصريون على أن يرتبط الإفطار والإمساك في رمضان بوقت انطلاق مدفع الإفطار، حتى أصبح رمزا أساسيا من مظاهر رمضان حتى الآن، في القاهرة، بالرغم من انتشار المساجد والمآذن، فقد عرفت القاهرة مدفع الإفطار منذ العصر المملوكي عام ٨٥٩ هجرية، و١٤٣٩ ميلادية، حيث كانت القاهرة هي أول مدينة تستخدم مدفع الإفطار عند الغروب برمضان.

وكانت أصل الحكاية يرجع إلى الصدفة أول يوم رمضان عام١٤٥٥م، حيث كان والي مصر آنذاك" خوشقدم" تلقى مدفعا كهدية من صاحب إحدى المصانع الغربية، وأمر بتجربته، وصادف ذلك الوقت غروب الشمس والإفطار فاعتقد أهل القاهرة أنه إنذارا بميعاد الإفطار، وفي اليوم التالي ذهب شيوخ الحارات والأهالي إلى الوالي، ليقدمون له الشكر، ففرح الوالي بهذا الأمر وأصبح عادة يومية وقت الإفطار في رمضان، وفقا إلى دراسة أجراها عالم الآثار الإسلامية، الدكتور على أحمد الطايش، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة القاهرة.


وفي رواية أخرى حول ظهور مدفع الإفطار، إن والي مصر محمد على الكبير كان قد اشترى عددا كبيرا من المدافع الحربية الحديثة من ضمن خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي إحدى الأيام الرمضانية كانت تبدأ الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة فظن الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه وطلبوا من الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام.

وقد كان في القاهرة حتى الآن ٦ مدافع في أربعة مواقع، ٢ في القلعة، و٢ في العباسية، وواحدا في مصر الجديدة، والأخير في حلوان، تطلق جميعها في نفس الوقت ليسمعها جميع سكان القاهرة، وهذه المدافع كانت تنطلق في خمس مناسبات فقط، وهي "شهر رمضان، المولد النبوي الشريف، عيد الأضحى، ورأس السنة الهجرية، وعيد الثورة" وكان خروجها في احتفال كبير على سيارات تسحبها الخيول.

واستمر عمل المدفع بالذخيرة الحية حتى عام 1859 م، ولكن كثرة العمران والسكان حول مكان المدفع بقرب القلعة والتطور الجديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة غير الحقيقية أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية، كما كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة، ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدراسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نقل مرة ثالثة إلى منطقة البعوث قرب جامعة الأزهر.

ويستقر المدفع فوق هضبة المقطم القريبة من القلعة، بجانب المدافع المتواجدة بعدة محافظات.