رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المركز الكاثوليكي: آلام المسيح حاضرة من خلال الكفن المقدس في تورينو

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دون المركز الكاثوليكي اللبناني عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، رساله موجهة إلى المؤمنين جاء نصها كالاتي: إن آلام المسيح حاضرة من خلال الكفن المقدّس الذي تم إيداعه في تورينو؛ خلال أسبوع الآلام هذا، سيساعدنا في التفكير بالشخص الذي ضحى بنفسه من أجلنا

عند فجر اليوم التالي لموت يسوع، ذهبت مريم المجدلية مذعورة إلى بطرس ويوحنا قائلة لهما: “أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!” (يو 20، 2). سارع الرسولان إلى القبر الجديد المنحوت في الصخر حيث دُفن جسد المسيح قبل بضع ساعات. وكان يوحنا أول الواصلين إلى القبر حيث رأى الكفن ثم تبعه أخوه الأكبر الذي تفاجأ بدوره وآمن. فبالنسبة إلى بطرس ويوحنا وإلى الكنيسة اليوم، الكفن المتروك في هذا القبر الفارغ هو علامة على قيامة المسيح.إذًا، ماذا رأيا؟

لقد رأيا الأكفان موضوعة وحدها بالشكل الذي لفا بها جسد يسوع في اليوم السابق. وكانا في عجلة من أمرهما لأنه “كَانَ يَوْمُ الاسْتِعْدَادِ وَالسَّبْتُ يَلُوحُ (لو 23: 54)، لذا مدا جسد يسوع على الكفن: فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا (يو 19، 40-41)، بعد أن وضعا قطعة قماش أخرى حول وجهه. إذًا، لم يلاحظ بطرس ويوحنا أن جسد المسيح لم يعد موجودًا فقط، بل أنه لم يسرق أيضًا، بما أنه اختفى من الأكفان وتُرِكَت على حالها.الكفن هو نافذة الحياة الأبديةإذا كان الإيمان نعمة، فهو يحتاج إلى علامات؛ وكان هذا الكفن علامة على أن ابن الله تجسد وضحى بنفسه من أجلنا. ولهذا الكفن الذي طُبع عليه ألم لا يوصف، علاقة عميقة بأناجيل الآلام، بحيث يسمح أن تغمرنا محبة الله.

إن الهدف من التقوى هو دعوة للتأمل بصمت في الشخص المطعون (يو 19، 37) ما يساعدنا على تركيز قلوبنا المستنيرة بالذكاء على هذا الوجه المليء بالكرامة والصبر والرحمة، حيث يهدأ الألم ويتحول الخوف إلى سلام، وتنبعث الحياة.في 24 أيار 1998، قال يوحنا بولس الثاني أمام الكفن في تورين: “يقدم لنا الكفن المقدّس يسوع، وهو في لحظة عجز فائق، ويذكرنا بأنّ خلاص العالم أجمع يكمن في إلغاء هذا الموت. وهكذا، يصبح الكفن المقدّس دعوة إلى عيش كل اختبار، بما في ذلك اختبار العذاب والعجز الأكبر، بوضعية الذي يؤمن بأن محبة الله الرحومة تتغلّب على كلّ الفقر، وكلّ وضع، وكلّ تجارب اليأس. وبينما نتذكّر انتصار المسيح هذا، يؤكّد لنا الإيمان بأنّ القبر ليس الهدف الأخير للوجود.
فالربّ يدعونا إلى القيامة وإلى الحياة الابديّة. وإذ يحدثنا عن المحبّة وعن الخطيئة، يدعونا الكفن المقدّس جميعًا إلى أن نضع في عقلنا وجه محبّة الله لنا، لنطرد واقع الخطيئة الرهيب”. ويقول الكاتب بول كلوديل إنّ الكفن المقدّس هو حضور المسيح وليس مجرد صورة. وعام 1973، قال القديس بولس السادس بعد تأمله بالكفن: “كوننا مؤمنين أم لا، نشعر بأن الجاذبية الغامضة لشخص المسيح تنمو فينا ونسمع في قلوبنا صدى صوته الإنجيلي الذي يدعونا للبحث عنه حيث لا يزال متخفيًا وحيث يمكننا اكتشافه وحبه وخدمته خلف وجوهنا البشرية”. ويضيف البابا يوحنا بولس الثاني، مؤكدًا: “لا يحتفظ الكفن المقدّس بقلوب الناس لنفسه”، مشيرًا بذلك إلى الله. كما أن يسوع “هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ” (كو 1: 15)، وانعكاس للآب وطريقنا إليه، و”بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ” (عب 1: 3). إذًا، فإن هذا الكفن هو نافذة الحياة الأبدية. ماري كريستين لافون