الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

البوابة نيوز تنشر تفاصيل وفاة أول فقيد للعلم بفيروس "الكورونا" في جامعة الأزهر

الدكتور أحمد محسن
الدكتور أحمد محسن بدر الصباح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدكتور محمد محسن الصباح: كان يعطي الهدايا للطلاب والباحثين  وعندما أرادوا مكافأته امتنع قائلا: أنا والدكم والأب يعطي ولا يأخذ. 
- رفيق دراسته: آلاف الطلاب والباحثين  يسجلون له مواقف من الكرم وحسن الخلق. 
- حازم خليل: كان يوصلني بسيارته عندما كنت طالبا في الماجستير وأوصاني في مرضه  بالإشراف على  باحث لإكمال رسالته للدكتوراه.
- أحمد سليمان خبير أبحاث التزييف بالطب الشرعي: درست الكيمياء الفيزيائية رغم صعوبتها حبا فيه وأوصاني بتغسيله لكن كورونا حال بيننا.
- محمود عبدالمنصف: أوصانا ألا نعاقب الجميع بذنب الفرد وألا نستعرض القوة على  الطلاب  بسلطة الدرجات.
- هاني العريان كيميائي حقل ظهر: أنهى ورق تسجيلي للدكتوراه بنفسه وطبع الرسالة على نفقته.
- خبير أبحاث 
ترجع أصول الدكتور أحمد محسن بدر الصباح، لمنيا القمح بمحافظة الشرقية وولد في نفس الشهر الذي مات فيه حيث ولد في ٣١ مارس ١٩٤٨م وتوفي في ٢٦ مارس ٢٠٢٠ م وتزوج من الدكتورة رباب أبوشهبة الأستاذ بكلية العلوم - عجل الله لها الشفاء - ولديه ولدان (طبيب أسنان ومهندس) وبنت ( دكتورة صيدلانية) تخرج في قسم العلوم الأساسية ثم عين معيدا بكلية العلوم وكان أحد مؤسسيها.
يقول الدكتور محمود زاهر الأستاذ بكلية العلوم وزميل دراسة الدكتور محسن لقد كان رحمه الله صورة حقيقية للأستاذ المُربي وكأنه من عصر الصحابة والتابعين فهو محبوب الطلاب والباحثين أشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه ونشر العديد من الأبحاث العلمية في الدوريات العالمية والمحلية وتخرج على يديه الكثير من الباحثين والخبراء والأساتذة ومنذ أن كان طالبا وهو يحظي بمحبة الجميع ولا يدخر جهدا في خدمة العلم فقد تخرج في قسم  العلوم الأساسية عندما كانت قسما في كلية الهندسة وبعدها تحولت لكلية مستقلة هي كلية العلوم عام ١٩٧٠ فكان من أوائل المعيدين بالكلية وكذا كنت معه وشاركنا مع زملائنا في تأسيسها واستطاع بكفاحه الحصول على الماجستير في عام النصر ١٩٧٣م ثم الدكتوراة في ١٩٧٦م وبعدها سافر في بعثة علمية للولايات المتحدة الأمريكية ليستكمل أبحاث ما بعد الدكتوراه وعاد لجامعته وحصل على الأستاذية في ١٩٨٥م وتخرج على يديه آلاف الطلاب في جامعة الإمام محمد بالمدينة المنورة وفي جامعة الأزهر يحملون له مواقف لاتعد ولاتحصى من الكرم وحسن الخلق. 
ويضيف الدكتور حازم خليل الأستاذ بكلية العلوم لقد تعلمنا من أستاذنا الدكتور محمد محسن الصبر في طلب العلم وحسن المعاملة وكرم الضيافة فقد كان رحمه الله له فضل على الكلية بأكملها حيث كان من مؤسسيها  وكان له مواقف معي منذ أن كنت طالبا لن أنساها طوال عمري فأثناء  تحضيري للماجستير كان يصر على توصيلي بسيارته لمنزلي وهو أستاذي وكان يصطحبني  لشراء بعض المستلزمات الخاصة بالجزء العملي برسالتي  وعند المناقشة في ٢٠٠٣م أصر أن يعطيني مبلغا من المال كان يوازي وقتها مرتبي ليساعدني في إعداد رسالتي وكان يرفض أي هدايا عندما نحاول رد الجميل له  ويقول الباحث ابني والأب يعطي ولا يأخد، وبعد حصولي على الماجستير شجعني للسفر للخارج فكان سببا رئيسا في سفري لألمانيا وحصولي على الدكتوراه وخلال هذه الفترة كان دائم التواصل معي وعندما عدت  أصر على اصطحابي في اليوم التالي بنفسه من بيتي إلى الكلية حتى لا أتأخر في إجراءات استلام العمل، وعند بداية مشاركتي له في الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراة كان يقول لي التسجيل عقد بينا وبين الله أولا والباحث أمانة في أعناقنا حتى منحه درجته العلمية، ومن آخر ما أوصاني به وهو في شدة مرضة الأخير أن أكمل مكانه رسالة دكتوراه لطالب تمت الموافقة على تشكيل لجنة الحكم عليها تمهيدا للمناقشة العلنية وكان همه كله ليس مرضه ولكن الطالب الذي وضعه أمانة في عنقي وكنت أقول له لن نكمل شيئا حتى تعود لنا معافا بإذن الله وتكمل ذلك الأمر بنفسك فكان يصر على في ذلك وكأنه يعلم أنه لن يعود إلينا وأنه ذاهب للقاء ربه. 
ويستكمل الدكتور أحمد سليمان خبير أبحاث التزييف والتزوير بالطب الشرعي بوزارة العدل أحد الباحثين الذين أشرف عليهم الدكتور محسن: لقد كان رحمه الله المثل الأعلى الذي ينير لي طريقي في حياتي العلمية والعملية فكنت أنا وزملائي نستشعر بأننا أبناؤه جميعا وكان لي الشرف أن أكون وثلاثة آخرين  ممن أشرف عليهم  في مشروع التخرج في السنة الأخيرة من الدراسة وقدر لي أن اقترب منه فكان نعم المشرف لنا فقد اختار لنا موضوعا جديدا لعمل المشروع عليه لم يقم طالبا من قبل بطرق بابه في مجال التآكل الكيميائي وكان رحمه الله لا يبخل علينا بوقته ولا جهده فقد كان يخرج لنا من كنترول الامتحانات  ليشرح لنا جزءا أو يجيب عن سؤال في مشاريع تخرجنا حتى انتهينا منه على الوجه الأكمل وقد تمت مناقشتي في هذا البحث وأعطتني اللجنة الممتحنة عليه تقدير ممتاز، وبعد أن انتهت الدراسة فوجئت باتصال هاتفي منه رحمه الله يبشرني بأني حصلت على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وأني أول الدفعة، فوالله لا أنساها له أبدا فاللهم بشره ببشرى تسعده في قبره إلى يوم القيامة.. وبدأت رحلتي معه في استكمال الدراسات العليا وشجعني على دخول تمهيدي ماجستير كيمياء فيزيائية - على الرغم من صعوبتها النسبية وقلت الإقبال عليها آنذاك - لكني لحبي له وأخذه مثلا أعلى دخلت ونجحت بفضل الله وحان وقت التسجيل للدراسات العليا وقد جاءت لي منحة في هيئة الطاقة الذرية في الماجستير وكان هو المشرف الداخلي من الجامعة  وكان نعم الأستاذ وأفضلهم على الإطلاق فقد ساعدني في نشر البحث الداخلي في الجامعة وأضاف جزءا في الرسالة أضفى عليها قوة أن تكون فيزيائية  تطبيقية والله لقد دفع لي رسوم التحكيم دون أن أعرف وتعجل لي موعد النشر في المجلة حتى ألحق بمجلس القسم وتمت بفضل الله اولا ثم بمساعدته رحمه الله دون أن  أدفع سنة أخرى زائدة، ثم جاءت الفترة الفاصلة في حياتي وهي بعد تعييني في مصلحة الطب الشرعي وحينها تواصلت من أجل تسجيل الدكتوراه وقلت له إنني أريد ان أسجل فكان رأيه أن أبحث عن المشكلات التي تواجهنا في مجال العمل، فاختار نقطة لم يبحث فيها أحد من قبل ولا حتى الآن نظرا لصعوبتها البالغة واحتياجها لفترة طويلة تزيد عن الأربع سنوات لتحضير العينات فقط وهذا النقطة تخص (دراسة العمر الزمني لأحبار القلم الجاف) وقد اختار رحمه لي أستاذا متخصصا في البويات والأحبار ليكون داعما لجزء الكيمياء الفيزيائية في الرسالة وكان دائم التشجيع لي كلما انتابني الإحباط من تلك النقطة وكان يقول لي دائما(سيبها على الله) وكان دائم المتابعة والتشجيع لي وأتذكر يوم أن كان لدينا مشكلة في تكبير بعض جرات القلم في العمل لدي فحدد لي يوما وذهبنا لقسم الحيوان وجعلني أقوم بالعمل على أجهزة التكبير لديهم وكان يقف بجانبي خطوة بخطوة أكثر من الباحث المسئول عن أجهزة التكبير  - تواضع ليس له مثيل- وكان يأخذني رحمه الله في شهر رمضان لبيت الدكتور المتخصص في الأحبار ونسهر عنده الساعات الطوال وكثيرا ما يكون اللقاء في بيته (رحمه الله) وعلى مكتبه الذاخر بالكتب والأوراق العلمية التي لازلت صورته لا تفارق خيالي وقد كانت تستقبلني بحفاوة الأم زوجته الأستاذة الدكتورة رباب بكل ترحاب وكأنها أمي - شفاها الله وعافاها وربط على قلبها-، وقد ساعدني في النشر كثيرا والبحث في المجالات العلمية نظرا لدقة التخصص المتعلق بالعلوم الشرعية حتى أتممت الرسالة على الوجه الأكمل بعد ذهابه - رحمه الله- لقسم الرياضة في كلية العلوم والتعاون معهم لإخراج أول معادلة رياضية تستخدم كنموذج لتحديد العمر الزمني نظريا بجانب الجزء العملي وحاليا نقوم بتطبيق بعض ما جاء في الرسالة في القضايا الموكلة إلينا من المحاكم إلى مصلحة الطب الشرعي  فأسأل الله أن تكون الرسالة والدعوات التي ستأتي لنا من كشف الظلم الواقع على المجني عليهم في المحاكم المصرية في ميزان حسناته. 
وأضاف سليمان لست أنسى  حينما زادت رسوم ومصاريف الدكتوراة مؤخرا فقد دفع لي حجز القاعة وأصر على ذلك وقال لي اعتبرها هدية مولودك الجديد وكان رحمه الله يعطيني الحلوى كلما ذهبت إليه في الجامعة ويزيد لأعطيها لأهلي وأولادي ويقول لي أبلغهم سلامي.. وقد أوصاني رحمه الله بتغسيله يوم وفاته إلا أن القدر قد حال بيني وبينه وابتلي بمرض نسأل الله أن يكون طهورا له  ويرفعه به في درجات الشهداء الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة(الشهداء خمسة المبطون والمطعون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله) فاللهم اجعل علمه وعمله هذا عملا ينتفع به بعد وفاته وأرزقه مرتبة الشهادة العليا.
ويضيف الدكتور محمود عبدالمنصف الأستاذ بكلية العلوم أستاذي الدكتور محمد  محسن كان  مثالا للأب لكل من تعامل معه قبل أن يكون أستاذا ومعلما تعلمنا على يديه قبل التخرج فعلمنا حسن الخلق قبل الكيمياء وبعدالتخرج شرفت أن تتلمذت على يديه وتعلمت منه أثناء عملي كمعيد بمعامل الفرقه الرابعة  ولا أنسى نصيحته لي في بداية حياتي العملية عندما قال لي يا محمود يا بني نحن  في مهنتنا نتعامل مع مجموعات ولا نتعامل مع أفراد فإياك أن تعاقب الجميع بذنب الفرد فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب تعامل مع الطالب على أنه أخيك وخذ بيديه وبسط له المعلومة ولا تستعرض القوة الممنوحة إليك بالدرجات في غير وجه حق وأعلم أنك راع وكل راع مسئول عن رعيته وقت الطالب هو حق الطالب لا تشغل فيه نفسك بأي شيء آخر سواء رسالتك أو غيرها واعلم أنك لو اتقيت الله في الطالب سيعينك الله في كل أمور حياتك.
ويوضح هاني العريان كيميائي بحقل ظهر لقد كانت كلماته صادقة بكل ما تحمله الكلمة من معني فلم يطلب مني مرة شيء فوق طاقتي وكان إنسانا بما تعنيه الكلمة. 
فقد أنهى ورق تسجيلي للدكتورة بنفسه وطبع الرسالة على نفقته الشخصية ليسلمها لشئون الدراسات العليا ويوم تحديد موعد مناقشتي تصادف وجود امتحان لدي للعمل في إحدى شركات البترول فانتظرني من الثامنة صباحا لبعد الظهر لحين انتهاء الامتحان وظل يدعوا لي وقد كتب الله لي بفضل دعواته النجاح.
ويستكمل مصطفى رشاد باحث دكتوراه ورئيس قسم الجودة بشركة الجارحي للصلب لقد استكملت دراستي بسبب تحفيز الدكتور محسن لي فقد بدأت الدراسات العليا بعد تخرجي بسبع سنوات وكان يقول لي لا تفقد الأمل وجهدك في الدراسات لن يذهب هباء منثورا وأفعل الخير لغيرك حتى تؤجر به فزرع في حب الخير وإكرام الضيف فما ذهبت لمنزله مرة إلا وجدته من أكرم الناس.
ويبين الشريف هاشم  باحث الماجستير، خبير أبحاث التزييف والتزوير  بمدن القناة وسيناء بمصلحة الطب الشرعي لقد كان رحمه الله بشوشا كريما أبا لي بعد وفاة أبي كلما قابلني وأنا عائد من الإسماعيلية يصر على إفطاري ويوصيني أن اطمئنه على نفسي عقب العودة لمنزلي وآخر لقاء جمعني به كلن في ٣ مارس ٢٠٢٠م وطلب مني عرض البحث كأني أمام لجنة المناقشة وجلس يبتسم وكأنه كان يودعني
وألمح د. بلال ندهي الباحث بالمركز القومي لبحوث المياه لقد فقدت على المستوى الشخصي أبا وأخا وصديقا ورمزا وقدوة ومثل أعلى يحتذي به وهناك وجع وغصة في القلب لا يمكن وصفها منذ معرفة خبر الوفاة ونحتسبه من الشهداء، فأشهد الله أنه كان يهتم بمصلحة الطالب أكثر من مصلحته الشخصية  حيث شرفت بتدريس العالم الجليل والمربي الفاضل لي في السنة الرابعة للكلية ثم الدراسات العليا تمهيدي، ماجستير ودكتوراه وحتي بعد الانتهاء من هذه المراحل وسفري للخارج لعمل دراسات بعد الدكتوراه كان القدوة والمعلم على تواصل دائم معي للاطمئنان ومتابعة سير العمل البحثي بكل تفاصيله الدقيقة دون كلل أو ملل وكان رحمه الله دؤوب في العمل يهتم بكل التفاصيل حتى الحالة النفسية للطالب ويعتبر نفسه مسئولا مسئولية كاملة عنه وكنت دائمًا أنظر له بفخر واعتزاز وأحدث نفسي وأسأله ما سر هذا الشغف والعمل المتواصل ورد ببساطة هذا ما يبقيني على قيد الحياة، لم يدخر أي مجهود بدني أو معنوي أو حتى مادي ولا يبخل بعلم ومعرفة وكان رحمة الله عليه يعمل معي التجارب المعملية بيديه، ومن المواقف الكثيرة التي لا يحصيها مقال كان رحمة الله عليه يساعد لتقليل العبء المادي على الطلبة ويحس بظروفهم وكان يلقي محاضرات وندوات في أماكن كثيرة شركات أو حكومة دون مقابل مادي نهائيًا إيمانًا منه بنقل العلم والخبرات للغير فهو خير مثال للعالم بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ واسعة.
ويشير د. عبدالرحمن هلال الكيميائي بشركة فوسفات مصر فرع الوادي الجديد  إلى أن المواقف كثيرة مع أستاذه د. محسن منذ التسجيل للماجستير موضحا عندما بدأت اشتغل سألني معك بالطو فقلت له لا فأخرج كيسا وأهداني منه وزميلي د. حازم خليل كل واحد منا بالطو وعندما كان يشد علينا كان يقول لي: أنتم  مسئوليتي أمام الله وفي آخر جلسة معه بمكتبه تحدث معي عن عدد الساعات الطويلة التي يعمل فيها آخر مرة كنت معاه ف مكتبه تكلم معي  كثيرا وأخبرني عن عد ساعات عمله الكثيرة وعن قرب ذكرى مولده فكنت أشعر بأنه والدي وكنت أحبه كثيرا ولو أعلم أنه آخر لقاء بيننا لأخبرته بذلك.