مع تصاعد وتيرة الأحداث المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، وغلق المجال الجوي وإيقاف الاستيراد والتصدير حتى انتهاء الأزمة، يظل هاجس نفاد السلع الغذائية خاصة الأساسية منها والتي يتم استيرادها من الخارج يسيطر على المواطنين، مما يجعل البعض يتكالب على تخزين السلع المهمة مثل الدقيق والسكر والبقوليات، ويضع البعض في مأزق استغلال التجار من جهة، ونفذ بعضها في الأسواق من جهة.
وفي إطار متابعة الدولة بالموقف الخاص بالسلع التموينية، والمواد الغذائية اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة السابقة مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ووزراء التموين والتجارة الداخلية، والمالية، والتنمية المحلية، والداخلية، والزراعة واستصلاح الأراضي، ومدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول متابعة الموقف الخاص بالسلع التموينية والمواد الغذائية الأولية في الأسواق المحلية، في إطار سيناريوهات التعامل مع تداعيات فيروس كورونا المستجد.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي، على الإدريسي، أن الوضع الغذائي مطمئن للغاية، ووزير التموين أصدر العديد من التصريحات التي تدعو المواطنين لعدم الازدحام والتكالب على السلع.
وأضاف لـ"البوابة نيوز" أن الوضع حتى الآن مطمئن واتخذت إجراءات مهمة لمواجهة نقص السلع، كما أن البنك المركزي دعم القطاع الصناعي، من خلال تخفيض الفائدة وتأجيل الأقساط والتيسيرات المقدمة، وتخفيض سعر الكهرباء.
وأضاف أن القوات المسلحة تتحرك لتغطية أي عجز، كما حدث من وزارة الإنتاج الحربي التي عالجت أزمة عجز الكمامات والمطهرات.
وأوضح أن هذا التوقيت فرصة ذهبية للمستثمرين ورجال الأعمال بعد انحسار الاستيراد خاصة إننا نستورد 14% من الصين والاستيراد توقف تماما من الصين.
وأشار إلى أن تكالب الجمهور على الشراء والتخزين هو ما يخلق أزمة في ظل الوضع القائم ويجب أن يكون هناك وعي لدى الجميع.
في سياق متصل أكد عادل عامر الخبير السياسي، أن كل المؤشرات تشير إلى أن الوضع الغذائي في مصر مطمئن وهناك جهود من الدولة لاحتواء أي أزمة.
وأضاف لـ"البوابة نيوز" أن الوضع مرتبطا بوعي المواطنين وعدم تخزين السلع حتى لا يحدث أي نقص فيها أو ارتفاع أسعار خاصة أن هناك تجارا يستغلون الأزمات ويقومون برفع الأسعار.
وأشار إلى أن هناك أسعار ارتفعت بالفعل لكنها بفعل كثرة الطلب على المعروض. والدولة حتى الآن تدير الأزمة بنجاح.
وفي ظل التخوف من نقص الأدوية أكد عصام عبدالحميد وكيل مجلس الصيادلة، أن مخزون الأدوية جيد في الأزمة الراهنة.
وأكد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن المواد الخام التي يتم استيرادها من الصين لها بدائل في الهند ودول أوروبا الشرقية.
وأشار إلى أن هناك مخزونا للأدوية والمواد الخام لفترة تتراوح بين الثلاث والست أشهر، وهي فترة كافية ليقوم المصنعون بشراء المواد الخام من الهند أو من الدول البديلة، لإتمام عملية التصنيع هنا في مصر.
ولفت إلى أن الصين هي "مقلد" للمواد الفعالة وليست مخترعة لمادة بعينها، كما أن المواد الخاصة بأدوية القلب والضغط والأمراض المستعصية تأتي من أوروبا ألمانيا على سبيل المثال.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه الأجهزة المعنية ببذل أقصى الجهد لتوفير السلع الأساسية وتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي منها، تلبيةً لاحتياجات المواطنين بالكميات والأسعار المناسبة، مع إتاحتها في مختلف محافظات الجمهورية، وذلك من خلال جهود ضبط الأسواق، وتشديد الرقابة على منافذ البيع، ومكافحة الممارسات الاحتكارية، فضلًا عن تعزيز دور أجهزة حماية المستهلك لضمان توفر مختلف السلع للمواطنين، خاصةً مع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم.
