الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي ويتحدث عن التجلي

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تلا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي، وتحدث إلى المؤمنين قبل الصلاة عبر الشبكة من مكتبة القصر الرسولي بدلا من الإطلال التقليدي من النافذة المطلة على ساحة القديس بطرس، ويأتي هذا التغيير في إطار إجراءات وقائية أمام انتشار فيروس الكورونا، وهو ما أكده قداسة البابا في بداية كلمته.
وجه البابا بعد ذلك تحية إلى مجموعة من الأشخاص الذين يتظاهرون ويكافحون من أجل سكان إدلب المنسيين حسب ما قال قداسته. ثم توقف الأب الأقدس عند إنجيل اليوم، الأحد الثاني من زمن الصوم، والذي يحدثنا عن تجلي يسوع (متى 17، 1-9).
وقال البابا إن يسوع مضى ببطرس ويعقوب ويوحنا إلى جبل عال، رمز القرب من الله، كي يجعلهم منفتحين على فهمٍ أكثر كمالا لسره، هو الذي سيكون عليه أن يتألم ويموت ليقوم بعد ذلك. وتابع الأب الأقدس أن السيد المسيح كان قد تحدث إليهم عن الآلام والقيامة لكنهم لم يتمكنوا من قبول ما كان سيحدث، ولهذا فعندما صعدوا إلى الجبل أخذ يسوع يصلي وتجلى أمام التلاميذ الثلاثة "فأَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس، وتَلألأَت ثِيابُه كالنُّور" (2).
وواصل البابا أنه من خلال فعل التجلي أصبح التلاميذ مدعوين إلى أن يروا في يسوع ابن الله المتألق بالمجد، وتَقدَّموا هكذا في معرفة معلمهم متنبهين إلى أن المظهر البشري لا يكشف حقيقته الكاملة، وانكشف أمام أبصارهم البعد الإلهي ليسوع، وإذ صوت يقول من الأعالي "هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا" (5). 
توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند اختيار يسوع من بين التلاميذ بطرس ويعقوب ويوحنا ليمضي بهم إلى الجبل خاصا إياهم بالتميز بمشاهدة التجلي. ومع ذلك، تابع الأب الأقدس، فقد أنكره بطرس بينما طلب الأخوان يعقوب ويوحنا مكانا مميزا في ملكوته (راجع متى 20، 20-23). إلا أن يسوع لا يختار على أساس معاييرنا بل انطلاقا من تصميمه، تصميم المحبة، إنه اختيار مجاني، غير مشروط، مبادرة حرة، صداقة إلهية لا تطلب شيئا في المقابل. وكما دعا يسوع التلاميذ الثلاثة، واصل البابا فرنسيس، فإنه يدعو اليوم أيضا البعض ليكونوا قريبين منه ليتمكنوا من الشهادة. 
وأضاف البابا أن الشهادة هي هبة لم نستحقها ونحن نشغر بأنفسنا غير ملائمين ولكن لا يمكننا التراجع متحججين بعدم قدرتنا.
نحن لم نكن على جبل طابور ولم نرَ بأعيننا وجه يسوع يشع كالشمس، ولكننا قد تسلمنا نحن أيضا كلمة الخلاص وُوهبنا الإيمان، واختبرنا بأشكال مختلفة فرح لقاء يسوع، قال البابا.
ولنا نحن أيضا يقول يسوع: "قوموا، لا تخافوا" (راجع متى 17، 7)، ثم واصل الأب الأقدس متحدثا عن عالم اليوم المطبوع بالفردانية والجشع والذي تحجب فيه المخاوف اليومية نور الله، وغالبا ما نقول ليس لدي وقت للصلاة، لست قادرا على تقديم خدمة في الرعية والاستجابة لمطالب الآخرين، ولكن علينا ألا ننسى، تابع قداسة البابا، أن المعمودية والتثبيت اللذين تلقيناهما قد جعلانا شهودا، لا بفضل قدراتنا، بل بعطية الروح القدس.
وفي ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي تضرع البابا فرنسيس كي تمنحنا مريم العذراء في زمن الصوم هذا الوداعة للروح القدس، والتي هي لا غنى عنها كي نسير بعزم على درب الارتداد.