الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تجارة تركيا وتل أبيب تتضاعف 10 مرات في عهد «العدالة والتنمية».. إسرائيل في المرتبة العاشرة كأكبر أسواق الصادرات لدولة أردوغان.. وارتفاع معدلات السياحة بين الجانبين في السنوات الأخيرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقع العالم الإسلامى تراجع التعاون بين تركيا وإسرائيل، بعد وصول حزب العدالة والتنمية سدة الحكم عام ٢٠٠٢، نظرا لخليفته الإسلامية، لكن الواقع العملى كان خلاف ذلك، فالبرجماتية التركية دفعتهم نحو إسرائيل أكثر.
ميكافيلية أردوغان ظهرت في التعاون مع الكيان الصهيوني، لم يبق فقط على الشراكات الأمنية والاقتصادية التى وقعها سليمان ديميريل الرئيس التركى الأسبق، بل عمل على تحديثها وإضافة بنود جديدة إلى الاتفاقية في عامى ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ منحت معاملة تفضيلية للشريك الإسرائيلي.
في ٢٠٠٨ سعى الطرفان إلى تضمين عمليات التبادل التجارى بينهما، في مشروع ضخم أطلق عليه اسم ميد ستريم، وهو خط أنابيب متعدد الأغراض يتمدد من تركيا إلى إسرائيل، يستفيد منه البلدان في إنتاج الكهرباء وتوصيل الغاز الطبيعى والنفط الخام والمياه، بموجب هذا الاتفاق، تحولت تركيا إلى ممول للحديد والصلب، والسيارات، والبلاستيك، والملابس، والأجهزة الكهربائية والزراعية المتنوعة لإسرائيل.
حادث السفينة مرمرة، الذى قتل خلاله ١٠ نشطاء أتراك قرابة سواحل غزة على أيدى الكوماندوز الإسرائيلى في مايو ٢٠١٠، كان بمثابة إعلان حرب على أنقرة، وبينما توقع العالم ردا مزلزلا من تركيا، تثأر فيه لمواطنيها، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث، ظلت العلاقات بين البلدين على حالها.
خلال ما أطلق عليه «سنوات القطيعة» بين البلدين في أعقاب حادث مرمرة، سجل عام ٢٠١٣ وصول التجارة المتبادلة بين أنقرة وتل أبيب إلى ٤.٨ مليار دولار، ٢.٣ مليار دولار صادرات تركية إلى إسرائيل، و٢.٥ مليار دولار صادرات إسرائيلية إلى تركيا، وبحلول عام ٢٠١٤، باتت تركيا سادس أكبر شريك تجارى لإسرائيل بـ ٥.٣ مليار دولار، ٢.٦ مليار دولار صادرات تركية، مقابل ٢.٧ مليار دولار صادرات إسرائيلية، وفى عام ٢٠١٥، بلغ حجم التجارة بينهما ٤.١ مليار دولار، بواقع ٢.٤ مليار دولار للصادرات التركية، و١.٧ مليار دولار صادرات إسرائيلية.
وكشفت إحصائيات صندوق النقد الدولي، أن إسرائيل في المرتبة العاشرة كأكبر أسواق الصادرات التركية في عام ٢٠١٧، حيث اشترت سلعًا بنحو ٣.٤ مليار دولار تقريبًا من تركيا، واحتلت الخطوط الجوية التركية المركز الأول بين شركات الطيران والخطوط الجوية التى تتعامل مع إسرائيل، كما أظهر التقرير السنوى للعام ٢٠١٧، الصادر عن دائرة الإحصاء التركية المنشور في أبريل ٢٠١٨ أن تركيا تعد الدولة الأولى في تصدير الأسمنت والحديد لإسرائيل حيث صدرت ٤٥٪ من إجمالى ما استوردته إسرائيل من الحديد و٥٩٪ من إجمالى ما استوردته من الاسمنت وهما مادتان أساسيتان في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضى الفلسطينية المحتلة.
ووفقا لإحصاءات وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية، احتلت تركيا المرتبة السادسة في قائمة صادرات إسرائيل لدول العالم، منذ وصول حزب «العدالة والتنمية» للحكم في ٢٠٠٢ إذ إن حجم التبادل التجارى بين البلدين شهد طفرة هائلة خلال حكم أردوغان، حيث ارتفع من ٣٠٠ مليون دولار عام ١٩٩٧ إلى ٣.١ مليارات دولار عام ٢٠١٠، قبل أن يتجاوز ٤ مليارات دولارات عام ٢٠١٩، وفقا لدائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية، ومن المتوقع ارتفاع الرقم الإجمالى للتجارة التركية الإسرائيلية، إلى ١٠ مليارات دولار خلال السنوات القليلة القادمة وفق ما نادى به رئيس جمعية المصدرين الأتراك.
وفقا لهيئة الإحصاء التركية، تحتاج إسرائيل تركيا اقتصاديًا أكثر من احتياج الأخيرة لها، وبالرغم من ذلك حكومة رجب أردوغان لا تجازف بذلك، ولم تجرؤ حتى الآن حتى في ظل وصول التلاسن الإعلامى إلى ذروته في اتخاذ خطوة قطع العلاقات الاقتصادية والتجارية، أو إنهاء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
المثير في الأمر، هو عقد عائلة الرئيس التركى على الكثير من الصفقات مع الدولة العبرية، في مختلف مجالات المال والتجارة.
كما أن حركة السياحة الإسرائيلية إلى تركيا سجلت رقما قياسيا في ٢٠١٩، بلغ عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا تركيا نحو ٥٦٠ ألفا مما يشكل ارتفاعا بنسبة أكثر من ٢٥٪ مقارنة بعام ٢٠١٨، بسبب تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار، فالتغيير في سعر الصرف أدى إلى انخفاض أسعار السفر إليها، بما في ذلك التسوق والمطاعم.
وفى عام ٢٠١٨ سجلت الخطوط الجوية التركية زيادة في عدد المسافرين بين مطارى تل أبيب أتاتورك في إسطنبول بنسبة ١٧.٦٢٪ عن العام السابق، وبجانب السياحة، تجذب عمليات زراعة الشعر في تركيا العديد من الإسرائيليين.