رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خبراء ومفكرون يؤكدون أهمية الاستفادة من قدرات الشباب بمجال التكنولوجيا للتصدي للإرهاب على الإنترنت.. سلامة: تعميق الوعي في المجتمعات العربية "ضرورة".. وعكاشة: الشباب العربي لديه الكثير من الأفكار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد المشاركون في الجلسة الثالثة لمؤتمر "المبادرات الشبابية باستخدام تكنولوجيا المعلومات لدحر الإرهاب"، الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع جامعة الدول العربية، أهمية الاستفادة من قدرات الشباب في مجال التكنولوجيا للتصدي للإرهاب ودعاية الجماعات المتطرفة على الإنترنت.



جاء ذلك في الجلسة الثالثة للمؤتمر، التي عقدت صباح اليوم بمقر الجامعة العربية بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والتي حملت عنوان "التكنولوجيا بين خدمة الإرهاب ومواجهته، وأدارها الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مركز المستشارين بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة المصري اليوم.
وأكد عبد محسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، أنه يجب اللجوء على المدى الطويل لآليات مختلفة لمحاربة الإرهاب، مؤكدا ضرورة تعميق الوعي في المجتمعات العربية وترسيخ هذا الوعي منذ النشأة. 
وقال إننا أمام حالة تؤدي لمزيد من الكوارث، في العديد من المجتمعات العربية مشيرا إلى أن الصحافة لاتزال هي الجسد الأقوى في المنظومة الإعلامة، ولكنها ضعفت أيضًا وأصبحت الآن أكثر هشاشة من التي كانت عليه في الماضي، ولكنها لاتزال لديها بعض الأشياء التي هي أفضل من غيرها من وسائل الإعلام.
ودعا إلى وضع خارطة الطريق لإنقاذ الواقع العربي المؤلم والمرير من هشاشة الوضع الذي يعاني منه.

وأكد أحمد محمد حلمي مدير إدارة مراقبة المخاطر والتعامل مع الحوادث السيبرانية والتحليل الجنائي للأدلة الرقمية بوزارة الاتصالات أن مواجهة الإرهاب الإلكتروني أصعب من الإرهاب العادي، لأن الإرهاب العادي تستطيع أي دولة حماية نفسها منه عبر حماية حدودها الجغرافية من العناصر التي تخرب البلاد، ولكن الإنترنت ليس لها حدود ممكن أي شخص يخرب دولة ما من أي مكان آخر.
وقال إنه منذ آواخر الثمانينات بدأت تحدث حوادث تستغل إرهابيا ومع سرعة الإنترنت أصبحت تؤثر على دولنا العربية جميعًا، مضيفًا أنه يمكن لبعض الجماعات توجيه مجموعة من الأفراد بشكل ما لكي يبدأوا أن يقوموا بعمليات معينة.
ولفت إلى انه في الفترة الأخيرة انتشرت ألعاب تستهدف الشباب لكي يقوموا بعمليات عنف، كما أن هناك عمليات التجنيد على المواقع والتي تشرح كيفية تنفيذ عمليات إرهابية.
وقال إن أي دولة يقاس نموها بمدى نمو التكنوولجيا فيها، وفي العصر الرقمي نتجه، لتحويل كل خدمات المواطنين إلى خدمات رقمية ولكن يجب تأمينها، مشيرا إلى أن بعض الدول التي سبقت في مجال الخدمة الرقمية للمواطنين 
تعرضت هذه الخدمات لهجمات سيبرانية.

وأوضح أن مصر أنشأت المركز الوطني للتعامل مع طوارئ الحاسبات، وخلال من 2009 إلى 2020 حققنا المرتبة ال23 على مستوى العالم من 193 دولة في هذا المجال.
وقال إننا نعمل مع معظم الجهات الحكومية وغير الحكومية وكل ما يسمى بالبنية المعلوماتية الحرجة للمعلومات كما نتعاون مع الدول العربية في مجال التأمين الإلكتروني.
وشدد على أهمية التعاون مع الدول العربية للتصدي للهجمات السيبرانية لأن الهجوم ممكن أن يأتي من أكثر من دولة، واتحاد الدول العربية في هذا المجال يمكنها من التصدي للهجمات السيبرانية بشكل أفضل.



من ناحيته، قال خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية إن هذا المؤتمر هو بداية انطلاق لمواجهة غير تقليدية، مشيرا إلى أن وزارة الشباب اطلعت بدور مهم لشحذ همم الشباب والاستفادة من مهاراتهم في التكنولوجيا.
وأوضح أن وزارة الشباب والرياضة بدأت عبر هذا المؤتمر بالعمل على أن يكون الشباب العربي في الصفوف الأولى لمكافحة الإرهاب والتطرف، معربًا عن تطلعه لأن يكون هذا المؤتمر بداية يتم الانطلاق من خلالها لاستخدام التكنولوجيا لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وقال: "واجب الشباب العربي أن يسيق بخطوات الإرهابيين والمتطرفين، مشددا على أن الشباب العربي لديه الكثير من الأفكار والطموح، ووزارات الشباب العربية مطالبة بأن تجعل الشباب الأول في الصفوف في هذه المواجهة".



فيما أشار أحمد بدوي رئيس لجنة الاتصالات والمعلومات بمجلس النواب إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات في تجنيد الشباب، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية كشفت العديد من الشباب الذين تم تجنيدهم من قبل الجماعات الإرهابية عبر هذا الطريق، قائلًا: "إننا في لجنة الاتصالات بمجلس النواب عملنا على مسألة الشائعات، وكانت مصر أكثر دولة تتعرض للشائعات على السوشيال ميديا".
وأعرب عن تطلعه لعقد مزيد من الندوات والمؤتمر لتوعية الشباب، مشيرا إلى أن سلبيات السوشيال ميديا في مصر والدول العربية أكثر من إيجابيتها، قائلًا "رصدنا العام الماضي في فترة ثلاثة أشهر آلاف الشائعات".
وأشار إلى تحقيق العديد من الإنجازات التشريعية في هذا الصدد، وقال إن قانون حماية البيانات الشخصية سوف نأخذ عليه موافقة نهائية يوم 12 من الشهر الجاري.

من جهتها، قالت دلال محمود مدير برنامج الأمن وقضايا الدفاع بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية والأستاذ زائر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إنه يجب التركيز على كيفية استخدام إمكانيات الشباب في مجال التكنولوجيا لمكافحة الإرهاب. 
ولفتت إلى أن هناك اقتراحات من دول عديدة لفرض غرامات على مواقع التواصل الاجتماعي في حال تداول للتطرف العنيف، كما أن هناك برامج لملاحقة التطرف على الإنترنت، مشيرة إلى أن الجهود الشبابية لمكافحة التطرف هي قادرة على خلق حائط التصدي في هذا الشأن.



وقال عادل عبد الصادق خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن العلاقة بين التكنولوجيا والإرهاب علاقة ارتباطية، مشيرًا إلى ان جيل المواقع الإلكترونية مختلف عن جيل الشبكات الاجتماعية، موضحا أن الجماعات الإرهابية ًاصبحت لا تعتمد على قدراتها الذاتية فقط بل هناك عوامل خارجية وهناك قوى إقليمية ودولية تحاول أن توظف الجماعات الإرهابية في السياسات الخارجية.
وقال إنهم يستخدمون المنهج العلمي في التأثير والإقناع، من خلال التأثير المعرفي والإدراكي والسلوكي، وتساءل كيف يمكن أن نقود إستراتيجية لمواجهة الإرهاب، مؤكدًا أن الإستراتيجية مكافحة الإرهاب يجب أن تكون مرنة وتشمل تعزيز المسئولية المشتركة للحكومنات والنجتكع المدني، وتعزيز التطوع والابتكار.
وقال هاني نسيرة الكاتب والخبير في شئون الإرهاب، إنه لدى الجماعات الإرهابية خبرة في توظيف الإنترنت فمنذ السبعينيات وظفوا شرائط الكاسيت، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش الإرهابي له عدد كبير من حسابات تويتر، لكن العالم استفاق وبدأ يتصدى لهذه الظاهرة.
وأكد الشباب العربي واع جدًا،وأن الإرهاب لايتمدد إلا في فراغ، وقال: "لا بد من عقد ندوات في مراكز الشباب لتوعية الشباب".
وقال أحمد كامل بحيري، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مصر من أقل الدول استقطابا للاتباع للجماعات المتطرفة عبر التكنولوجيا من قبل تنظيم داعش، كما أنها من أقل الدول في عدد المنضمين للتنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش، باستثناء القيادات، ومعظم الاستقطاب يتم بشكل تقليدي وليس عن طريق التكنولوجيا.
وأوضح أن المشكلة إنه لا يوجد تعريف واضح تتفق عليه الشركات والدول للتطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن هناك الإنترنت الأسود والذي يشمل 96 % من المحتوي الحقيقي للإنترنت ويوجد عليه تجارة البشر والسلاح والإرهاب وهذا يخلق صعوبة للدول للوصول إليه.
وأشاد بمرصد الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب، داعيا للتنسيق بين وزارة الشباب والمرصد لنقل ما يتوصل إليه الأزهر للشباب.