رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

جرائم السلطان التركى.. «لا أسرى.. قاتل أو تذبح حيا».... شعار الأتراك.. و«موهاكس» المعركة التي «سحق» فيها العثمانيون الإنسانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للأتراك تاريخ طويل من الإبادة، والوحشية فى الخصومة، بدأ من الدولة العثمانية التى كانت متعطشة للدماء والرغبة فى الانتقام والتشفى على مر تاريخها، فقبل ما يقرب من ٥٠٠ عام، وبالتحديد فى ٢٩ أغسطس ١٥٢٦م، وقعت معركة موهاكس أو كما يطلق عليها البعض «موهاج»، بين الدولة العثمانية وأكبر حلف عسكرى الإمبراطورية الرومانية المقدسة بقيادة المجر فى جيش تجاوز الـ٢٠٠ ألف، واستمرت الحرب ساعة ونصف الساعة وأقصى تقدير ساعتين، فى نهايتها أصبح الجيش المجرى فى ذمة التاريخ، بعد أن غرق معظم جنوده فى مستنقعات وادى موهاكس، ومعهم الملك فيلاد يسلاف الثانى جاجليو وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار.


هجم المجريون الجيش العثمانى الذى اصطف على ثلاثة صفوف، وكان السلطان سليمان القانونى ومعه مدافعه الجبارة، وجنوده من الانكشاريين فى الصف الثالث، فلما هجم فرسان المجر وكانوا مشهورين بالبسالة والإقدام أمر القانونى صفوفه الأولى بالتقهقر حتى يندفع المجريون بشراسة مرة واحدة نحو قلب القوات العثمانية، حتى وجدوا أنفسهم وجهًا لوجه أمام المدافع العثمانية والقناصة، وقد فتحت نيرانها عليهم من كل النواحي، ولمدة زمنية قدرت نحو ساعة، قضت على كامل الجيش الأوروبي، دون مقدرة على الهرب.
وأراد من تبقى من الجيش الأوروبى الاستسلام ؛ فكان قرار السلطان سليمان الذى لن تنساه البشرية لوحشيته وبربريته: لا أسرى! وأخذ الجنود العثمانيون يناولون من يريد الأسر من الأوروبيين سلاحه ليقاتل أو يذبح حيا، لكنه كان قتال الميئوس، وانتهت المعركة بمقتل ملك المجر، ومجموعة من الأساقفة والقادة الكبار، وأبيد نصف سكان المجر تقريبا، وبالرغم من ذلك وقع فى الأسر خمسة وعشرون ألفا، فى حين كانت خسائر العثمانيين مائة وخمسين، وبضعة آلاف من الجرحى.

قال المؤرخ التركى يلماز أوزتونا فى كتابه «تاريخ الدولة العثماني»، معلقًا على نتائج موهاكس: «إن هذه المعركة لهى أكبر حروب الإبادة النموذجية والكلاسيكية فى التاريخ، استمرت الحرب ساعة ونصف ساعة فقط، وفى نهاية هذه المدة أصبح الجيش المجرى الذى عاش ٦٣٧ سنة فى ذِمة التاريخ».
وأصبحت هذه المعركة من أشهر الأمثال الشعبية المجرية «أسوأ من هزيمتنا فى موهاكس»، يضربونه كلما تعرضوا لحادثة أو موقف مروع، فتستحضر أذهانهم ما تعرض له جيشهم من إبادة.
ما فعله الانكشاريون فى موهاكس نفذه الجيش التركى بحذافيره فى شمال سوريا فى سواء فى درع الفرات أو غصن الزيتون أو نبع السلام، حيث ارتكب الانكشاريون الجدد مذابح التطهير العرقى داخل سوريا.
ويمتلك الجيش التركى سجلا حافلا من الجرائم والانتهاكات على مدى ٨ سنوات منذ تدخله السافر فى الأراضى السورية، إذ استخدم أسلحة محرمة دوليا وأسفرت هذه الحرب الغاشمة عن مقتل ١٧٢١ مدنيا، وإصابة آلاف، فيما وصل عدد النازحين ٣٠٠ ألف وحرمان ٨٦ ألف طفل من التعليم فى شمال سوريا.