رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

كاميلا باتيستا بينتو تتحدث لـ«البوابة نيوز» بعد خطابها في ختام منتدى شباب العالم.. انبهرت بالسيسي فنحن فى أمريكا اللاتينية لا نلتقي الرؤساء وجها لوجه.. وتأثرت بمدى استثمار السيسي في الشباب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعض المنظمات الحقوقية تهمل دعم حقوق الفقراء والنساء.. وتركز على الاحتجاجات

لم أصدق نفسى عندما عرفت عدد الشباب المشارك فى المنتدى

مناقشة التحديات أبرز الفوائد.. ومستوى الجلسات عال.. وتواصلت مع مشاركين من دول عديدة

جدتى أكبر مصادر إلهامى واعتدت على العمل معها فى المشاريع الاجتماعية منذ طفولتى

فى البرازيل هناك 5 نساء ضحايا للعنف كل دقيقتين.. و170 حالة يوميًا

 

شاركت الحقوقية البرازيلية كاميلا باتيستا بينتو، فى منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة بشرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع 7000 شاب وفتاة من مختلف بلدان العالم، ولمدة 5 أيام متواصلة.

وفى حفل ختام المنتدى، تقدمت «بينتو» إلى المسرح لتلقى خطابا أمام الرئيس السيسى والحضور، مرسلة من خلاله رسائل قوية إلى نساء العالم، وهى أن يطاردن أحلامهن وألا ييأسن أبدا، وأن العالم أمامهن بكل تحدياته، ولكن البداية هى الأساس، فهى نقطة التحول.

«البوابة نيوز» التقت الحقوقية البرازيلية كاميلا باتيستا بينتو، للحديث معها حول تفاصيل زيارتها إلى مصر، وفوائد المنتدى وانطباعاتها عن مشاركتها، فإلى نص الحوار..


بداية.. هل هذه أول مرة تحضرين فيها إلى منتدى شباب العالم؟

- شاركت فى العديد من المنتديات فى جميع أنحاء العالم، لكنها كانت المرة الأولى لى فى منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.

 

فى ختام المنتدى ألقيت خطابًا قويًا يدور حول الأحلام وتمكين المرأة.. كيف كتبت هذا الخطاب وما النقاط الرئيسية؟

- فى الأساس، حضرت للمنتدى من خلال دعوة لأكون متحدثة فى جلسة حول تمكين المرأة، لذلك أتيحت لى الفرصة للتحدث حول ما يجرى فى بلدي، لأن لدينا الكثير من العنف ضد المرأة، حيث إنه كل دقيقتين هناك خمس نساء ضحايا للعنف، ولدينا نحو ١٧٠ حالة عنف كل يوم.

وبعد المنتدى، تلقيت رسالة بأنه تم إدراجى فى القائمة المختصرة لأكون متحدثة فى الحفل الختامي، الذى كان مذهلًا، وسألوا عما إذا كان بإمكانى إلقاء خطاب.

وفى الوقت نفسه، فإننى أشعر فى كل مرة أذهب فيها إلى أى منتدى بأن العمل فى المجالات الاجتماعية ليس بالتأكيد خيارًا واضحًا، حيث إنه ليس بالأمر السهل، أعنى أن لدى الشخص الكثير من التحديات اليومية لتنظيم هذا الحدث.

لذلك، بدأت أفكر فى هؤلاء الشباب الذين سأتحدث أمامهم، لماذا هم هنا؟ لماذا يريدون هذا التواصل؟ نحن بحاجة إلى هذه الروابط، لأنها تتيح لنا الفرصة لنرى أن هناك أشخاصا آخرين يهتمون ويعملون مع نفس المشكلات.

ولم يكن الأمر يتعلق فقط بالمجيء إلى هنا، ولكن يجب صنع شيء ذى معنى، وأيضًا، إعطاء رسالة حول أننا من ثقافات مختلفة، وهنا يمكننا أن نبقى معا، ويمكننا أن نتشارك.



■ ما رأيك فى رسالة المنتدى والتى دارت حول ماهية الإنسانية؟

رسالة المنتدى مثيرة للإعجاب، لأن المنتدى لديه هذه الفكرة حول المساواة بين الجنسين، وما رأيناه أن معدل النساء كان فى الغالب نفس معدل الرجال، ورأيت أن النساء يشاركن حقًا ولدينا مساحة لمناقشة كل شيء.

وكان لدينا أناس من مختلف الجنسيات وهناك جهد كبير لاختيار أشخاص من أماكن وجنسيات مختلفة، لذلك أعتقد أن كل هذا كان يتعلق بالإنسانية والظروف حول ما يجب أن يكون الفرد إنسانًا، فنحن جميعًا بشر بلا فرق أو قيود.


■ أظهر المنتدى الكثير من الأشخاص الملهمين.. فهل استمعت إلى قصصهم؟

أتيحت لى الفرصة للذهاب إلى العديد من الورش والجلسات فى المنتدى، وكنت فى فندق المتحدثين، وحصلت على فرصة للتحدث وتبادل الكثير من الأفكار مع الكثير منهم، وكنت أتحدث مع أشخاص حقًا على مستوى عال من المعرفة فى مختلف المجالات.

وقابلت العديد من المشاركين من جنوب أفريقيا والسودان والولايات المتحدة الأمريكية، وهم يقومون بعمل مثير للاهتمام حقًا، وأيضا تحدثت مع الأشخاص المهتمين بقضايا التعليم والمتخصصين حول تمكين الشباب، وقد أتيحت لى فرصة رائعة للتواصل معهم والتحدث إليهم.

■ ما الانطباع الذى تولد لديك فور وصولك المنتدى؟

عندما جئت لأول مرة، لم أستطع أن أتخيل أننى تلقيت الدعوة التى دخلت بها، لقد رأيت أنه كان هناك الكثير من الأشياء التى تحدث عندما تفحصت الموقع الإلكتروني، ولكن عندما وصلت إلى هنا وعندما سمعت عن الرقم الذى لم أصدقه وهو ٧٠٠٠ شخص، لا أعرف أى دولة أخرى تفعل ذلك بالمناسبة، إنه شيء مؤثر حقًا فكرة جمع الشباب من العديد من البلدان فى جميع أنحاء العالم.

وبغض النظر عمن تكون أنت أو البلد الذى أتيت منه، فقد كان من المفيد حقًا جلب هؤلاء الأشخاص ومنحهم الفرصة لمدة خمسة أيام للمناقشة والتفكير فى العمل معًا، والحديث عن الشركات الناشئة الخاصة بهم، حيث يمكننا القيام بشراكات لتوسيع مشاريعنا.

لذا لم يكن لدى أى فكرة عن حجم هذا الحدث، لقد كان من المؤكد أنه كان مثيرًا للإعجاب تمامًا، وكل شيء كان مثاليًا وكان التأمين على مستوى عالى.

وأنا أحب مصر، فهذه هى المرة الثانية لى هنا، أنا سعيدة حقًا بالفرصة الرائعة التى أتيحت لى وأتمنى أن أتمكن من العودة قريبا.


■ ما فوائد المنتدى الذى جمع ٧٠٠٠ شاب وفتاة من ١٢٠ دولة حول العالم؟ وكيف رأيت دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى للشباب؟

أولى فوائد المنتدى تتمثل فى الاتصال، وهو بالتأكيد أفضل فائدة للشباب للتواصل ومناقشة التحديات، فاليوم فى البرازيل نتحدث كثيرًا عما يسمى التحدى العالمي، لأن كل تحد هو محلي، ولكن لدينا نوعًا من التحدى العالمي، لأنه حيث يمكنك التواصل مع الناس ورؤية أنهم يواجهون تحديات تشبههم حقًا تمكنهم من مناقشة الحل، والتفكير فى الشراكات التى تنقل المعرفة.

كما استفدنا من مستوى المناقشات داخل الجلسات، وبالتالى أتيحت لى الفرصة للذهاب فى جلسة لمدة ساعتين، وأن نناقش سلسلة الكتل مع أشخاص مؤهلين حقًا من العديد من البلدان المختلفة من وجهات نظر مختلفة.

لذلك أعتقد أنه من المؤكد أن فكرة وجود الجلسات والورش هى الفائدة الثالثة، وفكرة كيفية دعوة المنتدى للناس لإحضار أعلامهم ووضع الثقافة فى المناقشات، أعتقد أن هذا أمر قوى حقًا لأنه لا يتعلق فقط بمناقشة مشكلة ولكن يتعلق بجلب هويتك وتقاليد الشعوب الثقافية.


■ ما رأيك فى دعم الرئيس السيسى للشباب؟

أنا معجبة جدًا بذلك، فنحن فى البرازيل مرتبطون حقًا بقضايا أمريكا اللاتينية، ولسنا على صلة كبيرة بقضايا الشرق الأوسط، وكانت بالنسبة لى فرصة عظيمة لمقابلته شخصيًا وقد تأثرت كثيرًا بمدى استثماره فى الشباب ودعمه لإنشاء المنتدى.

ومن الشائع فى أمريكا اللاتينية أن بعض الأحداث التى تنظمها الحكومة وأحيانا لا تكون الحكومة ممثلة هناك شخصيا، لأن هناك الكثير من القضايا فى جدول أعمالهم وجداولهم الزمنية فنحن لا نلتقى بالقادة وجهًا لوجه، لذا كان من المثير للاهتمام حقًا أنه كان يتعامل مع كل الموضوعات، وعلى سبيل المثال عندما أتيحت لى الفرصة للتحدث معه عن خطابي، كان يدون الملاحظات، وكان ذلك مثيرا للاهتمام بالنسبة لي.

 

■ من الشخص الذى يدعمك دائمًا، ومن أنشأ هذا الجزء القوى فيك؟

كل ما لدى من شجاعة، والطريقة التى أنا عليها اليوم، يعود الفضل فيها إلى جدتي، فحتى تكون هناك امرأة قوية، يجب أن يكون وراءها امرأة أقوى، لذلك كانت جدتى مصدر إلهام كبير جدًا لي، وكانت امرأة فقيرة وُلدت فى مزرعة مع تسعة إخوة وأخوات، وهو وضع صعب حقًا.

ومنذ طفولتي، وفى السادسة من عمري، وفى الوقت الذى كانت تتيح لى الفرصة للتواصل مع الحياة الحقيقية، كنت أعمل داخل مشاريع اجتماعية مع جدتي، وكانت تنقلنا إلى هذا الواقع لمساعدة الفقراء والقيام بمشاريع اجتماعية، واليوم عمرها ٨٠ عاما وما زالت تذهب إلى المشاريع الاجتماعية كل أسبوع، ولديها مشروع عام لتوفير الدخل للنساء.


■ ماذا عن السياحة فى مصر بزيارتك الثانية وهل استمتعت فيها؟ وما الأماكن التى قمت بزيارتها؟

كان لدى حلم دوما لزيارة مصر، وفى أمريكا اللاتينية تعلمنا فى المدارس الابتدائية أن مصر تمثل بداية الحضارة، بداية من النيل والفراعنة وتوت عنخ آمون، لذلك كنت أفكر دائما أننى بحاجة للذهاب إلى مصر، وبحاجة لزيارة الأهرامات.

وقبل نحو ٣ سنوات قررت أن أمضى إجازة فى مصر، فذهبت إلى القاهرة والأقصر وأسوان وقمت برحلة فى النيل، وعندما زرت شرم الشيخ هذا العام للمنتدى، وجدتها مختلفة تمامًا عن القاهرة، فعندما تكونين فى القاهرة تستطيعين أن ترى حركة الناس وتحديات العصر، ولكن فى شرم الشيخ، الشواطئ مذهلة ومثالية للاسترخاء، وبالفعل قضيت وقتا ممتعا.


■ بعد الانتهاء من المنتدى.. ما الذى يمكننا فعله كشباب للاستفادة منه والوصول بأفكارنا إلى الواقع وتحقيق أحلامنا؟

بالنسبة لي، لا بد من بذل المزيد من العمل بشكل أسرع من ذى قبل، للحصول على المزيد من المهارات، مع المزيد من المشاركة، لذلك بدأت بالفعل فى تحديد بعض الشراكات مع زملائي، وسأعود إلى البرازيل فى محاولة لجعل هذه الشراكات حقيقية، لأننى أقمت صداقات مع أشخاص من الكاميرون والسودان، الذين لديهم مشكلات مماثلة لدينا فى البرازيل، وأريد بالفعل مواصلة هذه الشراكات، وأريد أيضًا إرسال رسائل إلى بعض المنظمات مع بعض الأفكار والتعليقات الجديدة. كما أفكر أيضا حول ما يمكن أن نطرحه فى المنتدى العام المقبل، فقد كان هناك الكثير من الجلسات، ويمكننا أيضًا القيام باجتماعات حول وضع خطط للعام المقبل، ومواصلة العمل الشاق فى البرازيل وأمريكا اللاتينية، وهذا ما سأفعله عندما أعود.

 

■ ما الرسالة التى تودين أن تصل إلى كل امرأة تعانى من حرمانها من التعليم وللفتيات اللاتى يتعرضن للزواج فى سن مبكرة؟

أعتقد أن ما نحتاج إليه نحن النساء هو بذل المزيد من الجهد من أجل التعليم، وعندما أتحدث عن التعليم هنا، أقصد معظم المجموعات التعليمية غير الرسمية والرسمية التى تناقش معلومات أكثر.

كما نحتاج إلى توسيع المساحات حول زيادة الوعى وتصفح المعلومات على المواقع الإلكترونية والأبحاث وكل ما هو متعلق بحقوق النساء، ومن المهم حقًا الاطلاع على المعلومات ومعرفة الحقوق، وأيضا مواجهة جميع القضايا المتعلقة بالزواج المبكر، أو منع الفتيات من التعليم.


■ ما رأيك فى المنظمات الحقوقية الموجودة بالشرق الأوسط أو فى بلدك البرازيل والتى تركز على المظاهرات والاحتجاجات وتهمل مواجهة الفقر ودعم حقوق المرأة؟

بعض المنظمات فى الشرق الأوسط تهمل الغرض الرئيسى منها وهو دعم حقوق المرأة والفقراء وتركز فقط على حق الاحتجاجات.

وأنا أعمل ناشطة لحقوق المرأة فى جميع أنحاء العالم، وتعد البرازيل واحدة من أكثر الدول التى لديها أكثر أشكال العنف ضد المرأة.

لذلك فإن هذا المجال هو الأكثر ارتباطًا بحياتى وحياتى المهنية، ويتعلق بالأشياء التى درستها خلال عشر سنوات، حيث إننى تخرجت فى كلية الحقوق وأثناء دراستى أتيحت لى الفرصة للتواصل مع الكثير من القضايا المتعلقة بالحقوق الإنسانية.

وفى كل هذا الوقت الذى أعمل فيه فى مجال حقوق الإنسان وتحديدًا فى مجال حقوق المرأة، أتيحت لى الفرصة لإعادة تطوير وجهة النظر حول ماهية العمل فى مجال التمكين الإنساني.

فنحن نعيش اليوم فى عالم به عدم المساواة بين الجنسين، حيث إنه من الصعب العثور على دول تتساوى فيها المرأة فى الحقوق وتعيش مع الرجل على قدم المساواة، فهناك تفاوت فى الدخل، وهناك العديد من المجتمعات التى تحتاج فيها المرأة إلى مزيد من العدالة مع الرجل، لذلك فالأمر مختلف فى كل بلد.

أما بالنسبة للشرق الأوسط، ومن خلال ما كنت أدرسه خلال الأسابيع القليلة الماضية للإعداد لحضور المنتدى، فنحن بحاجة إلى المضى قدمًا فى البرامج الخاصة بالمرأة، وإلى مزيد من البرامج التى تركز على النساء، حيث إنهن يحتجن لمعرفة ما هى حقوقهن على وجه التحديد، وأنه يمكن أن يكون لهن مركز قوى فى المجتمع.


■ وهل النساء يواجهن نفس المشكلات فى البرازيل؟

بالفعل، نواجه أزمات مماثلة، لأنه فى البرازيل لدينا بعض المشكلات المتعلقة بمستوى التعليم، فالفتيات البرازيليات يمنعن من قبل الآباء من الذهاب إلى المدارس، فلدينا مجتمع أبوى وذكوري، والفتيات لا يمكنهن الوصول إلى نفس المستوى من التعليم مع الرجل.

وأنا ولدت فى أسرة أبوية أيضا، وكان دائما ما يجب أن أتصرف كفتاة وأن أنتبه إلى ما يجب ألا أفعله، وكيف يجب أن أتصرف عندما أكون فى حفلة مثلا، أو عندما أريد الخروج إلى أى مكان.

لذلك أعتقد أن هذه القضايا هى جذور المشكلات، وفى رأيى يجب أن نذهب أكثر إلى فكرة تمكين المرأة، فعلى سبيل المثال لدينا حركة فى البرازيل أنشئت من قبل مجموعة من الفتيات عن طريق تجميع الكثير منهن على وسائل التواصل الاجتماعي، لمناقشة كيف يشعرن، وتعريفهن بحقوق النساء.

كما أنشأت حركة على الشبكات الاجتماعية، للإبلاغ عن الاعتداءات والمضايقات التى تحدث للنساء والفتيات، واكتشفنا أن معظم النساء تعرضن بالفعل للتحرش، وهذا هو السبب فى إعجابى وسعادتى بمنتدى شباب العالم، لأن هذا العام تم تخصيص لجنة حول تمكين المرأة.

وفى البرازيل على وجه التحديد لدينا عنف ضد المرأة بشكل عام، وكذلك ضد النساء الملونات، وكل امرأة ملونة معرضة للقتل أكثر مرتين من المرأة البيضاء.


■ ماذا عن حياتك المهنية؟

أشغل منصبين حاليا، الأول هو نائب المدير فى «migraflix» التى تعمل على التكامل الاقتصادى والاجتماعي.

كما أننى جزء من المديرين فى «liveelabs» وهى مؤسسة تعليمية تعمل على التكنولوجيا الاجتماعية، التى تهدف إلى إشراك الشباب داخل المجتمعات المحلية للقيام بحركات اجتماعية مثل القيام بعمل ملاعب فى بعض المناطق أو لحل المشكلات الاجتماعية فى مكان، ونعمل فى كل ما يتعلق بتمكين الشباب.