السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مقاتلات يحاربن المرض الخبيث في «أم الخير».. «الدار» تستضيف مريضات السرطان مجانا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تزداد قساوة مرض السرطان عندما يضطر المريض للسفر يوميا للحصول على جلسة علاج، ولتخفيف آلام المرضى أسست الحاجة وفاء دار رعاية مجانا لمرضى السرطان بالإسماعيلية، لتضم قصص كفاح مريضات السرطان في مصر وتكشف صلابتهن في تحمل المرض الصعب والعلاج الأصعب.. «البوابة نيوز» زارت الدار القائمة على رعاية مريضات السرطان لنكتب حكايات سيدات من محافظات مختلفة يجمعهن أنين واحد وهو «مرض السرطان»، الذى حذرت منه منظمة الصحة العالمية مؤكدة أن السرطان ثانى سبب رئيسى للوفاة في العالم، وتُعزى إليه وفاة واحدة تقريبًا من أصل 6 وفيات على الصعيد العالمي. 

  • حكايات من دفتر «الألم»
  • ابنة شمال سيناء تعانى سرطان الثدى وتلقت 19 جلسة كيماوى
  • «سهير»: تركت زوجى وأبنائى.. وأقيم في دار الضيافة 
داخل الدار التقت «البوابة نيوز» سهير عبدالجواد، وهى إحدى مريضات السرطان جاءت من شمال سيناء لتلقى العلاج، تقول: لاحظت وجود جزء غريب في الثدى، وذهبت لأحد الأطباء بالقنطرة غرب في الإسماعيلية، وتم استئصاله، لكن كان يتبقى منه جزء لم تتم إزالته، ولم أكن أعلم حقيقة مرضى، ثم لجأت إلى طبيب آخر بالإسماعيلية قام بإزالة الثدى والغدد بشكل كامل، وفوجئت بما حدث بعد أن تمت إفاقتى بعد العملية، وتحدث معى الطبيب عن طبيعة مرضى، وتابعت معه العلاج لفترة، وبدأت تلقى جلسات الكيماوى، لكنى كنت أعانى عدم توفير بعض الأدوية، خاصة أن حالتى بعد تلقى الكيماوى أثرت في أنزيمات الكبد، ونصحنى الأطباء بتناول عقار «بينيل» لضبط معدلات أنزيمات الكبد خلال رحلة علاج الكيماوى، لكن العلاج غير متوفر وهو ما يؤثر في الحالة الصحية للمريض.
وأضافت أنها تلقت ٤ جرعات كيماوى ونصحها الأطباء بجلسات إشعاع في مستشفى الجلاء العسكرى، وتلقت ١٩ جلسة حتى الآن، وأوضحت أنها تركت زوجها وأبناءها الأربعة في سيناء، وتسكن دار ضيافة «أهل الخير» لتلقى العلاج بالإسماعيلية وتنتظر عودتها إلى أسرتها مرة أخرى بعد معافاتها من المرض.

  • الحاجة وفاء: تجربتى مع شقيقتى بداية تأسيس الدار
  • دار ضيافة السيدات تستوعب أكبر عدد من المريضات المغتربات وتقدم الطعام يوميًا 
بدأت فكرة تأسيس دار لرعاية مرضى السرطان بالمجان، عندما خاضت الحاجة وفاء تجربة المرض مع شقيقتها التى أصيبت منذ سنوات بالمرض اللعين، وتقول: «رغم أن حالة شقيقتى المادية كانت جيدة، إلا أننى وجدت معاناتها من حجم الإنفاق على الدواء والأطباء والعمليات وجلسات الكيماوى، وهذا ما جعلنى أتساءل في نفسى: كيف يكون حال الفقير؟ وفى النهاية وجدت أنى أقول في بلدنا الفقير ممنوع من المرض، ومن هنا حملت على عاتقى مسئولية مساعدة المحتاج خاصة مرضى السرطان لما يعانونه مصاريف باهظة للعلاج، وكانت البداية أن توجهت مع عدد من أهل الخير إلى مستشفى الأورام وبعد موافقة إدارة المستشفى أصبحت زائرا دائما للمرضى، كنت أذهب للمستشفى وأتعرف على المرضى وأسمع حكاياتهم وأقدم لهم ما أستطيع من مساعدات، وكان يطلقون على اسم «أم الخير» كان هذا خلال عام ٢٠١٢، وأثناء زيارتى لأحد المرضى المغتربين، قال لى أنا هبات وأرجع أكمل علاجى غدا، فبادرته بالسؤال: هتبات فين؟ فقال لى إن هناك دارا لاستضافة المرضى الرجال بالقاهرة، وأنه سيذهب للمبيت فيها ثم العودة مرة أخرى لاستكمال العلاج، خاصة أنه كان من الصعيد. على الفور بدأت التفكير في تأسيس دار ضيافة للسيدات، وعن طريق أهل الخير وفروا لى شقة متواضعة قمنا بتجهيزها بأثاث مناسب لاستيعاب أكبر عدد من المريضات، وقمت بالإعلان عنها على «فيسبوك»، أول دار تم تأسيسها كانت في شارع بورسعيد بالإسماعيلية، لكن بعد فترة فوجئت بقرار إزالة لعدد من العقارات بالمنطقة، وكان لدى ١٥ مريضة وقتها، وناشدت أهل الخير توفير دار أخرى، وبالفعل تم توفير الدار الحالية ٣ غرف وصالة، وتم تعيين ٢ موظفين لطهى الطعام، وتحضر الحاجة وفاء يوميا لقضاء وقتها مع المريضات وتوفير احتياجاتهن وتحضير الطعام لهن ومتابعة رحلة علاج كل واحدة منهن، وتؤكد أنه وصل عدد المريضات التى تستقبلهن الدار إلى ٣٥ مريضة، ورغم الإمكانيات المتواضعة لا تستطيع أن ترفض أى حالة، خاصة المريضات المغتربات من محافظات بعيدة، مثل دمياط والمنصورة وسيناء والشرقية والسويس. 
وتختتم: أنا سمعت حكايات كثيرة لمرضى السرطان وظروفا مختلفة كانت تحيط المرضى قبل إصابتهم بالسرطان، وفى النهاية تأكدت أن هذا المرض يزداد مع الحالة النفسية السيئة والضغوطات الصعبة التى لا يقوى عليها البعض فيصيبهم المرض. 

  • سيدة الدقهلية تخوض صراعًا شرسًا مع السرطان
  • أم هاشم: ظروفى صعبة وزوجى مريض 
تخوض أم هاشم من محافظة الدقهلية، صراعا طويلا مع المرض وتقول «أنا ظروفى صعبة جدا زوجى مريض سرطان، وأنا كنت أعمل على فرن لصناعة المخبوزات وبيعها لجيرانى بالقرية كمصدر رزق حلال، وكنت أشعر منذ فترة طويلة بوجع في الصدر، وأثناء عملى أمام الفرن مع ارتفاع درجة الحرارة زاد الألم جدا، وتحدثت إلى شقيقتى ونصحتنى بالتوجه لأقرب مركز صحى واستشارة طبيب، لكنى رفضت لأنى لا أملك تكلفة العلاج، لكن بعد زيادة الألم وعدم قدرتى على تحمله أصرت شقيقتى على إجراء الكشف الطبى، والطبيب طلب منى أشعة، وبعد الفحص أكد أن الورم السرطانى موجود منذ ٣ سنوات ولا بد من التدخل الجراحى في أسرع وقت، كل هذا وأنا لا أعلم شيئا عن الحقيقة، وأكدت لى شقيقتى أنى أعانى كيسا دهنيا بالثدى وسيتم استئصاله، لكن عندما وجدت بناتى يبكين على مرضى علمت وقتها أن هناك شيئا خطيرا، وأكدت لهم أنى راضية بقضاء الله، وتوجهت بعد ذلك إلى معهد الأورام بالمنصورة وخضعت لعملية جراحية، وتم تحديد ٧ جرعات كيماوى، ثم تم تحويلى إلى بورسعيد لتلقى جلسات إشعاع نووى، لكن هناك كان الجهاز معطلا، ولذلك تم تحويلى إلى الإسماعيلية لتلقى الجلسات، في البداية كنت قلقانة من تكلفة العلاج خاصة أن الأطباء طلبوا منى أشعات بتكلفة ٣٠٠ جنيه، وأهل الخير جمعوا لى وساعدونى وتم إنهاء إجراءات العلاج على نفقة الدولة، وقمت ببيع أنبوبة البوتاجاز لاستكمال نفقة العلاج، وتم تحويل ملف العلاج إلى مستشفى الجلاء العسكرى بالإسماعيلية، وأكدت أنها بدأت مسيرة العلاج منذ عامين، ورغم إقامتها بالإسماعيلية مجانا، فإنها تحمل هم زوجها المريض بالسرطان أيضا وأبنائها الأربعة الذين خرجوا من التعليم في المرحلة الإعدادية للعمل ومساعدة الأسرة في توفير متطلبات الحياة.