رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كلمة السر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن أحد يتخيل منذ 4 سنوات المشهد الديمقراطي الذى نراه اليوم من تقلد الشباب لمنصب المحافظ ونائبه، فالواقع أن تكوين هذا المشهد لم يكن بين ليلة وضحاها، وإنما هو ثمار ومخرجات لعمل وطني استغرق تكوينه تحضيرات وتدريبات مكثفة على أعلى مستوى بداخل أهم مؤسسات الدولة المصرية الحديثة.
نقطة الانطلاق كانت لحظة إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2016 عام الشباب المصري، وشرارة بدء فعاليات البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، وما تبعه من تدريب شباب واعٍ مُفعم بالوطنية والحماس داخل أكاديمية ناصر العسكرية والكلية العسكرية للعلوم والإدارة وختاما داخل الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب.
اختيار 23 شابا من خيرة شباب مصر لم يكن أمرا وليد الصدفة أو غير متوقع، فتجربة العام السابق والتي تم فيها الدفع بـ 12 عنصرا شبابيا في تلك المناصب هي تجربة ناجحة على مختلف المستويات، وهو الأمر الذى دفع القيادة السياسية إلى تكرارها والتوسع فيها، ولعل الغرض الأساسي للاستعانة بتلك الأعمار الشابة هو حرص أجهزة الدولة على التعامل مع المشكلات المحلية التي تواجه المواطنين بعقلية فريدة ومواكبة لكل طرق الإدارة والعلوم الحديثة، فاختيارهم في المقام الأول يعتمد على مؤهلاتهم الدراسية وخبراتهم ومهاراتهم المكتسبة.
في قراءة سريعة لدلالات الأرقام التي تم إعلانها في حركة نواب المحافظين ونوابهم، ستجد هناك 8 من شباب البرنامج الرئاسي و5 من شباب تنسيقية الأحزاب والسياسيين، ليصبح عدد النواب الشباب الذين تم تعيينهم في الحركة الأخيرة 23 نائبا جديدا، وبالتالي يصبح عدد القيادات الشابة التي تم الاستعانة بها خلال السنة الأخيرة نحو 35 نائبا شابا، وهناك الدكتور محمد هاني تمت ترقيته من نائب لمحافظة بورسعيد إلى محافظ لبنى سويف، كل هذه الأرقام توضح أن الدولة تمضى قدما في تمكين الشباب، وأن مؤتمرات الشباب ونماذج المحاكاة التي يعقدها الشباب في غالبية مؤتمراتهم قد أتت بنتائجها المرجوة.
فلم يكن يتخيل يوما هؤلاء الشباب يمثلون وزراء مصر ومحافظيها في نموذج محاكاة الدولة المصرية الأول أن الحلم سيصبح حقيقة، وسيأتي اليوم الذى نرى فيه شباب المحاكاة أصبحوا شباب الواقع والحقيقة، ويقفون أمام الرئيس لكى يحلفوا اليمين الدستورية، ومن يعلم فربما الأيام القادمة تأتى بوزراء شباب في التعديل الوزاري المرتقب، ولم لا؟؟ ففكرة البرنامج تقوم في الأساس على تحقيق قاعدة عريضة من الشباب المؤهل المدرب وذوى الخبرات حتى تتم الاستعانة بهم على كل المستويات داخل الجهاز الإداري، ومن هنا بزغت فكرة الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب المصري للنور، ولم يقف دورها على تدريب الشباب المصري فحسب، بل امتد دورها إلى تأهيل الشباب الأفريقي تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام 2019 حيث تم إطلاق برنامج الشباب الأفريقي والذى يستهدف تدريب 1000 قائد وشاب أفريقي.
ختاما.. كلمة السر هي شباب مصر وفى رئيس الجمهورية الذى وثق بهم من البداية وفي إمكانياتهم.