رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

عميد إعلام الأزهر يطالب بإعدام أفلام ومسلسلات العنف ومحاكمة عاجلة للمشاركين

الدكتور غانم السعيد
الدكتور غانم السعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور غانم السعيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إنه انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مطالبات بإعدام شاب قتل هو وبعض أصدقائه - بدم بارد - أحد الشباب، لمجرد أنه صاحب نخوة ومروءة وذلك عندما قام بتخليص فتاة من أهل منطقته من براثن الشاب القاتل الذي حاول أن يختطف تلك الفتاة من شارعها عيانا بيانا، جهارا نهارا دون ذرة من خجل، أو خوف من أحد، مضيفا للأسف فإن هذا القاتل من أسرة لها وضعها الاجتماعي المتميز ماديا ووظيفيا، يعني أن هذا الشاب لا تفرض عليه ظروفه الاجتماعية أن يكون بهذا العنف وتلك القسوة.
استطرد عميد الكلية قائلا: قبل هذه الحادثة بأيام سمعنا عن مشاجرة بين عدد من التلاميذ في المرحلة الإعدادية أمام مدرستهم انتهت إلى قتل أحد زملائهم بدم بارد أيضا.
وقال السعيد على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من الأكيد أن هناك حوادث قتل أخرى كثيرة حدثت بنفس النمط، وفي ذلك السياق، وكان الشباب - للأسف - هم من ضحاياها سواء كانوا قتلى أم قاتلين.
قال السعيد، أرى أن هذه الحوادث أصبحت إحدى ظواهر المجتمع الخطيرة في الآوانة الأخيرة، والسؤال الذي يجب أن يسأله المجتمع لنفسه الآن: لماذا تفشت هذه الحالة في مجتمعنا حتى صارت ظاهرة تقوض بنيانه وتؤثر على السلم المجتمعي، والذي نحن في أشد الحاجة إليه في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن؟.
أضاف، ارى أن من أهم أسباب تفشي هذه الظاهرة في مجتمعنا هو ذلك الفن الهابط الذي يوظف العنف، ووسائل البلطجة كعنصر إثارة لتحقيق الشهرة، ونزع الإعجاب، وجمع الأموال، وتقع تلك المسئولية خصيصا على أحد الممثلين السينمائيبن الذي صدَّر إلى الشباب - من خلال أدواره في عدد من الأفلام - العنف إلى المجتمع في أقسى وأشد صوره.
أشار إلى أن هذا انحراف شديد برسالة الفن الذي يجب أن يكون أداة بناء وليس معول هدم، وأن يكون باعثا لرقي الوجدان، وليس داعيا للقسوة والغلظة، ومحرضا على العنف الذي ينسف السلم المجتمعي.
وإذا كانت هناك مطالبات بإعدام قاتل ذلك الشاب، ومن على شاكلته، فإنه يجب أن تتوجه المطالبة بنفس القدر وبذات الحماس إلى إعدام تلك الأفلام والمسلسلات التي تحرض على ذلك العنف، وتقديم كل من شارك فيها من المؤلفين، والممثلين، والمخرجين، والمصورين، والممولين إلى محكمة عاجلة بتهمة التحريض على العنف والقتل الذي أضر بالسلم المجتمعي ليكونوا في قفص الاتهام جنبا إلى جنب مع هؤلاء الذين غرروا بهم ودفعوهم إلى ارتكاب جرائم القتل بهذا البرود الذي لم نألفه في مجتمعنا.
وعلى علماء الاجتماع، وعلم النفس أن ينهضوا بمسؤولياتهم، في تشخيص الظاهرة، وتقديم العلاج، كما أن على رجال الدين الإسلامي والمسيحي أن ينهضوا أيضا بمسئولياتهم في توجيه أفراد المجتمع إلى القيم والأخلاق الفاضلة، وبيان خطورة الاعتداء على الأنفس والأعراض، وعلى المسؤولين في وزارات الأوقاف، والتربية والتعليم، والثقافة، والشباب والرياضة، ووسائل الإعلام المختلفة أن يتحركوا على أرض الواقع لمواجهة مظاهر العنف التي بدأت تتفشى في المجتمع وتقوض بنيانه، وتهدد السلم المجتمعي فيه.