الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في ذكرى وفاته.. كل ما تريد معرفته عن جلال الدين الرومي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم 30 سبتمبر من عام 1207 ولد الأديب والفقيه والمنظر والقانوني الصوفي جلال الدين الرومي، ومر على ميلاده 812 عاما حيث توفي في عام 1273 ولا تزال مؤلفاته لها بصمتها في الأدب، بداية من الآداب الفارسية والتركية والعربية والأردية، والعالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف (ترك الدنيا والتصنيف) كما يقول مؤرخو العرب، والذي لا يزال محل تناول في الأغنيات والآداب في كل العالم يحتفل بذكرى ميلاده.
ولد الرومي لأسرة ينتهى نسبها إلى الصحابي أبي بكر الصديق رضى الله عنه، ولد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي، نسبة إلى مدينة "بلخ" في أفغانستان في العام 1207 من الميلاد، التي اشتهرت بالعلم والفلسفة والفقه، ونسب إليها الفردوسي وابن سينا والغزالي.
غادرها جلال الدين الرومي مع والده "بهاء الدين" الملقب بـ"سلطان العلماء" عام 1219، بسبب الغزو المغولي القادم من الشرق الذي دمر المدينة بعد عام واحد، فكان عصر شهد الاضطرابات والصراعات الداخلية والخارجية بالدولة الإسلامية.
انتقل مع أبيه إلى بغداد في الرابعة من عمره، ودخل المدرسة المستنصرية لكنه تركها بعد فترة قصيرة بسبب رحلة والده الواسعة في بعض البلدان مددًا طويلة، حتى استقر في قونية سنة 623هـ، لذلك عرف بالرومي نسبة إلى بلاد الروم، إذ إنّ قونية كانت جزء منها، وهي تقع وسط تركيا حاليًا، تزوج بابنة خوجة شريف الدين السمرقندي سنة 623 ه‍، فأنجب منها سلطان وَلَد وعلاء الدين جلبي، وبعد وفاة والده تولى مكانه في الفقه والإفتاء والتدريس.
وبعد عام وصل إلى قونية تلميذ والده، تتلمذ على يد "برهان الدين محقق الترمذي"، الذي تولى تعليمه حتى نصحه بالتوجه إلى حلب للدراسة، ومنها انتقل إلى دمشق، وكان الشيخ محيي الدين بن عربي يمضي بها السنوات الأخيرة من عمره، وقضى نحو 9 سنوات بين حلب ودمشق تحت ظل وإشراف معلمه ومرشده، ليعود بعدها إلى قونية عالمًا بارزًا في العلوم الإسلامية ليبدأ بالتدريس في المدينة وسط لفيف من مريديه.
بوصول شمس التبريزي إلى المدينة، تبدأ معه رحلة جديدة مختلفة عوالمها عما اختبره الرومي مع والده ومعلمه، فكان التبريزي باحثًا عن شخص يجد فيه خير الصحبة حتى تصادف بالرومي، ولم يفترق الصاحبان منذ لقائهما حتى أنّ تقاربهما ظل دافعًا لحسد الكثيرين على جلال الدين لاستئثاره بمحبة القطب الصوفي التبريزي.
تعددت الروايات حول ما جمع شمس بالرومي، فبعد أن تعرف الرومي على رفيقه، هجر التدريس والفقه كفقيه، متخليًا عن كل ما كان يشغله في حياته، مستحوذًا على روح الرومي ومشاعره، وأخذ قرب الرومي بين سنة لقائه مع شمس 1244م وسنة وفاته 1273م نحو 70 ألف بيت من الشعر، وبعد اغتيال التبريزي فاض حزن الرومي بأشعار وموسيقى ورقصات تحولت إلى ديوان سماه ديوان "شمس الدين التبريزي" أو الديوان الكبير، وأنشأ الرومي الحفل الموسيقي الروحي المعروف بـ"السماع".