تمثل السيارات الكهربائية أملا جديدا في ظل ارتفاع أسعار الوقود، الأمر الذي يؤثر بدوره على أسعار السيارات التقليدية في مصر فالمتابع للواقع يجد أنه لا صوت يعلو صوت الحديث عن ارتفاع أسعار الوقود في مصر، وهو الأمر الذي أثر على الكثير من المواطنين مع ارتفاع الأسعار الذي من المقرر أن يؤثر على أسعار مختلف السلع والخدمات.
ولكن ارتفاع أسعار الوقود والتي تراوحت الزيادات بها من 18 إلى 22% وزاد سعر البنزين 92 أوكتين إلى 8 جنيهات وبنزين 80 أوكتين إلى 6.75 جنيه وزاد سعر البنزين 95 أوكتين إلى 9 جنيهات وارتفع السولار إلى 6.75 جنيه للتر من 5.50 جنيه، ما أعاد فتح موضوع استغلال الطاقة المتجددة كبديل عن استخدام مشتقات البترول التي أزالت الحكومة عنها الدعم لتصبح بالأسعار العالمية مؤخرًا بقرار من المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء صباح اليوم.
وتعد السيارات الكهربائية أمل جديد لا تبحث عنه مصر فحسب وإنما العالم كله من أجل البحث عن مصادر بديلة للوقود، وهو ما دعا الحكومة لمنع الجمارك على السيارات الكهربائية بجانب قرار صدر خلال العام الماضي من وزارة التجارة والصناعة يقضي باستيراد السيارات الكهربائية التي مر على تصنيعها 3 أعوام منذ عام 2016، علاوة على بيان صدر في أول الشهر الجاري من الوزارة ذاتها بخصوص التعاون مع كبرى الشركات الصينية في مجال إنتاج السيارات الكهربائية بمصر.
وقد وصلت عدد محطات شحن السيارات الكهربائية بحسب الأرقام المعلنة إلى 56 محطة وتضم 112 نقطة للشحن من المقرر أن تصل إلى 130 نقطة مع توقعات بوصول عدد المحطات إلى 300 محطة في أنحاء الجمهورية في عام 2020 وهذا في الوقت الذي وصل عدد السيارات الكهربائية بمصر إلى أكثر من 60 سيارة حتى الوقت الحالي.
السيارات الكهربائية واستهلاك الطاقة
وفي هذا السياق قال المهندس عمرو آدم، الخبير في السيارات الكهربائية، إن متوسط استهلاك السيارة العادية في مصر بنسبة تقريبية يتفاوت ما بين 15 إلى 20 ألف كيلومتر في السنة وهو ما يعني على حساب أعلى استهلاك في المتوسط سيكون 55 كيلومترا في اليوم.
وأضاف آدم أن السيارة الكهربائية تستطيع أن تقطع 150 كيلومترا في الشحنة الواحدة، وهو ما يكفي مشاوير تصل إلى 3 أيام على الأقل دون شحن وبتكلفة أقل من سعر الشحن العادي، حيث إن التكلفة تكون كالآتي بطارية (19 كيلو واط x سعر 36 قرشا) أي 68.4 جنيه في الشهر في الوقت الذي يمكن شحن السيارة خلالها إلى 10 مرات في الشهر الواحد، وهو ما يمكن أن يتم بمحطات الشحن سواء في مصر الجديدة أو الزمالك أو غيرها من الأماكن التي يتوفر بها أماكن للشحن.
وأشار إلى أن تلك الأرقام تقريبية عن معدل الاستهلاك ولكن ذلك يشير في الوقت نفسه إلى السهولة واليسر في عملية الشحن بجانب التكلفة المنخفضة التي تغني عن ارتفاع أسعار الوقود التي وصلت إلى معدلات كبيرة خلال الفترة الأخيرة.
ولفت آدم إلى أنه بخصوص المشاكل والعقبات فقد تكون في سعر السيارة المرتفع قليلا ولكن التكنولوجيا الموجودة بالسيارة، وهو ما يجعل الشركات تنتج كميات قليلة من السيارات الكهربائية فئة واحدة أو اثنين ولكن يمكن أن القول أن ثمنها بها لأنها لا تحتاج لتكاليف الصيانة عالية مثل باقي السيارات العادية التي تحتاج لتغيير زيت وفلتر وبوجيهات وفلاتر وسيور بجانب قعع الغيار وغيرها، بينما تكون السيارات الكهرباء وارد الخارج وهو مالا يعطي التوكيل فرصة للنصب وما إلى ذلك.
تحديات وجودية في مصر
ومن جانبه قال علاء السبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، إن هناك عددا من التحديات التي تواجه دخول السيارات الكهربائية للأسواق المصرية، ولكن من المتوقع تسهيل الأمر ودخولها بقوة خلال الخمس سنوات المقبلة.
وأضاف أن تلك التحديات تتمثل في ارتفاع سعرها مقارنة بمستوى الدخل فالسيارة الكهربائية يصل سعرها لضعف سعر السيارة العادية، وهو ما يجعلها لفئات بعينها كالأغنياء فقط خلال الفترة الحالية، لافتًا إلى وجود مشكلة أخرى تتعلق بالثقافة حول جدوى شراء السيارات الكهربائية فالمواطن المشتري بحاجة للاقتناع بشراء سيارة كهربائية.
ولفت إلى أن المشكلة الأخرى تتعلق بنقص أو قلة محطات شحن البطاريات في مصر، ولكن تلك المشكلة يمكن حلها من قبل الشركات المنتجة بتوفير منصات وأماكن للشحن، مشيرا إلى أنه بسبب أن التكنولوجيا المستخدمة جديدة نوعا ما فالشركات ما زالت تتحفظ على إنتاج أعداد كبيرة من السيارات الكهربائية.
بينما رأى المهندس أيمن محمد، خبير السيارات الكهربائية وأدمن جروب نادي السيارات الكهربائية في مصر، أن السيارات الكهربائية غير مرتفعة السعر حيث يبدأ سعرها من 250 ألفا وحتى 2 مليون جنيه.
وأضاف أنها أكثر منفعة وأفضل من السيارات العادية إذا ما نظرنا لتكلفة تشغيلها وعملها مقارنة بالسيارات الأخرى التي تحتاج فيه إلى الوقود بصورة مستمرة، حيث يصل سعر 30 لترا نحو 240 جنيها، بينما يمكن شحن السيارة الكهربائية بـ50 جنيها لتسير مسافة 300 كيلومتر كاملة.
