الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جرائم على الفيسبوك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم المساحة الهائلة من الحرية التى أتاحتها مواقع التواصل الاجتماعى، بخاصة الفيس بوك لروادها، إلا أن لهذه المواقع أضرارا لا تنكر من إهدار الوقت، وعدم الاستفادة منه وإضعاف التواصل الطبيعى بين البشر والأسر بشكل خاص، فضلا عن وقوع الكثير من الجرائم التى سجلت على صفحات هذا الواقع الافتراضي.. ويستغل عدد من المجرمين تلك الصفحات للتستر وراءها لمزاولة أنشطتهم غير المشروعة، كالنصب والاحتيال وغيرها من جرائم ونشر الشائعات بسرعة كبيرة.
فالتحريض على العنف والإرهاب والتشهير والسب والقذف والتشويه، والتحريض على الفسق والفجور والعلاقات غير المشروعة وانتحال الصفة ونشر الأخبار الكاذبة والمفبركة، كل ذلك ما هو إلا شىء قليل فى عدد ونوع الجرائم التى ترتكب يوميا على شبكات التواصل، والتى تعمل بشكل عام على تدمير العلاقات الاجتماعية وإهدار الوقت فيما لا ينفع.
ومن أسوأ جرائم الفيس بوك ومواقع التواصل الأخرى، تصدر غير المؤهلين للدعوة الدينية، ونجدهم يكتبون قصصا أو أدعية أو أحاديث غير مدققة، وأحيانا غير صحيحة أو مكذوبة، وإرسالها لملايين الأشخاص، طالبين منهم نشرها وتشييرها لأكبر عدد من الأصدقاء، وإلا سيتعرض للعقاب الإلهى، مما يسهم فى نشر مواد دينية غير صحيحة، وهو ما يعد إفسادا واضحا للعقائد.. وينصرف ذلك أيضا على نشر معلومات صحية مغلوطة تضر أكثر مما تنفع.. وقس على ذلك المعلومات التاريخية والنفسية والاجتماعية غير الدقيقة التى لا تدمر الأشخاص فقط، بل تدمر الأوطان والمجتمعات.
ومن خطايا الفيس بوك انتشار ما يعرف بالكتابة الفاحشة، وإهدار الصورة الراقية للغة العربية.
ومن السلبيات أيضا، نشر صور الكآبة والحزن والتشاؤم فى النفوس، وانتشار الأفكار الإجرامية التى تهدد الأوطان.
وللأسف يأتى التأثير الأكبر لتلك الجرائم فى الأطفال الذين يسقطون ضحايا للذين يمارسون تصرفات عدوانية على الفيس بوك، والذين يستخدمون الفيس بوك وسيلة للسخرية والاستهزاء من الآخرين. 
كما أن الإفراط فى استخدام الفيس بوك ينعكس بشكلٍ سلبى على صحة الأطفال والمراهقين؛ حيث إنهم أكثر عرضة للاضطرابات النفسية كالتوتر والقلق والاكتئاب والمعاناة حسب دراسات علمية متعددة.
ويأتى هذا إلى جانب ضياع الوقت وإهداره لساعات طويلة على صفحات التواصل الاجتماعى؛ حيث قدرت بعض الأبحاث أن الناس يقضون ربع يومهم على الإنترنت، ما قد يؤدى إلى فقدان الشعور بالواقعية والعيش فى العالم الافتراضى، وعدم القدرة على القيام بالأنشطة المختلفة والواجبات والالتزامات تجاه الآخرين.